الشارع الرياضي
محمد أحمد دسوقي

مجلس الهلال مطالب بعدم مفاوضة نزار إلا بعد انتهاء عقده.. حتى لا تتكرر تجربة بكري المدينة
نزار لا يستحق الضجة الكبرى التي اشعلتها الأقلام الزرقاء والحمراء من منطلق المكايدة والاغاظة
مشكلتنا الكبرى كاعلام وصحافة اننا نقيم اللاعب من ناحية عاطفية ومزاجية وليس بمعايير فنية!
× حسم نجم الهلال نزار حامد الجدل الدائر حول توقيعه للمريخ بتأكيده في الحوار الذي اجرته معه الزميلة "الاسياد" انه لن يترك الهلال ولن يلعب لنادي آخر ولكن التجارب علمتنا ألا نأخذ مثل هذا الكلام على محمل الجد بعد ما حدث مع النجوم الذين وافقوا على اللعب مع الهلال وغيروا رأيهم أمثال العجب وفاروق جبرة واسعد التوم ونجم الدين وعنتر وكاوندا وصلاح الامير وضفر الذي استلم اموال الهلال واقسم للعب له وانضم للمريخ كأن شيئاً لم يكن..!
× وقد تصاعد وتعاظم اهتمام جماهير الهلال بنزار بعد ذهاب بكري المدينة للمريخ وخوفها من تكرار هذه التجربة المريرة والتي اعتبرتها هزيمة للهلال وخسارة للكيان رغم ان بكري لم يقدم للأزرق شيئاً يتوازى مع ما صرف عليه من اموال وما بذل معه من جهد لتحسين مستواه خلال السنوات التي قضاها في النادي فضلاً عن الصبر على تفلتاته ومشاكله مع زملائه والتي وصلت مرحلة التهديد باستعمال السلاح الأبيض والتي شوهت صورة لاعبي الهلال..!
× واعتقد ان جلوس بعض المسؤولين في المجلس مع نزار والاتفاق معه لمواصلة اللعب للهلال ليس له قيمة بعد ما حدث من بكري الذي وقع عقداً امام الشهود واستلم الجزء الأول من المبلغ ليغير رأيه ويذهب للمريخ دون اي اعتبار لالتزامه الأخلاقي او للهلال الذي صنع له اسمه ونجوميته أو للجماهير التي شجعته ووقفت معه وانقذته من مقصلة الشطب عدة مرات ولذلك لا ينبغي ان يفاوض النادي نزار مرة أخرى بعد ان حاول لي يد المجلس قبل التسجيلات الماضية برفضه لإعادة قيده الا اذا استلم مبلغ الـ 2 مليار عداً نقداً واعلان اصراره على موقفه الرافض للحديث حول هذا الامر الا بعد انتهاء عقده وذلك في محاولة مكشوفة لرفع سعره عن طريق الضغط على المجلس بدخول المريخ طرفاً في الصراع على تسجيله.. والمؤكد ان مساومة نزار على اللعب للهلال تعتبر ابتزازاً.. وهو شيء كريه لا يليق بقيم وتقاليد النادي الذي لعب له الأمير منزول اعظم من انجبته الملاعب السودانية والذي لم يتقاضى جنيهاً واحداٌ مقابل توقيعه للهلال او اداءه للمباريات ليضرب المثل في الولاء المنقطع النظير لشعار ناديه والوفاء للجماهير التي صنعت مجده وشهرته بمؤازرتها له على امتداد اكثر من ثلاثة عقود اطربها فيها بفنه وابداعه واهدافه الرائعة وشكل شعبية النادي التي تجاوزت الآن عشرين مليوناً..
× وبعيداً عن العواطف وحملات الاشادة باللاعب نزار والتي عندما تقرأها في الصحف تعتقد انه لا يقل عن افضل نجوم الدوريات الاوربية فان هذا اللاعب لا يستحق الضجة الكبرى حول اعادة تسجيله للهلال والتي اشعلتها اقلام الناديين من منطلق المكايدة والاغاظة وليس لأنه "سوبر استار" يستطيع ان يحدث الفارق ويقود الفريق للانتصارات والبطولات بقدراته الخرافية..
