كما أفكر
أكرم حماد
بيريز والوالي.. عندما تصبح إقالة المدربين أسلوب إدارة
نهاجم الإداريين في السودان خصوصا إداريي القمة بسبب الطريقة التي يديرون بها أنديتهم والتي تقوم على العشوائية والفوضى ونُوجه لهم الكثير من الإنتقادات بسبب أخطائهم المتكررة والتي تنبع من عدم معرفة من ناحية وعدم تعلُم من ناحية أخرى.
ولكن في بعض الأحيان ومن خلال متابعة الأحداث الكروية العالمية نكتشف أن بعض الأخطاء التي يرتكبها الإداريون في السودان (موجودة) ايضاً في بعض الأندية الكبيرة وأبلغ مثال النادي الكبير ريال مدريد والذي يعتبر واحداً من أشهر أندية العالم إن لم يكن الأشهر.
نادي ريال مدريد أعلن قبل يومين على لسان رئيسه فلورنتينو بيريز ومن خلال مؤتمر صحفي عن إقالة مدرب الفريق كارلو انشيلوتي من منصبه بعد أن خرج الفريق هذا الموسم من مولد البطولات بدون حمص.. والقرار لم يكن مفاجئاً بالنسبة لي بل سبق وتنبأتُ به قبل ثلاثة أشهر لأن بيريز يعاني من الزهايمر.. بمعنى أنه لا يهمه من قريب أو بعيد ماذا قدم المدرب في الموسم الماضي.. المهم بالنسبة له ماذا حقق المدرب في هذا الموسم.
وهذا أمر غريب بالطبع ولا يمت للإحترافية بصلة.. لأنه لا يُعقل أن يتم (ربط) إستمرارية المدرب بتحقيق بطولة مهمة في كل موسم.. لأنه لا يوجد مدرب في العالم يضمن لك الفوز بلقب في كل عام حتى ولو كان هذا المدرب بإمكانيات السير اليكس فيرغسون.. علماً بأن الموسم المنقضي حديثاً هو الموسم الثاني لانشيلوتي.. صحيح هو موسم مخيب للآمال من ناحية الحصاد.. ولكن قرار بيريز مخيب للآمال من ناحية الفهم لأن إختزال مجهودات المدرب الإيطالي في الموسم الثاني أمر غير سليم.. ففي الموسم الأول قاد انشيلوتي ريال مدريد للفوز بدوري أبطال أوروبا بعد غياب 12 عاماً وهو بذلك نجح في تحقيق حلم الكأس العاشرة.. وبالإضافة إلى ذلك قاده للفوز بكأس ملك اسبانيا والسوبر الأوروبي قبل أن يختتم مشوار الألقاب بكأس العالم للأندية.. وبكل تأكيد كان بإمكان انشيلوتي أن يقدم موسماً ثالثاً بشكل أفضل ولكن.!
وما يفعله بيريز في ريال مدريد يفعله جمال الوالي في المريخ (مع الفارق).. فرئيس نادي المريخ والذي أكمل عامه الثالث عشر كرئيس للنادي أطاح بالعديد من المدربين في هذه الفترة.. فالإخفاق بالنسبة له يعني الإقالة.. فالمدرب كان وما زال شماعة جاهزة.. الألماني فيرنر.. المصري محمود سعد.. الكرواتي برانكو.. المصري محمد عمر.. الألماني اتوفيستر.. الألماني كروجر.. الكرواتي رادان.. البرازيلي كاربوني.. المصري حسام البدري.. البرازيلي ريكاردو.. التونسي الكوكي.. كل هؤلاء المدربين تم الإستغناء عنهم بشكل أو بآخر وهناك من تم الإستغناء عنه أكثر من مرة مثل كروجر الذي قاد الفريق في ثلاث فترات بالإضافة إلى اوتوفيستر (مرتين).. هذا غير المدربين المحليين الذين تعاقبوا على تدريب الفريق في عهد جمال الوالي.
