كما أفكر
أكرم حماد
بمعايير الإضاءة.. ملاعبنا لا تصلح إلا للتدريبات
لفت نظري تصريح للكابتن محسن سيد مساعد مدرب المريخ رحب من خلاله باللعب أمام الرابطة كوستي في شهر رمضان ليلاً.. محسن أعرب عن مخاوفه بخصوص الإضاءة بإعتبار أن أندية كوستي تلعب عصرا وتمنى أن تكون إضاءة استاد كوستي في مستوى يؤهل الاستاد لاستقبال المباراة.
موضوع ملاعب كرة القدم في السودان من المواضيع المؤسفة لأن السودان وبالرغم من أنه بلد عريق في كرة القدم إلا أنه ما زال يفتقد للملاعب الجيدة.. فكل الملاعب لا ترتقي للمواصفات المطلوبة بما فيها ملاعب الخرطوم والهلال والمريخ.
في بطولة كأس الأمم الأفريقية للمحليين (الشان) والتي إستضافها السودان قبل أربع سنوات شعرنا بالحرج والخجل من المنظر القبيح لملعب مدني.. فأرضية الملعب كانت سيئة للحد البعيد.. فقد كانت عبارة عن فراغات كثيرة وكبيرة.. والإضاءة حدث ولا حرج.. ضعيفة للغاية.. وأذكر أنه قد أقيمت في ملعب مدني مباراة غانا وجنوب أفريقيا رغم أن شكل الملعب كان لا يسمح بقيام (دافوري).. دعك من مباراة بين منتخبين كبيرين في بطولة كبيرة.. والمضحك والمبكي في ذات الوقت هو حديث اللجنة المشرفة على تأهيل الملعب في ذلك الوقت عن اكتمال العمل في الاستاد.
ومشكلة الأرضية السيئة ما تزال موجودة في ملاعبنا حتى الآن وأبرز مثال على ذلك ملعب النقعة في الفاشر.. وهو الملعب الذي لا تنطبق عليه أدنى مواصفات أو معايير الجودة.. بل لا علاقة له بملاعب كرة القدم من الأساس.. وكلنا شاهدنا كيف عانى الهلال في مباراته امام مريخ الفاشر قبل أسابيع بسبب هذه الأرضية.. والمؤسف هو صمت الإتحاد العام المطبق وعدم حسمه لهذا الموضوع.. فهو يسمح لفريقي الفاشر باللعب في هذا الملعب السيء رغم أن هناك ملعب أفضل في المدينة.. وهو ملعب في منافسة تحمل من الإسم الدوري الممتاز.. مع العلم أنه لا توجد منافسة ممتازة بملاعب متهالكة.
وإذا كانت الأرضية السيئة مشكلة فإن الإضاءة الضعيفة مشكلة أكبر.. وهي المشكلة التي تعاني منها جميع الاستادات السودانية بما فيها استادات العاصمة الثلاثة.. فمواصفات ومعايير الإضاءة التي يعتمدها الإتحاد الدولي لا تنطبق على أي ملعب من الملاعب السودانية بما فيها ملعب المريخ.. ملاعب مثل ملاعب المريخ والهلال والخرطوم (من ناحية الإضاءة) تصلح للتدريب فقط.. وهذه الحقيقة لا ينكرها إلا مكابر.
الاتحاد الدولي يحدد درجة إضاءة معينة في الملاعب العالمية الكبرى والدرجة لا تقل عن 1500 لوكس.. (اللوكس وحدة قياس شدة الضوء أو الإضاءة).. ويحدد 1200 للملاعب الأقل حجماً.. وادنى درجة يمكن ان يوافق عليها هي 800 لوكس.. والمؤكد أن أن درجة الإضاءة في ملاعبنا لا ترتقي لأدنى معايير الإتحاد الدولي.. صحيح الإضاءة في ملاعب الهلال والمريخ الآن أفضل بكثير من الإضاءة في فترة الثمانينيات والتسعينيات ولكنها ما زالت بعيدة كل البعد عن المعايير المطلوبة.
الإهتمام بموضوع الإضاءة في ملاعبنا الكبرى بالذات مهم.. فليس بالضرورة أن ترتقي جميع الملاعب لمعيار الجودة.. فهذا أمر مستحيل على المدى القريب خصوصاً مع الأزمة المالية التي يعاني منها الجميع.. ولكن لا بد من تطوير إضاءة ملاعبنا الكبرى (الخرطوم والهلال والمريخ) رغم أن التطوير سيكلفنا المليارات.. صحيح هو ملف مكلف ولكنه مهم.. فموضوع ضعف الإضاءة ينقل في رأيي صورة سيئة عن الكرة السودانية وليس الملاعب فقط.
على الأقل نحاول ان نصل بمستوى الإضاءة لنفس المستوى الموجود في الملاعب المصرية.. ففي مصر ورغم أن أغلب الملاعب لا تصل للمعايير الدولية إلا أننا عندما نشاهد مباراة ليلاً نشعر بأنها تُقام نهاراً.. أما في ملاعب المريخ والهلال والخرطوم فالموضوع مختلف تماماً.. إضاءة ضعيفة تجعل الظل يطارد اللاعب بسبب الإنعكاس الضعيف للإنارة على جسمه.

عاطفة و(قروش) يا ناس
قال الأستاذ مأمون أبو شيبة (لجوء كبار لاعبي الهلال إلى المريخ يحدث لأنهم يجدون في المريخ التقدير والوفاء والعطف والحنان الذي فقدوه في ديارهم من أهلهم الذين تنكروا لهم ونبذوهم دون أدنى تقدير لسنوات العطاء الطويلة).
مأمون وبحديثه عن العطف والحنان جعلني أشعر أنه يتحدث عن أم رؤوم أو زوجة حنون وليس فريق كرة القدم ينضم إليه اللاعبين بموجب عقد ساري (الأموال).
لو كان المريخ (الحضن الحنين) لما ذهب هيثم مصطفى إلى جمال الوالي في منزله مطالباً بالعودة إلى الهلال ولما قرر عدم مزاولة نشاطه في موسمه الثاني مع الفريق.. والمؤكد أن الهلال لو كان بهذه الصورة التي يتحدث عنها أبو شيبة لما نزل هيثم من برجه العاجي مقدماً خطاباً لمجلس الهلال طالباً من خلاله العودة إلى صفوف الفريق.
إذا كان نادي المريخ يحرص على تكريس (عدم الإنضباط) بالإبقاء على تراوري رغم تمرده فإن الهلال يحرص على ترسيخ دعائم الإنضباط لهذا قام بالإستغناء عن عدد من اللاعبين الذين تعاقد معهم المريخ بعد ذلك ومن بينهم هيثم وعلاء الدين.. وبالنسبة لعمر بخيت والمعز محجوب فإن الموضوع لا يتعلق بنكران أو ما شابه.. فالتجديد (إتفقنا أو إختلفنا على القرار) أمر طبيعي.. ولو لم يكن طبيعياً لما ترك ليفربول قائده جيرارد يرحل ولما إنتهت علاقة تشافي ببرشلونة.. أما بكري المدينة فالقصة معروفة.. عرض مالي أكبر جعله يتنصل من إتفاقه مع الهلال.. وبالتالي لا ادري عن أي حنان يتحدث أبو شيبة.. اللهم إذا كان الحنان الذي يتحدث عنه هو حنان (القروش).