كما أفكر
أكرم حماد
شعب الهلال يُريد
الإختلاف وارد بل مؤكد عندما يتعلق الأمر بالحديث عن أفضلية الهلال أو المريخ.. فأهل الهلال يؤكدون بل يبصمون بالعشرة أن الهلال هو الأفضل.. إذا كان بمقاييس الحاضر أو الماضي.. ونفس الأمر ينطبق على أهل المريخ الذين يضعون فريقهم في مرتبة أعلى من الهلال.. ولكن عندما يتعلق الأمر بالشعبية فإن الإتفاق هو الأمر الراجح.. فأغلب المريخاب يعلمون تماماً أن شعبية الهلال في هذه البلاد هي الأكبر.. لا أقول أن المقارنة بين الهلال والمريخ من ناحية الشعبية مثل المقارنة بين الأهلي والزمالك في مصر لأن الأهلي (يكتسح) الزمالك جماهيرياً.. وقد لمستُ هذا الأمر من خلال تواجُدي بالقاهرة قبل ثلاثة أعوام.. ولكن الهلال يتفوق بمراحل على المريخ من الناحية الجماهيرية.. وقد كنتُ أتحدث قبل فترة مع قطب المهدية محمد حمزة الشهير بمحمد وادي عن هذا الأمر.. فبالرغم من أنه مريخابي متعصب إلا أنه أكد في حالة نادرة من المصالحة مع النفس أن شعبية المريخ أقل من شعبية الهلال قائلاً أن هذا الأمر لا يحتمل المكابرة.
الهلال النادي الأكثر جماهيرية في السودان وأحد أكثر الأندية جماهيرية إذا كان على مستوى الوطن العربي أو القارة.. ونادي جماهيري مثل الهلال لا ينبغي أن يتخوف مسئوليه من عدم تواجُد أو تدافع الجماهير لمشاهدة مباراة اليوم.. فجمهور الهلال جمهور واع ومُحب وقبل ذلك كبير ولا يقصر في حق ناديه ولا يدخر جهداً في سبيل إرساء دعائم (الدعم).. خصوصا في المباريات المهمة.. ومباراة اليوم من المباريات المهمة لأنها تقود الهلال إلى دور الكبار.. والمؤكد أن جمهور الهلال سيتواجد بكثافة من أجل تقديم فروض (الحب) ولا أقول الولاء والطاعة.
أقول هذا الكلام وفي بالي حديث الأمين العام لنادي الهلال عماد الطيب والذي أطلق تصريحاً من خلال الإذاعة الرياضية أشار من خلاله لوجود إتجاه لعدم بث مباراة اليوم وذلك لضمان حضور الجماهير لتقديم الدعم.. وهذا الإتجاه في رأيي (إتجاه معاكس).. معاكس لواقع جماهيرية الهلال.. فالهلال وكما قلتُ نادي جماهيري.. ومجرد التفكير في عدم بث أو نقل اللقاء فيه تقليل من شعبية الهلال ومن إرتباط الجمهور بهذا الفريق الكبير.. وهناك نقطة يجب التفكير فيها.. الشخص (المشجع) سيدخل إلى المباراة مهما كانت الظروف.. أما (المتفرج) فيمكنه أن يتفرج في التلفزيون.. وإذا تواجد في المدرجات (بسبب عدم التلفزة) فسيكون متفرجاً ايضاً.. والهلال لا يحتاج إلى متفرجين.. بل إلى مشجعين.
من ناحية أخرى فإن إختزال جمهور الهلال في 25 ألف أو 30 ألف أمر يجافي المنطق ويتناقض مع الواقع.. بالتالي فإن قرار عدم البث سيحرم جماهير الهلال المليونية من متابعة اللقاء وربما (معايشة) الفرح.. فهناك كبار في السن يحبون الهلال ولكن لا يستطيعون التواجد في المدرجات.. وهناك أصحاب مرض.. وهناك من لا يمتلك (حق المواصلات) دعك من قيمة التذكرة.. وهناك الجنس اللطيف.. ولا ننسى عشاق الهلال في الولايات البعيدة.. هذا بالإضافة إلى محبي الهلال خارج السودان.
