كما أفكر
أكرم حماد
جوزيف عطا المنان.. الكنكشة في زمن الكندشة
الكنكشة كلمة دارجية وتعني التمسك بالشيء بقوة والإستماتة في سبيل الحفاظ عليه بسبب الكثير من المغريات.. وغالباً ما ترتبط الكنكشة بالمناصب والإمتيازات التي توفرها هذه المناصب.. وهذه المناصب في حد ذاتها عبارة عن جهاز تكييف مترامي الأطراف يصنع (الكندشة) المادية.. وفي السودان نادراً ما نسمع أو نقراً عن إستقالة مسؤول.. فالأصل في أصحاب المناصب (الكنكشة).. وحتى عندما تأتي الإستقالة فإنها تأتي بسبب تزايد الضغوط أو التشفير المتعمد وليس بسبب الإعتراف بالتقصير أو إفساح المجال لوجوه جديدة.
المسؤولون في الإتحاد العام على سبيل المثال لا يعرفون شيء إسمه الإستقالة.. رغم الكثير من الفضائح الكروية التي إرتبطت بهذا الإتحاد.. هذا بالإضافة إلى خطأ مباراة زامبيا الإداري الكارثي والذي تسبب في سحب نقاط المباراة من منتخبنا الوطني لتنعكس تلك الفضيحة في مشوار المنتخب في تصفيات المونديال ليسقط بعد ذلك في المباريات الواحدة تلو الأخرى ويفشل في المهمة.
وخطأ مثل خطأ مباراة زامبيا كان يستوجب إستقالة المسؤولين في الإتحاد العام.. ولكن ثقافة الإعتراف بالخطأ ثم المغادرة غير موجودة.. ولن تكون موجودة طالما أنه لا توجد جهة تحاسب الإتحاد العام.. وطالما أن الإتحاد بالنسبة لهؤلاء المسؤولين عبارة عن بقرة حلوب تدر الكثير من الأموال عبر العلاقات والتربيطات التي ما كان لها أن تتبلور لولا وجودهم في هذه المناصب.
والطريقة التي (أخرج) من خلالها الإتحاد العام مسرحية بكري المدينة تؤكد أن ذهاب هذا الإتحاد أمر في غاية الأهمية من أجل مصلحة كرة القدم في هذه البلاد.. فتكريس وترسيخ عدم إحترام العقود بالسماح لبكري المدينة بالتوقيع للمريخ لمجرد أنه لم يوقع للهلال داخل مباني الإتحاد العام.. ثم رفع الإيقاف عن المدينة بخطاب من أمين المال أسامة عطا المنان للمشاركة في مباراة (وهو اللاعب الذي إعتدى على الحكم المساعد في مباراة سابقة).. ثم توقيع عقوبة بإيقاف هذا اللاعب ست مباريات فقط رغم أنه إعتدى لفظياً وبدنياً على قاضي من قضاة الملاعب ورغم أن أقل عقوبة يجب ان توقع عليه هي إيقافه لمدة عام.
كل هذه الامور وغيرها تؤكد أن هذا الإتحاد بقيادة أسامة عطا المنان (بلاتر الإتحاد) يجب أن يرحل غير مأسوف عليه.. حتى الطريقة التي تعامل بها الاتحاد مع أحداث مباراة المريخ ومريخ الفاشر والتي شهدت إقتحام الجماهير للملعب وإشتباكها مع الشرطة طريقة تعبر عن ضعف هذا الإتحاد و(قلة حيلته).. فكل الذي فعله الإتحاد هو توقيعه لبيان غير مفهوم مع الشرطة ونادي المريخ.. ليفشل الإتحاد في القيام بمهامه المتعلقة بفرض الإنضباط وليظهر بمظهر (التابع) الذي لا يملك قراره رغم أنه المسؤول عن إدارة النشاط.
