• ×
الثلاثاء 23 أبريل 2024 | 04-22-2024
عبدالله علقم

كلام عابر

عبدالله علقم

 0  0  1460
عبدالله علقم
البـرج
في بداية نهضتها العمرانية اعتمدت إمارة دبي بشكل كبير على المستثمرين الكويتيين فانطلق هؤلاء يشيدون الأبراج والمباني الضخمة الجميلة التي غيرت من خريطة دبي العمرانية وأكسبتها جمالا وبهاء، ولكن ذلك لم يرق لبعض أهل دبي ، ربما بدافع الغيرة، فذهبوا إلى باني نهضتهم الحديثة الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم أمير دبي وشكوا له من هجمة رؤوس الأموال الكويتية وهيمنتها على أراضي الامارة ، وطلبوا إليه منع ذلك. الشيخ الحكيم رد عليهم بقوله أنهم إذا رأوا كويتيا وهو يغادر مطار دبي يحمل على ظهره عمارة واحدة يحق لهم عندها الشكوى والاحتجاج. فأسقط في يدهم بعد أن غلبهم منطق الشيخ، وخرجوا من عنده تتملكهم الحيرة ، ولم يشاهدوا إلى يومنا هذا كويتيا واحدا يغادر مطار دبي بصحبة عمارته ولن يشاهدوا ذلك المنظر الذي خلقه خيال الشيخ راشد آل مكتوم الذي عرف بالذكاء والدهاء .
برج الفاتح الذي يحمل تاريخ انقلاب عسكري تحول اسمه إلى ثورة مثل كل الانقلابات العسكرية الناجحة، يشكل إضافة معمارية وجمالية بتصميمه المتميز ،إلا أنه كان من الممكن أن يقوم في أي موقع آخر في الخرطوم وليس بالضرورة في أرض "جنينة الحيوانات" وهي قطعة عزيزة وغالية من الوطن (و الوطن كله عزيز وغال على نفوس أهله) ارتبط بها الوجدان والذاكرة الجمعية ، وتضاربت الأقاويل حول كيفية أيلولتها،أي جنينة الحيوانات لملاك البرج، واختلفت الآراء .. هل كان من الضرورة أن يكون مهر برج الفاتح جنينة الحيوانات ؟ جنينة الحيوانات رمز تاريخي وواجهة حضارية ومركز للترفيه الشعبي والثقافة والبحث العلمي وملتقى أسري وطلابي ومكان واحد تتجمع فيه عينات الحيوانات الموجودة في السودان ومن مناطق أخرى من العالم . كان خطأ كبيرا تبديد جنينة الحيوانات بتلك الطريقة. قام البرج البيضاوي وخسرنا جنينة الحيوانات بلا بديل لها يلوح في المستقبل القريب وأصبحت الخرطوم واحدة من عواصم قليلة في العالم لا تملك حديقة للحيوانات.
مالك البرج تحكمه مزاجية خاصة يصعب التكهن بأفعالها وردود أفعالها وتوقيتها. طلب مرة استرداد ما منح فاضطر الناس لجمع المبلغ قرشا قرشا سدادا للمنحة أو الدين. ماذا لو طلب فجأة استرداد برجه أو التصرف فيه كيفما يشاء، ربما بما لا عين رأت أو أذن سمعت؟ ليس بوسع ملاك الأبراج الكويتيين حمل أبراجهم على ظهورهم وهم يغادرون مطار دبي،وإن أرادوا ، لأن ذلك فعل يخالف الطبيعة، ولا يتصوره العقل البشري ، وليس بوسع برج الفاتح هو الآخر مغادرة الخرطوم بأي صورة من الصور، ولكن من يدري؟ فلا حدود للمفاجآت ، قياسا بالتجارب.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عبدالله علقم
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019