• ×
الخميس 25 أبريل 2024 | 04-23-2024
رأي حر

رسالة

رأي حر

 0  0  1216
رأي حر
راى حر
صلاح الاحمدى
وداعاً جون ديفيد.. الرجــل النخــلة ..بعد منتصف السبعينات من القرن الماضي ولأول مرة أدخل دكانه لتفصيل الزي المدرسي لدخول المرحلة الإبتدائيه دخلت وكم كنت فرحاً بذللك وتلك السعادة البريئة ..وياله من زمن !!
وعندها تعرفت عليه وبإبتسامته الرائعه ومنذ ذلك الزمن لم أبارح دكانه بسوق الديم العتيق والذي أصبح ملتقى لأهل المعرفه والثقافة والرياضه ذللك الفتي الأبنوسي الرائع (جون ديفيد موني ) الذي كان ملاذاً آمناً لكل أهل الديوم الشرقيه فتح قلبه قبل دكانه لهم ويكاد أنه يحفظ كل أهل الديوم بيتاً بيتاً وهو الذي عاش معهم وبينهم قرابة نصف قرن من الزمان حيث كانت هذه المدينة تغيب عنها الجهوية والقبلية والألوان والأديان تذوب كلها في شخص أي ديامي أصيل يعرف تماماً معني إبن الديوم في منتصف يناير وفي عز الشتاء كان موت نخلة في حديقة الديوم الوارفة والممتلئة بنخيل كثر ولكن هذه نخلة غير هيبة وقامة وإستقامة وأروع ما تكون كانت تقف ..فريده في قامتها جريدها مثل جدائل النساء وأذيال الخيل وأعرفها وطلعها رطبا جنياً تماماً كالتي ساقتطه نخله في فلسطين تطعم أما و وليداً مباركاً......حديقة الديوم الوارفة بنخيلها وكم أفطر الصائمون بتلك النخلة وثمارها وكذلك به أقتاد غمار الناس عمداً مديداً به حتي اأصبح طعامهم غائل عثرتهم وشدة أيامهم وها أنا أستسمح الأستاذ عبدالباسط سبدرات في أن أقتبس تشبيهه في رثاء الأستاذ محمد ابراهيم نقد لبلاغة تصويره وصدق مشاعره وعظمة تقديره . وياويلي عندما تموت النخلة واقفة قوية تؤتي ثمارها كل حين ويستظل الناس بظلها من هجير الزمن الشديد عندها فقط يعرف أهل الديوم عند إختفاء النخلة هذه بالذات بأن أمراً جلل قد وقع وفقدوا أحد عجائبهم وتميزهم وتفردهم .... أتحدث عن رجل هو نسيج وحده نغم كان كذلك وحدودي لأبعد درجة رافضاً تلك الخطوط الجغرافية الوهمية الحديثة بفعل الإنسان الظالم لنفسه أتحدث عن رجل عاش فقيراً وغنياً بحب الناس أتحدث عن رجل دخل الدنيا عارياً وخرج منها عارياً ولم يلبس طوال حياته إلا ثوب التعفف والسند ومخالقة الناس بالخلق الحسن . غسل من صدره السخائم والشنان والحقد والكراهيه والضقينة والنميمة والغيبة وساقط القول .
أتحدث عن رجل تجده حاضراً في الافراح والاتراح اتحدث عن رجل يعرف تماما معني التكافل الاجتماعي وتشهد له كل المناسبات الإجتماعية بالمدينة أتحدث عن رجل ليس لديه محفظة نقود ولا حساب في بنـك ولم يدخل مصرف ولم يمتلك قصراً اوعربه او حتي عجلة كان حلمه ان يكون وسط اهله الديامه في غرفة جالوص لاغيره ... رجل أجمع الناس عليه شيب وشباب رجال ونساء صبيان واطفال علي عفة لسانه الذي لم ينطق بكمله لها ناب أو ظفرا او أظافر رجل كان رياضياً ومريخياً دون تعصب وأهلاوياً بل كان مقرر جهاز الاشبال بالنادي الأهلي الخرطومي نسال الرحيم العلى القدير الودودان ينزل عليه شآبيب الرحمة حسن عطا المنان (طحنية )
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : رأي حر
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019