جوزيف بلاتر.. ملك الكنكشة
قال جوزيف بلاتر بالأمس ومن خلال اجتماع الكونجرس للإتحاد الدولي من أجل إنتخاب رئيس جديد: (عاصفة هوجاء ضربت الفيفا خلال اليومين الماضيين ورغم ذلك فقد كان الاصرار كبيرا على مواصلة العملية الانتخابية فشكرا لكم).. كلام بلاتر يؤكد أنه ملك الكنكشة لأن الطبيعي هو أن يقدم إستقالته بعد موجة الإعتقالات التي هزت الإتحاد الدولي.. فساد كبير في الفيفا كان يحتاج من رئيس الاتحاد لأن يكون شجاعاً بإتخاذ القرار السليم بالإستقالة ولكن بلاتر (وعلى طريقة هافيلانج) أراد أن يستمر في منصبه لفترة رئاسية جديدة.
بغض النظر عن فضيحة الفساد فإن إصرار بلاتر على الترشح رغم بلوغه 79 عاماً يؤكد أنه شخص أناني ولا يفكر إلا في مصلحته.. فالتجديد أمر طبيعي.. علماً بأنه عمل لأربع دورات رئاسية.
نماذج (الكنكشة) كثيرة.. ولكن هناك نماذج أخرى تؤكد أن ثقافة الإستقالة رغم كل شيء ما زالت موجودة.. فقد استقال قبل خمسة أيام رئيس الاتحاد المكسيكي خوستينو كومبيان من منصبه بعد تسعة أعوام قضاها في هذا المنصب قائلاً (لقد قمت بكل ما كان منوطا بي عمله.. سأرحل سعيدا وسأحظى بفرصة أكبر لأكون بجوار عائلتي).
فهل نحلم يوماً ما بإستقالة جماعية لضباط الإتحاد العام الأربعة؟.. هل نحلم بإستقالة بلاتر الإتحاد العام (جوزيف عطا المنان)؟.. جوزيف عطا المنان الذي أوقف قبل عامين ونصف إجراءات شطب هيثم مصطفى من الهلال في مهزلة من مهازل الإتحاد العام لمجرد أن هيثم صديق شخصي ومقرب منه.
ارسنال واستون فيلا.. الكأس يختلف
فوارق الترتيب بين ارسنال (ثالث الدوري) واستون فيلا الذي نجا من الهبوط لا يعني أي شيء عندما يتعلق الأمر بنهائي الكأس.. وكلنا يتذكر قبل موسمين كيف فاز ويغان (الهابط بنهاية ذلك الموسم) باللقب على حساب السيتي المدجج بالنجوم.. حتى في هذا الموسم عانى ارسنال كثيراً (في المسابقة) لتحقيق إنتصارات على أندية في درجات أقل وأبلغ مثال إنتصاره الصعب على برايتون في دور ال32 ثم فوزه بصعوبة على ريدينج في الدور نصف النهائي.
وحديثي هذا لا أقصد به تعرُض ارسنال اليوم وبشكل مؤكد لإمتحان عسير.. فقد يضرب المدفعجية بقوة ويحسموا المباراة بصورة سهلة.. ولكن الشيء الذي أقصده أن مباريات الكؤوس خصوصا في انجلترا علمتنا أن الحديث عن فوز الفريق الفلاني لمجرد أنه أكبر ليس بالحديث الدقيق.. فمن خلال 90 دقيقة قد تتلاحق الكتوف بشحنات الدوافع.. وتذوب الفوارق بسلاح التكتيك.
عموماً بإمكان ارسنال أن ينفرد بعدد مرات الفوز بكأس الإتحاد في حال الفوز على استون فيلا اليوم.. فهو يتساوى حالياً مع المان يونايتد ب(11) لقب.. وفوزه بالكأس يعني وصوله للبطولة رقم 12 (رقم قياسي).
