كما أفكر
أكرم حماد
الحريف.. من الطاهر حسيب إلى اندرزينهو
حالة من التفاؤل سيطرت على جماهير الهلال بعد التعاقد مع صانع الألعاب البرازيلي اندرزينهو خصوصاً بعد مشاهدة فيديو يوضح إمتلاك هذا اللاعب لإمكانيات مهارية عالية.
كثير من الأصدقاء اعجبوا بمهارات اللاعب البرازيلي بعد مشاهدة الفيديو المنتشر في موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) من بينهم الزميل والصديق العزيز محمد الخير والذي تغزل في اندرزينهو وسألني عن رأيي فيه.. وقد قلت له أن هذا اللاعب كإمكانيات مهارية لاعب إستثنائي.. بل تشعر أنه يستحق اللعب في مسابقة أوروبية كبيرة.. ولكن مع ذلك لا تستطيع أن تجزم بإمكانية نجاح لاعب من خلال مشاهدة فيديو مهما كان الفيديو رائعاً.
فالفيديو يجمع لك أفضل اللقطات للاعب ولكن لا يكشف مدى الإضافة التي يقدمها اللاعب على مدار الموسم.. ولا يوضح نقاط الضعف.. وقلتُ له ايضاً على سبيل الدعابة ان لاعب إستثنائي مثل هذا اللاعب لن يظهر بمستواه الحقيقي مع النوعية الموجودة في الهلال.. وأخشى أن يكون هذا اللاعب مثل الأستاذ الإنجليزي الذي جيء به من انجلترا خصيصاً لتعليم طالب سوداني اللغة الانجليزية في معسكر (مقفول) فخرج (هذا الاستاذ) بعد اسبوع متحدثاً اللغة العربية.
الكرة السودانية في الوقت الراهن تفتقد للاعب المهاري أو (الحريف).. والجمهور يحب اللاعب الحريف صاحب المهارات العالية واللمسات الأنيقة.. وعندما تجلس مع الأشخاص الذين عاصروا الأجيال السابقة تجدهم يتحدثون عن محمد حسين كسلا والطاهر حسيب والدحيش ودرة شندي عبد المحمود وعماد خوجلي وفايز نصر الدين والديبة والرشيد المهدية.. وكثيراً ما قال لي الكثير من الأشخاص ان الرشيد المهدية أحرف لاعب سوداني.
شخصياً لم أعاصر فترة المهدية.. أول جيل عاصرته هو جيل سكسك وقد كنتُ طفلاً صغيراً في ذلك الوقت.. سكسك من احرف اللاعبين الذين شاهدتهم.. وهناك ايضاً تنقا.. واوووه تنقا.. تنقا تنقا تنقا.. تنقا كان يمتلك لمسة ساحرة وهو من اللاعبين القلائل الذين كانوا يلعبون بالعقل.. وهناك صاحب اليسارية الرائعة محمد حمدان.. وشخصيا كنتُ معجب جدا بهذا اللاعب.
وبالإضافة إلى ذلك هناك والي الدين محمد عبد الله والذي أعتبره أحرف وأفضل مهاجم سوداني.. والي الدين اللاعب المبدع والفنان والذي كان نجماً للشُباك في النصف الثاني من التسعينيات.. ولا يمكن أن ننسى هيثم السعودي والذي كان لاعباً فناناً وقد قدم أفضل وأروع المستويات مع الموردة.. وبعد ذلك إنتقل للهلال ولكنه لم يقدم نفس المستويات التي قدمها مع الموردة ولكنه بشكل عام لاعب موهوب للحد البعيد.. وهناك ايضا أنور الشعلة صاحب المراوغات الجميلة.
المهندس محمد موسى لاعب حريف هو الآخر وشخصياً لا أنسى إحدى البطولات العربية التي قدم من خلالها المختصر المبدع ولا أقول المفيد.. وبكل تأكيد (يمكن التأكيد) على أن البرنس هيثم مصطفى والنجم فيصل العجب من المواهب الكبيرة.. فهيثم لاعب حريف للغاية وهو من أفضل صناع اللعب في تاريخ الكرة السودانية إن لم يكن الأفضل.. والعجب العجيب نفس الأمر لاعب مهاري وقد أمتع جمهور الهلال قبل أن يمتع جمهور المريخ.
وهذه الأسماء على سبيل المثال وليس الحصر.. والشيء المؤكد أن أي قاريء يمتلك أسماء أخرى للاعبين أصحاب مهارات عالية.. ففي كل جيل من الأجيال السابقة كان هناك أكثر من لاعب حريف.. ولكن في هذا الجيل أصبح هناك نقص في كل شيء.. في المهاجم القناص.. في صانع الألعاب الموهوب.. في المدافع المتميز.. حتى حراس المرمى لا يوجد فيهم حارس مثل سبت دودو أو حامد بريمة.. لهذا لجأ الهلال والمريخ للحراس الأجانب.. ففي الهلال ماكسيم.. وفي المريخ جمال سالم.
وبالعودة إلى اللاعب البرازيلي الموهوب اندرزينهو والذي (فتح شهية) الجماهير التي تعشق اللاعب (الحريف) نقول أنه ليس اول لاعب اجنبي مهاري يأتي إلى السودان.. فمن منا ينسى يوهانس الذي جاء الى الهلال في التسعينيات ورحل بشكل حزين وبسرعة البرق.. وهناك ايضا البرازيلي روبيرو صاحب الموهبة العالية.. جونيور ليس اول لاعب مهاري يأتي الى السودان.. ولكن من خلال الفيديو تشعر انه الأمهر.. فهو يمتلك إمكانيات مهارية إستثنائية.
نتمنى أن يقدم لنا اندرزينهو المتعة من خلال أداء فني رفيع.. وفي ذات الوقت نأمل ان يكون فعالاً وصاحب إضافة حقيقية.. فالإبتكارات واللمسات الجميلة مهما كانت خلابة لن تفيد الهلال إذا لم يتزامن معها أداء إيجابي يساهم في تحقيق الفريق للإنتصارات.. خصوصاً على مستوى بطولة دوري أبطال أفريقيا.. بالتوفيق للنجم البرازيلي الحريف.. وكلمة بالتوفيق هذه مهمة جداً.. فحتى ولو كنت تمتلك مهارة (مارادونا) فإنك تحتاج إلى التوفيق.