بهدوء
طريقك اخضر يا اخضر !
حظيت مباراة المريخ والترجي التى ستحبس الانفاس مساء اليوم باهتمام اعلامي واسع وسبقتها الكثير من التحليلات والتوقعات بوصفها القمة الابرز والاقوى التى ستحدد نتيجتها الفريق المحظوظ ببطاقة الصعود الى دورى المجموعات ,, وليس غريبا ان تنال المباراة كل هذا الاهتمام من جانب الجماهير الحمراء بعدما اعطى المريخ قدرا كبيرا من التفاؤل وعدم الاستسلام عقب الاداء المميز والتفوق الكبير والفوز المستحق الذى حسم به لقاء الذهاب فى امدرمان رغم ان المريخ يومها قد اضاع على نفسه فرصة فوز تاريخي على ضيفه التونسي كان كافيا فى ان يتحول لقاء اليوم الى مجرد نزهة وترفيه واداء واجب فقط ,, الا ان هذا لايضعف من فرصة المريخ مساء اليوم فى تكرار التفوق وحسم النتيجة حتى وهو على ملعب خصمه ووسط جماهيره العنيدة والشرسة التى نتوقع ان يتجاوز حضورها الرقم الذى حدده الاتحاد التونسي بالاتفاق مع ادارة الترجي وهى واحدة من الاساليب التى درجت على استخدامها ادارة الفريق التونسي مع كل خصومها لقناعتها بمدى قوة سلاح الجمهور فى الضغط على الفريق الضيف ,, ولكن هذه القوة التونسية قد تتبدد وتنهار مساء اليوم وتتلاشي نهائيا امام ثقة لاعبي المريخ فى انفسهم وبقوة عزيمتهم وارادتهم فى الوقوف والصمود امام الضغط الجماهيرى المتوقع حيث اضحت هذه الثقة علامة فارقة فى ( مريخ غارزيتو ) الذى تحسن مستوى ادائه كثيرا فى المباريات الاخيرة مقارنة بما كان عليه اداء الفريق فى مبارياته المحلية .
طوال الايام الماضية ضغط غارزيتو على الجانب النفسي والمعنوى من خلال تصريحاته التى اطلق من خلالها مجموعة من التحديات مهددا ومتوعدا الترجي وجماهيره اكثر من مرة بتكرار الفوز عليه الا انه لم يغفل الجانب الفنى وظل فى حالة تركيز عال جدا فى متابعة جاهزية اللاعبين من خلال سلسلة التمارين التى خضع لها الفريق منذ وصوله المبكر الى تونس للدرجة التى فشلت فيها الصحف المرافقة للبعثة والمتابعة لهذه التمارين اليومية من الوصول الى التشكيلة الرسمية والمثالية التى سيدفع بها غارزيتو امام الترجي مساء اليوم حيث توالت الترشيحات والتوقعات والتى لم تخرج جميعها عن اطار الاجتهادات الصحفية وان كانت الحقيقة الوحيدة المؤكدة هى ان عودة بكرى المدينة وجاهزيته للمشاركة فى المقدمة الهجومية قد اصبحت امرا واقعا اكده المدرب الفرنسي بنفسه دون ان يفصح عن بقية الاسماء التى سيتم الاعتماد عليها فى التشكيلة الاساسية ,, ولكن فى كل الاحوال فان الخيارات واسعة امام المدرب فى ان يدفع بنجوم الخبرة خاصة فى وسط الملعب كما فعل ذلك فى لقاء الذهاب بامدرمان بينما سيكون علاء الدين يوسف وامير كمال هما الخيار الوحيد فى قلب الدفاع ,, وعلى العموم فان خارطة طريق المريخ فى اقصاء الترجي والحصول على بطاقة الصعود لدور المجموعات فى دورى الابطال واضحة ومعروفة سلفا حيث تبدأ وتنتهى فى المحافظة على نظافة شباك جمال سالم اولا ومن ثم الوصول الى مرمى الترجي ثانيا لارباك حساباته بهدف ,, وهى مهمة قد تبدو سهلة على الورق الا انها على ارض ملعب رادس صعبة جدا وتتطلب من اللاعبين التركيز والروح القتالية وفوق ذلك برود الاعصاب وعدم الانفعال او الانشغال بما يصدر من المدرجات وكذلك عدم الاستجابة لاستفزاز لاعبي الخصم داخل الملعب ,,
سيظهر المريخ امام جماهيره مساء اليوم بالزى الاخضر الكامل للمرة الثانية فى تاريخ مشاركاته الافريقية بعدما سبق له وان ارتدى هذا اللون فى 2010 تقريبا امام الترجي وسان جورج الاثيوبي ,, وطريقك اخضر يا اخضر باذن الله .