• ×
الخميس 18 أبريل 2024 | 04-17-2024
اكرم حماد

الأيام تنصف بشه

اكرم حماد

 0  0  2152
اكرم حماد

أكرم حماد
الأيام تنصف بشه
في بداية الموسم، وفي فترة المدرب البلجيكي باتريك اوسيموس تعرض عدد من نجوم الهلال لهجوم غير كريم.. وأبرز هؤلاء النجوم مدثر كاريكا وبشة.. فالحرب الإعلامية التي تعرض لها عمر بخيت ومهند الطاهر في الموسم الماضي والتي كانت نهايتها الاستغناء عن هذا الثنائي كادت أن تتكرر مع كاريكا وبشة.. ولكن الثنائي نجح في إسكات هذه الأصوات القبيحة من خلال تقديمهما لعروض جيدة.. إذا كان في فترة المدرب المؤقت الفاتح النقر أو في الفترة الحالية للمدرب التونسي نبيل الكوكي.
اليوم (وقبل 24 ساعة من مباراة القمة)، أريد أن أتحدث عن اللاعب الخلوق بشه.. هذا اللاعب المتميز الذي قدم أفضل المستويات في السنوات الماضية ونجح في إخراج الهلال من العديد من المطبات الأفريقية بأهداف غالية.. ففي بداية الموسم كانت بعض الأقلام تتربص به وتقلل من شأنه.. والمدهش أنها نفس الأقلام التي طالبت بإعطائه شارة الكابتنية بعد نهاية الموسم الماضي.. بمعنى أن الموضوع لا يخرج عن كونه حرب رخيصة لأسباب أرخص.. لأنه لا يُعقل أن يتعرض هذا اللاعب المتألق للإساءات لمجرد أنه لم يكن موفقاً في مباراة أو مباراتين.. التقليل من شأن نجوم الفريق الكبار رغم أنهم يسكبون العرق من أجل الفريق أمر لا يليق.. وبشة أحد هؤلاء النجوم الكبار.
بشه كان يعرف أن الأيام ستنصفه.. لأنه يبذل قصارى جهده من أجل تقديم الإضافة للهلال.. لم يتذمر في فترة باتريك.. كان هادئا وواثقا من نفسه.. تحمّل برباطة جأش عدم منحه الفرصة الكاملة من المدرب البلجيكي وتحمّل ايضا كتابات (المصلحجيين).. عندما كان يجد نفسه غير موجود في التشكيلة الأساسية كان يتقبل هذا الأمر بصدر رحب بل يشد من أزر زملائه ويدعمهم ويتمنى لهم التوفيق.. كان يعلم أنها مجرد سحابة صيف.. وأنه سيعود ليصنع الفارق لأنه لا يرضى أن يكون النصف الفارغ.. وبالفعل ومع مرور المباريات وتحديدا بعد رحيل باتريك بدأ بشة يستعيد مستواه المعروف وبدأ يقدم أفضل المستويات.. ليؤكد أنه النصف الممتليء من الكوب.
عاد بشه.. ليس من الناحية التهديفية فقط.. بل من ناحية الرغبة الكبيرة في تقديم أفضل العروض.. والأمر الجميل أنه أصبح يقوم بعمل دفاعي كبير.. بمعنى أن الموضوع لا ينحصر في الأداء الهجومي المعروف به.. وقد شاهدناه في المباريات الأفريقية كيف يقوم بالواجبات الدفاعية.. وآخر هذه المباريات مباراتي سانغا الكنغولي والتي أظهر من خلالهما نضجاً كبيرا.
في الجولة قبل الماضية من الدوري الممتاز أمام هلال الفاشر لم يكن الهلال في أفضل حالاته.. فقد كثُرت الأخطاء وكان الأداء متواضعاً في الكثير من أوقات المباراة.. ولكن بشة كان في الموعد بتسجيله لهدفي المباراة بطريقة رائعة.. وقد جاء الهدف الأول بطريقة اللاعبين الكبار تحديدا على طريقة المهاجم الفرنسي الكبير تييري هنري.. وفي الجولة الماضية أمام مريخ الفاشر لم يشارك بشة منذ البداية.. ليس بشة وحده.. كاريكا ونزار ايضا.. وفي النهاية خرج الهلال بنتيجة سلبية بأخطاء من الكوكي.
ورغم كل ما يقدمه هذا اللاعب الخلوق، إلا أنه ما زالت هناك أصوات متخصصة في تثبيط الهمم.. أصوات تحاول دائماً أن تغتال شخصية بشة وايضا شخصية كاريكا.. وغداً بإمكان بشة أن يرد بيان بالعمل على هذه الأصوات.. ليس بالضرورة أن يواصل هوايته المحببة المتمثلة في التسجيل في شباك المريخ.. ففي النهاية الوصول للشباك يحتاج إلى نوع من التوفيق.. المهم هو أن يقدم عرض مميز وأن يساهم مع كاريكا وبقية الرفاق في قيادة الهلال لتحقيق الفوز في واحدة من أهم مباريات الموسم.. في اسوأ الاحوال أن يساهم في خروج المباراة تعادلية.. فالمباراة وكما قلتُ بالأمس تحتمل القسمة على إثنين ولكنها لا تحتمل الخسارة.. بشة وكاريكا ونزار ومساوي وبقية النجوم أمامهم مهمة كبيرة.. مباراة كبيرة ذات تأثير كبير.. والتأثير يشمل الدورة الثانية.. يشمل دور المجموعات.. وقبل ذلك يشمل التسجيلات التكميلية.
صباح الخير بالليل
إذا كان صراع القمة ناريا كالعادة، فإن صراع المركزين الثالث والرابع قوي جدا بين ثلاثة أندية وهي الخرطوم الوطني وأهلي شندي ومريخ الفاشر مع إمكانية أن يدخل هلال الأبيض الذي يتسلق جدول الترتيب بهدوء في الصراع من خلال الدورة الثانية إذا نجح في المحافظة على وتيرة الانتصارات.
احتلال الميرغني الكسلاوي للمركز الأخير برصيد ثماني نقاط مؤشر لإمكانية أن يهبط الفريق في النهاية.. والمؤكد أن مباريات الفريق في الدورة الثانية ستكون أصعب وأكثر تعقيدا.. وإذا لم يضع المسؤولون، الأنيق في الطريق الصحيح، فإن قاعدة الصاعد هابط قد تنطبق على الفريق الكسلاوي المعروف.
من ملاحظات الممتاز عدم وجود المهاجم (الهداف) الذي يسجل الكثير من الأهداف في الموسم.. ليس هذا الموسم فحسب.. بل في الموسمين الماضين أيضاً.. آخر موسم كان به مهاجم هداف هو موسم 2012 والذي سجل من خلاله كليتشي اوسونوا 18 هدفا.. وقبله في موسم 2011 سجل جوناس ساكواها 19 هدفا.. وقبل ذلك كان هيثم طمبل هدافا لا يُشق له غبار إذا كان مع المريخ وقبل ذلك مع الهلال.
الآن لا يوجد مهاجم (هداف) في الساحة.. إذا كان من ضمن الأجانب.. إذا كان مهاجماً محلياً.. وهذا أمر يحتاج لوقفة لأن وجود مهاجم يعرف (درب الشبك) أمر غاية في الأهمية إذا أردنا الذهاب بعيدا في البطولات.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اكرم حماد
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019