نتيجة مباراة الذهاب نفسها تجعلنا نضع علامات الإستفهام والتعجب أمام التفكير في عدم التلفزة.. لان النتيجة إيجابية.. بمعنى أن الهلال لا يدخل لمباراة سانغا اليوم في ظل ضغوطات كبيرة.. فالفريق الكنغولي لم ينتصر على الهلال بأربعة أهداف مقابل هدف كما فعل سيوي العاجي قبل موسمين.. بمعنى أنه لا يحتاج للفوز بثلاثة أهداف نظيفة مثلا لضمان التأهل.. الهلال قادم من إنتصار خارج الأرض.. صحيح حذرنا من الإستهتار بالفريق وطالبنا بعدم الركون لنتيجة الكونغو ولكن في ذات الوقت لا بد أن نتفق على أن الظروف الحالية تجعلنا نؤكد أن مجرد التفكير في هذا القرار تفكير غير سليم وغير منطقي.
أقول لعماد الطيب وقبل ذلك لرئيس الهلال أشرف الكاردينال.. لا تحرموا عشاق الهلال داخل وخارج السودان من متابعة فريقهم في واحدة من أهم مباريات الموسم.. فجمهور الهلال لا يهمه (كثيراً) ان يشاهد الهلال عندما يلعب مع أندية الدوري الممتاز مع إحترامي لجميع أندية الممتاز.. ولكن يهمه كثيراً أن يشاهد الهلال على المستوى القاري.. والآن الهلال في آخر مباراة قبل دور المجموعات.. وفي دور المجموعات ستنتهي هذه المشكلة لأن قنوات بين سبورتس ستدخل على الخط.. وحينها سيشاهد جمهور الهلال في الخرطوم (مباريات الخرطوم) عبر البث الأرضي أو عبر نوادي المشاهدة.. ومن يمتلك كرت البين سبورت أو قناة الخرطوم الدولية سيكون في السليم.. والهلال اليوم سيكون بإذنه تعالى في السليم.. في إنتظار أن يدخل (البث) طريق السلامة.

صباح الخير بالليل
جمهور الهلال سيتواجد بكثافة.. لأن البطولة كبيرة والمرحلة متقدمة.. ومع التدافع الجماهيري نتمنى أن يكون رفاق كاريكا وبشة في الموعد ويقدموا العرض القوي الذي يرضي القاعدة الجماهيرية ويخرجوا بالنتيجة الإيجابية.
وكما قلت بالأمس فإن النتيجة المرجوة ليست هي النتيجة التي تقود الهلال للتأهل إلى دور المجموعات فقط.. فالكل يتمنى ويأمل أن يكرر الهلال الفوز.. فالهلال الكبير يجب أن يكون كبيراً وسط أنصاره بتحقيق الفوز.
الجميل في مباراة اليوم الخيارات الكثيرة للمدرب التونسي نبيل الكوكي.. فهناك وفرة في اللاعبين في مختلف المراكز.. ومع التغييرات الكثيرة التي حدثت في التشكيلة في الفترة الماضية يمكن القول أن توقُع تشكيلة معينة أمر صعب فقد نتوقع مشاركة لاعب في مركز معين فنتفاجأ بمشاركة آخر.
ليس مهماً من يشارك المهم هو أن يقدم اللاعب الذي يتم إختياره في التشكيلة الأساسية العرض القوى ويلعب بمسئولية وغيرة على الشعار.. فمباراة اليوم لا تحتمل الإستهتار.
الأجواء ساخنة هذه الأيام.. نأمل أن يقدم نجوم الهلال عرضاً (ساخناً) يُلطف الأجواء.. و.. سخونة الهلال برداً وسلاماً على العشاق.. اللهم أنصر هلال الملايين.