أكرم حماد
جوزيف عطا المنان.. الكنكشة في زمن الكندشة
الكنكشة كلمة دارجية وتعني التمسك بالشيء بقوة والإستماتة في سبيل الحفاظ عليه بسبب الكثير من المغريات.. وغالباً ما ترتبط الكنكشة بالمناصب والإمتيازات التي توفرها هذه المناصب.. وهذه المناصب في حد ذاتها عبارة عن جهاز تكييف مترامي الأطراف يصنع (الكندشة) المادية.. وفي السودان نادراً ما نسمع أو نقراً عن إستقالة مسؤول.. فالأصل في أصحاب المناصب (الكنكشة).. وحتى عندما تأتي الإستقالة فإنها تأتي بسبب تزايد الضغوط أو التشفير المتعمد وليس بسبب الإعتراف بالتقصير أو إفساح المجال لوجوه جديدة.
المسؤولون في الإتحاد العام على سبيل المثال لا يعرفون شيء إسمه الإستقالة.. رغم الكثير من الفضائح الكروية التي إرتبطت بهذا الإتحاد.. هذا بالإضافة إلى خطأ مباراة زامبيا الإداري الكارثي والذي تسبب في سحب نقاط المباراة من منتخبنا الوطني لتنعكس تلك الفضيحة في مشوار المنتخب في تصفيات المونديال ليسقط بعد ذلك في المباريات الواحدة تلو الأخرى ويفشل في المهمة.
وخطأ مثل خطأ مباراة زامبيا كان يستوجب إستقالة المسؤولين في الإتحاد العام.. ولكن ثقافة الإعتراف بالخطأ ثم المغادرة غير موجودة.. ولن تكون موجودة طالما أنه لا توجد جهة تحاسب الإتحاد العام.. وطالما أن الإتحاد بالنسبة لهؤلاء المسؤولين عبارة عن بقرة حلوب تدر الكثير من الأموال عبر العلاقات والتربيطات التي ما كان لها أن تتبلور لولا وجودهم في هذه المناصب.
والطريقة التي (أخرج) من خلالها الإتحاد العام مسرحية بكري المدينة تؤكد أن ذهاب هذا الإتحاد أمر في غاية الأهمية من أجل مصلحة كرة القدم في هذه البلاد.. فتكريس وترسيخ عدم إحترام العقود بالسماح لبكري المدينة بالتوقيع للمريخ لمجرد أنه لم يوقع للهلال داخل مباني الإتحاد العام.. ثم رفع الإيقاف عن المدينة بخطاب من أمين المال أسامة عطا المنان للمشاركة في مباراة (وهو اللاعب الذي إعتدى على الحكم المساعد في مباراة سابقة).. ثم توقيع عقوبة بإيقاف هذا اللاعب ست مباريات فقط رغم أنه إعتدى لفظياً وبدنياً على قاضي من قضاة الملاعب ورغم أن أقل عقوبة يجب ان توقع عليه هي إيقافه لمدة عام.
كل هذه الامور وغيرها تؤكد أن هذا الإتحاد بقيادة أسامة عطا المنان (بلاتر الإتحاد) يجب أن يرحل غير مأسوف عليه.. حتى الطريقة التي تعامل بها الاتحاد مع أحداث مباراة المريخ ومريخ الفاشر والتي شهدت إقتحام الجماهير للملعب وإشتباكها مع الشرطة طريقة تعبر عن ضعف هذا الإتحاد و(قلة حيلته).. فكل الذي فعله الإتحاد هو توقيعه لبيان غير مفهوم مع الشرطة ونادي المريخ.. ليفشل الإتحاد في القيام بمهامه المتعلقة بفرض الإنضباط وليظهر بمظهر (التابع) الذي لا يملك قراره رغم أنه المسؤول عن إدارة النشاط.