وإذا كان جمال الوالي قد أطاح بهذا العدد الكبير من المدربين في فترة زمنية قصيرة (بمعايير أهمية الإستقرار الفني) فإن بيريز أطاح بعدد مشابه في نفس الفترة الزمنية تقريباً.. فيستني ديل بوسكي.. كارلوس كيروش.. خوسيه انطونيو كماتشو.. ريمون غارسيا.. لوكسمبورغ.. لوبيز كارو.. مانويل بيلغريني.. جوزيه مورينيو.. وأخيراً و(ليس آخراً) كارلو انشيلوتي.. والمؤكد بالنسبة لي أن المدرب القادم لريال مدريد سيتعرض للإقالة في أقرب وقت ممكن.. وكل الترشيحات تقول أنه الضحية القادمة سيكون رافاييل بينتينز.
والمؤكد ايضاً أن مدرب المريخ دييغو غارزيتو لن يكون إستثناء من قاعدة جمال الوالي العامة.. رغم الهالة الإعلامية التي يجدها الآن.. فما يحدث الآن عبارة عن شهر عسل أو شهور عسل.. وإنقلاب جمال الوالي على المدرب الفرنسي مسألة وقت ليس إلا.. وربما يُبادر غارزيتو بالإنقلاب على جمال بسبب عدم تنفيذ ما جاء في تقريره فيفتح الباب لجمال للإنقلاب عليه في نهاية الموسم.. ولن يكون مستبعداً الإستغناء عن هذا المدرب قبل نهاية الموسم في حال فشل الفريق في تحقيق أي لقب.. وحتى إذا تعامل جمال الوالي بمرونة أكثر وقرر إعطاءه فرصة أخرى في موسم آخر فإن البداية غير الجيدة للموسم الجديد ستعني الإطاحة به.. بل أن خسارة مباراة واحدة قد تُعجل برحيله.. وهذا السيناريو عشناه كثيراً مع جمال الوالي.
إقالة المدربين بالنسبة لرئيس نادي ريال مدريد فلورنتينو بيريز أسلوب إدارة.. بل أسلوب حياة.. ونفس الأمر ينطبق على رئيس نادي المريخ.. وهو واقع مرير بالطبع لأن الإستقرار الفني ومنح المدربين الفرصة كاملة جزء من معادلة النجاح.. ولكن مع ذلك يمكن النظر إلى هذه المقارنة التي قد يراها البعض خيالية (رغم أنها من الواقع).. يمكن النظر إليها بإعتبار أنها تأكيد على أن الاندية المتقدمة كروياً مثل ريال مدريد تعاني في بعض الأحيان من أسلوب إداري خاطيء (في بعض الملفات).. رغم التأمين على الفوارق الشاسعة بيننا وبينهم.
صباح الخير بالليل
قرار مجلس المريخ المتعلق بمقاطعة الصحف الهلالية لا يخرج عن كونه محاولة يائسة وبائسة لصرف الأنظار عن عن الفشل الذريع للمريخ في التسجيلات التكميلية بالإضافة للمشاكل الكثيرة التي تضرب بأطنابها الكوكب الاحمر.
مجلس المريخ تحدث عن إستخفاف الصحافة الزرقاء بنادي المريخ وتحدث عن الأخبار الكاذبة وهو في رأيي حديث يدل على أن من يدير نادي المريخ مجموعة من المشجعين لأن إختزال السوء في الصحافة الهلالية أمر غير سليم (فالحال من بعضو).. وأعتقد أنه كان ينبغي أن يكون مجلس المريخ أكثر وعياً ونضجاً بإدانة التعصب في جميع الصحف الرياضية والمطالبة بصحافة نظيفة.. ولكن مشجعي المريخ الذين إجتمعوا وأصدروا هذا القرار حاولوا كما قلتُ أعلاه صرف الأنظار عن التخبط الكبير في التسجيلات والذي جعل الفريق يتعاقد مع لاعب مصاب مثل سيلا.. وآخر تعاقد معه الهلال عام 2001 وهو عمر بخيت.
يهللون عندما يسمعون ان هنالك اشاعة تقول الوالي العظيم سوف يستقيل .....
يطلقون اشاعة ان غارزيتو هرب ولن يعود لتسجيل المريخ .....
يقولون بكري المدينة صار لاعب فاشل بعد ما اوصلوه الثريا .....
يا خي من تشوفو اخبار فريقكم ومواسيركم .....................
ونح نشيد بقرار منع هؤلائي المرتزقة والحاقدين من حضور تمارين المريخ العظيم ....
نحن لا نسعى ما ذا حصل في الهلال من سجل ومن شطب ....