× والحقيقة ان نزار لاعب عادي ولا يتمتع بقدرات تميزه عن بقية نجوم وسط الهلال من الناحيتين الدفاعية والهجومية فهو يعاني من ضعف واضح في الناحية الدفاعية بعدم ممارسة الضغط والمطاردة وقطع الكرات كما ان امكانياته كصانع العاب ليست في المستوى المطلوب لخلق الفرص وبناء الهجمات اضافة لاهداره الكثير من الفرص كما حدث في مباراة بطل زنزبار والتي اضاع فيها اكثر من ستة فرص كانت كفيلة بتحقيق فوز تاريخي للهلال, والمؤكد ان اداء نزار ليس كله سلبيات بل له ايجابيات تميزه كقدرته على المراوغة والاختراق واحتلال المواقع الجيدة ولكنه يحتاج لبذل مجهود كبير لمعالجة سلبياته بالتمارين الفردية حتى يصل لامكانيات النجاح والتفوق في الكرة الحديثة والتي تتمثل في القوة والسرعة واجادة الاستلام والتمرير والتهديف والتي تجعل الاندية تدفع اموالاً طائلة للحصول على خدماته لانه يعتبر اضافة حقيقية.. وليس مجرد لاعب تمامة عدد..!
× وتبقى مشكلتنا الكبرى كاعلام وجماهير اننا نقيم اللاعبين من ناحية عاطفية ومزاجية وليس بمعايير فنية لتحديد ايجابيتهم في اللعب الجاد لتحقيق الفوز لفرقهم, فاللمسات الفنية واللعب المظهري لم يعد له قيمة في عهد الكرة الحديثة التي تعتمد على القوة والسرعة والتي لا تنطبق معاييرها على كثير من اللاعبين السودانيين الذين ليس من بينهم محترف واحد في الدول العربية والافريقية والاوربية بينما نجد عشرات المحترفين لدول مغمورة كتشاد وبوركينا فاسو ومالي وانجولا والنيجر وموزمبيق لانهم يملكون الامكانيات التي تؤهلهم للاحتراف والتي نفتقدها في نجومنا المحليين الذين لم يجدوا الرعاية والاهتمام في سن مبكرة فشبوا على عادات لعب سيئة لا يستطيع اي مدرب مهما كانت قدراته ان يعالجها بعد ان ظلوا يلعبون بها لاكثر من 20 عاماً..!
× أعلم ان الكثيرين قد يختلفون معي في رأيي عن اللاعب نزار ولكن قناعتي بكتابة ما يمليه عليه ضميري لا تمنعني من المجاهرة بوجهة نظري مع كامل الاحترام واكيد التقدير لرأي الآخرين الذين يعتقدون ان نزار لاعب موهوب ويستحق ان يدفع له الهلال المليارات المطلوبة ليواصل عطاءه للنادي حتى لا يذهب للمريخ كما فعل بكري الذي نقض العقد والعهد والوعد وتنكر للنادي الذي صنع له الاسم والمستوى وباعه بأرخص الأثمان..!
× وأخيراً اؤكد انه ليست لدى مشكلة او خلاف مع اللاعب نزار الذي لا تجمعني به اية علاقة سوى ارتدائه لشعار النادي حتى أوجه له هذا النقد الحاد كما انه ليس لدى اي خلاف مع مجلس الهلال ورئيسه اشرف الكاردينال الذي ساندناه بقوة من اجل مصلحة الهلال الذي اعطاه بلا حدود من جهده وفكره وماله لاحداث النقلة الكبرى في منشآت النادي وفريق الكرة الذي يحتاج لمزيد من العمل لسد الثغرات ونقاط الضعف حتى يصل للمستوى الذي يمكنه من تحقيق حلم البطولة الافريقية ولذلك فان ما كتبته هو رأي متجرد يهدف لمصلحة النادي بعيداً عن اي عواطف أو خلط للأوراق أو شخصنة للقضايا العامة التي تفقد قيمتها وتأثيرها في الناس اذا لم تكن نابعة من ضمير حي وقلم صادق لا يعرف تقلب المواقف وكلمات الزيف والنفاق..