جوزيف بلاتر.. ملك الكنكشة
قال جوزيف بلاتر بالأمس ومن خلال اجتماع الكونجرس للإتحاد الدولي من أجل إنتخاب رئيس جديد: (عاصفة هوجاء ضربت الفيفا خلال اليومين الماضيين ورغم ذلك فقد كان الاصرار كبيرا على مواصلة العملية الانتخابية فشكرا لكم).. كلام بلاتر يؤكد أنه ملك الكنكشة لأن الطبيعي هو أن يقدم إستقالته بعد موجة الإعتقالات التي هزت الإتحاد الدولي.. فساد كبير في الفيفا كان يحتاج من رئيس الاتحاد لأن يكون شجاعاً بإتخاذ القرار السليم بالإستقالة ولكن بلاتر (وعلى طريقة هافيلانج) أراد أن يستمر في منصبه لفترة رئاسية جديدة.
بغض النظر عن فضيحة الفساد فإن إصرار بلاتر على الترشح رغم بلوغه 79 عاماً يؤكد أنه شخص أناني ولا يفكر إلا في مصلحته.. فالتجديد أمر طبيعي.. علماً بأنه عمل لأربع دورات رئاسية.
نماذج (الكنكشة) كثيرة.. ولكن هناك نماذج أخرى تؤكد أن ثقافة الإستقالة رغم كل شيء ما زالت موجودة.. فقد استقال قبل خمسة أيام رئيس الاتحاد المكسيكي خوستينو كومبيان من منصبه بعد تسعة أعوام قضاها في هذا المنصب قائلاً (لقد قمت بكل ما كان منوطا بي عمله.. سأرحل سعيدا وسأحظى بفرصة أكبر لأكون بجوار عائلتي).
فهل نحلم يوماً ما بإستقالة جماعية لضباط الإتحاد العام الأربعة؟.. هل نحلم بإستقالة بلاتر الإتحاد العام (جوزيف عطا المنان)؟.. جوزيف عطا المنان الذي أوقف قبل عامين ونصف إجراءات شطب هيثم مصطفى من الهلال في مهزلة من مهازل الإتحاد العام لمجرد أن هيثم صديق شخصي ومقرب منه.
ارسنال واستون فيلا.. الكأس يختلف
فوارق الترتيب بين ارسنال (ثالث الدوري) واستون فيلا الذي نجا من الهبوط لا يعني أي شيء عندما يتعلق الأمر بنهائي الكأس.. وكلنا يتذكر قبل موسمين كيف فاز ويغان (الهابط بنهاية ذلك الموسم) باللقب على حساب السيتي المدجج بالنجوم.. حتى في هذا الموسم عانى ارسنال كثيراً (في المسابقة) لتحقيق إنتصارات على أندية في درجات أقل وأبلغ مثال إنتصاره الصعب على برايتون في دور ال32 ثم فوزه بصعوبة على ريدينج في الدور نصف النهائي.
وحديثي هذا لا أقصد به تعرُض ارسنال اليوم وبشكل مؤكد لإمتحان عسير.. فقد يضرب المدفعجية بقوة ويحسموا المباراة بصورة سهلة.. ولكن الشيء الذي أقصده أن مباريات الكؤوس خصوصا في انجلترا علمتنا أن الحديث عن فوز الفريق الفلاني لمجرد أنه أكبر ليس بالحديث الدقيق.. فمن خلال 90 دقيقة قد تتلاحق الكتوف بشحنات الدوافع.. وتذوب الفوارق بسلاح التكتيك.
عموماً بإمكان ارسنال أن ينفرد بعدد مرات الفوز بكأس الإتحاد في حال الفوز على استون فيلا اليوم.. فهو يتساوى حالياً مع المان يونايتد ب(11) لقب.. وفوزه بالكأس يعني وصوله للبطولة رقم 12 (رقم قياسي).
حاجة تكسف والله وتعصب بغيض لا يصدر ابدا الا من مشجع وليس صحفى يقيس الامور بصدق وشفافية وحياد