كنا ومازلنا نعاني من القصور والنظرة الضيقة والتفكير الوقتي بعيدا عن النظرة المستقبلية وهي الجزئية التي اضرت بنا كثيرا وجعلتنا نسير القهقرى سنينا أددا برغم من اننا اصحاب باع طويل ومؤسسين للاتحاد الافريقي لكرة القدم مع الشقيقة مصر والجارة اثيوبيا ولكننا ظلننا نرزح مكانك رواح بسبب هذه النظرة الضيقة الوقتية بينما غيرنا من الدول المبتديئة التي تتلمذت على ايدي خبرائينا قد خطت خطوات مدروسة وبنت نفسها بتجارب الأخرين واستطاعت ان تتفوق علينا كرويا وانشائيا وهو امر يحز في النفس كثيرا ان تبقى تلك الدول التي علمناها ابجديات الكرة تتقدم علينا وتحقق الانجازات القارية والاقليمية بينما نحن نقف في نفس النقطة التي كنا عليها وكل ذلك لاننا كنا ومازلنا نعيش بعقلية القرون الوسطى ونسير رياضتنا بالطريقة التقليدية السلحفائية التي تعتمد على العمل العشوائي غير المدروس فكان من الطبيعى ان ندفع ثمن ذلك تواضع وانكسار في كل المشاركات القارية والاقليمية ونبتعد كثيرا عن دائرة الضوء والاضواء ونصبح نسيا منسيا في سجلات القارة السمراء ولو عدنا الى الوراء قليلا الى حقبة التسعينيات الميلادية واسترجعنا شريط منتخب الناشئين الذي مثلنا في ايطاليا 90 بقيادة ابراهومة وخالد احمد المصطفى وعقيد ومصطفى كومي ونميري سعيد وغيرهم من النجوم الواعدين الذين كانوا يمثلون كل مستقبل الكرة السودانية فاننا يجب ان نقول باننا قد كتبنا يومها حتى جفت مداد اقلامنا وطالبنا وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية واتحاد القدم وناشدناهم بضرورة الاهتمام بذلك المنتخب الامل وحتمية الابقاء عليه كمجموعة متناغمة على ان يكون في حالة انعقاد مستمر حتى تعم الفائدة المستقبلية ولكن صيحتنا ومعها صيحات اخرى كثر من بعض الحادبين على مستقبل الكرة السودانية ذهبت هباءا ادراج الرياح فكان ان تفرغت السبل باولئك المبدعين وتفرقوا بين اندية الهلال والمريخ وبقية الفرق ومنهم من كتب له النجاح ومنهم من لقى التجاهل والأهمال فكان مصيره الضياع لتخسر البلاد جهود لاعبين مميزين كانوا قادرين على ان يستردوا للسودان مجده القديم"
.%0 والان ونحن نشاهد فريقنا الاولمبي السوداني وهو ينثر الابداع ويقدم الدرر النفيسة على المستطيل الاخضر فاننا نشعر بالفخر والاعزاز ويتملكنا شعور قوي بان هولاء الفتية هم حاضر السودان الزاهر ومستقبله العريض ونحن نعول عليهم الكثير في استعادة امجاد السودان الغابرة وهذا لن يتأتى الا اذا احسنا التعامل وبرؤية مستقبلية جادة مع هذا المنتخب الامل واعطيناه كل اهتمامنا ورعايتنا فاننا دون شك سنجني ثمار ذلك نتائج ايجابية وانجازات متعددة تعيدنا الى موقعنا الريادي بين امم افريقيا كدولة رائدة وحادية للركب وحتى نكون كذلك فنحن مطالبين بان يكون هذا المنتخب الاولمبي هو محور اهتمامنا فكيف سيكون الاهتمام والمتابعة وهل هي ستكون قاصرة على الاندية التي ينضوي اللاعبين تخت لوائها ام ان للدولة دور فاعل يجب ان تلعبه وبالطبع فان دور الدولة يبقى هو الأهم بل الأكثر اهمية وليس من العدل في شئ ان يكون دورا هامشيا بل يجب ان يكون فاعلا ومؤثرا والتأثير الذي نعنيه ونرمي اليه لن يتأتى الا اذا تبنت الدولة ممثلة في وزارة الشباب ووزارة المالية واتحاد القدم هذا المنتخب وتعهدته بالرعاية والموالاة طوال العام اما بالتفرغ التام وان يكون اللاعبين تابعين للدولة تصرف عليهم وتخصص لهم مرتبات شهرية وحوافز فوز ومكافاءات وتقنن مشاركاتهم كفريق معتمد في بطولة الدوري الممتاز وتعد لهم المعسكرات الاعدادية المفيدة وفيها الاحتكاك المطلوب مع كبريات الفرق والمنتخبات العالمية او ان يبقى اللاعبين مع انديتهم ويكون هنالك تجمع شهري في ايم الفيفا ينضم فيه اللاعبين الى المعسكر الاعدادي ويتباروا من خلاله مع فرق من الوزن الثقيل لاكتساب المزيد من الانسجام والانصهار في بوتقة الجماعية الكاملة ومتى ماتحقق ذلك ووجد الاهتمام المطلوب بهذا المنتخب الامل فاننا سنكون مع المستقبل على موعد وستكون فرصة استعادتنا لامجادنا السليبة مسالة وقت فقط لاغير والحديث برمته نسوقه للمعنيين بالأمر في وزارة الشباب والرياضة ووزارة المالية واتحاد الكرة ونقول لهم المنتخب الاولمبي أمانة في اعناقكم فلا تجعلوا منه ايطاليا أخرى واللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد .... اللهم فاشهد"
التمريرة الاخيرة
اذا ذهب جمال فقل على الوصفاء السلام !!؟؟