• ×
الأربعاء 24 أبريل 2024 | 04-23-2024
عثمان الحاج

(السمراء) مجلة سودانية فاخرة

عثمان الحاج

 0  0  14374
عثمان الحاج

مثلما تتكاثف القيم النبيلة
والمعاني والأماني والأغاني السُمر
بالوطن المشتت بالقناعة واللحون..
مثلما أبدو فريداً حين ألتمس المعالي
حين أبدو لا أبالي بالليالي المفضيات إلي التساؤل
من أكون؟؟
سأجيب ذاك بأنني ذاك الذي استنبتته أرضنا السمراء
في ماض عريق
أثقلته بالتجارب منذ ماضيه السحيق
وأحتوته بالعيون..!!

وعلي غرار العهود الزاهية والمشرقة بذكرياتها الباقية في ذائقة الوجدان السوداني منذ عقود,ما تزال الخرطوم تقرأ صوناً لذاك القول المنصف الذي اختزل كل معطيات الكتابة وأدواتها ومطالبها في العواصم الثلاث القاهرة بيروت والخرطوم,في وقت لم تعني سوي ثلاثتهم في محيطنا العربي والأفريقي,وقتها كانت القاهرة تكتب,وبيروت تطبع,والخرطوم تقرأ,وبذلك استأثرت الخرطوم بعصارة التجربة فزاع صيتها في كل الأصقاع,واحتشدت بمسارحها الجماهير,وعلي مكتباتها النفوس التائقة للإطلاع علي الإصدارات الجديدة في وقت كانت فيه دور النشر والتوزيع في نشاط كثيف يستقبل
الإصدارات العربية والعالمية بإنتظام فريد.
فمنذ مجلة الفجر التي أُصدرت في ثلاثينيات القرن الماضي والتي كانت تستكتب عرفات محمد عبدالله والأستاذ محمد أحمد المحجوب الذي أصبح فيما بعد رئيساً للوزراء ووزيراً للخارجية,مروراً بمجلة الحياة لمحجوب محمد صالح ثم مجلة القلم التي كانت تطبع ببيروت في ستينيات القرن الفائت لصاحبها حسن نجيلة,ثم مجلة الخرطوم الشهرية بعد فترة توقف أملتها أسباب كثيرة وبالضرورة الواقع السياسي في السودان في حقبة ما بعد الستينيات حتي صدور مجلة الخرطوم الشهرية في حلة زاهية وبمادة تحريرية جيدة.
تأتي مجلة السمراء في عددها الأول والتي يوجد علي رئاسة تحريرها الشاعرة المجيدة روضة الحاج لتعمّق اليقين عن سؤال الهُوية في بقاع تقتسم العروبة والأفريقانية في كل تفاصيلها وبذات المقدار لا يمكننا سوي القول بأنها ستكون رافد مهم لتعريف الآخر بهذا المزج الفريد وبالضرورة الآخر هنا لا يعني سوي تعميق الأواصر والتبادل المعرفي بين هوية نحمل نصف جيناتها في الإتجاهين العربي والأفريقي بمقدار متساو,ولأجل تلك الغايات السامية تأتي المجلة السودانية الفاخرة وتعيد بذلك للقارئ بعض آماله وتطلعاته لمثل هكذا إصدارات.
فبحسب رؤية الأستاذة روضة الحاج فالمجلة تعي دورها في المحاولة لتفكيك بعض القناعات الثقافية التي تنادي بالانحياز في مسألة الهُوية وهي بذلك تعتد بالخصوصية الثقافية التي تكتنز بها هذه البقعة الجغرافية,واستطاعت بذكاء أن تخطف اللونين وتدمجهما في بوتقة ينضوي تحتها السواد الأعظم ممن تستهدفهم مجلة السمراء,علاوة علي أهدافها في التعريف بالثقافة السودانية لكافة الشعوب في محيطنا العربي والأفريقي.
قطعاً ستكون مجلة السمراء رافد مهم جداً لتشكيل وجدان كادت أن تلهيه تسارع الأحداث السياسية وفقر دور النشر والتوزيع من الإصدارات كما كانت في عقود سابقة,وهي بذلك تستطيع أن تتدارك القارئ السوداني بوجه أخص في وقت كادت أن تصبح القراءة فيه مجرد ترف فكري لم يترك البحث عن لقمة العيش لها متسع,ولا شك أن الأستاذة القديرة روضة الحاج بما تمتلك من معينات النجاح ستكون قادرة علي المضي بالإصدارة نحو آفاق التقدم بما يسهم في الحراك الثقافي والإجتماعي بنصيب كبير.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عثمان الحاج
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019