انصرف المريخاب كعادتهم عن مستوى فريقهم المتواضع والذي كان يمكن ان ينهزم باكثر من ثلاثة اهداف من الهلال في ختام مباريات الدوري لو كان الفريق الازرق يملك درهم شطارة.
وركزت الاغلبية من انصار الفريق الاحمر ان لم يكن كلهم على الفوز الهزيل الذي حققه فريقهم على الهلال بهدف كلتشي الصدفة وهللوا له وكانه حاز على كاس افريقيا رغم ان نتيجة المباراة لم تؤثر على موقف فريقهم من الوصافة.
لم احظ بمتابعة المباراة على الهواء مباشرة لتزامنها مع ظروف سفري الى السعودية , لكنني شاهدتها بعد وصولي الى الرياض في اليوم التالي , حيث تاكدت واقتنعت بعدها ان المريخ لم يعد ندا للهلال رغم ان الظروف خدمته في ذلك اليوم وفاز على الهلال.
فرق كبير بين مستوى الهلال الذي ادى به تلك المباراة ومستوى وصيفه الدائم في الدوري , الهلال ظهر بشكل انيق, ولعب كرة قدم حقيقية , واقنع جماهيره ومحبي الكرة بما اظهره في ذلك اليوم من فنيات وجمل تكتيكية رائعة.
اما المريخ فقد اثبت للجميع انه بارع جدا في الرفس والركل واللف والدوران وتضييع الوقت في الفاضي واثارة اعصاب المشاهدين, وانه لا علاقة لفريقه بكرة القدم.
لعب الهلال تلك المباراة وهو يعلم تماما ان نتيجتها لن تؤثر على موقفه من اللقب الذي حصل عليه قبل ثلاثة اسابيع من النهاية لذلك لعب من اجل امتاع جماهيره ومحبيه, ولو كان يرغب في تحقيق الفوز بطريقة المريخ لما منعه احد من ذلك.
ومع ذلك كان يمكن للفريق ان يحقق فوزا تاريخيا لو وفق مهاجموه في افتناص الفرص العديدة التي لاحت لهم امام مرمى المريخ والتي كان ابرزها فرصتي كاريكا ومهند الطاهر.
صحيح ان مدرب الفريق الازرق البرازيلي كامبوس وقع في عدة اخطاء عند بداية المباراة منها عدم توفيقه في اختيار التشكيلة المناسبة , لكنه استدرك الامر في الشوط الثاني حينما اجرى عدة تغييرات امتلك بموجبها الفريق زمام المباراة.
هزيمة الهلال من المريخ في مباراة غير مهمة لا تعني ان كامبوس مدرب فاشل , او غير جدير بتدريب الهلال كما يروج لذلك الكثيرون , فكامبوس بشر قد يصيب ويخطيء كما هو حال العديد من المدربين العالميين.
تذكروا ان كامبوس هو الذي اعاد الثقة لدفاع الهلال في فترة وجيزة بعد ان شطبت الادارة سبعة مدافعين دفعة واحدة في بداية الموسم , وتذكروا انه هو الذي هزم المريخ بالثلاثة في دوري المجموعات في المباراة التي كان يجب ان ينتصر فيها الهلال.
ونتمنى من ادارة الهلال ان تكون حريصة على استمرار هذا المدرب حتى نهاية عقده حتى تجني ثمار تواجده المستمر, وحتى لا يحدث فراغ فني مؤقت اذا تم اعفاؤه قد يضر بالفريق كما حدث للكثير من الفرق التي وقعت في نفس هذه الاخطاء.
آخر الكلام
احداث رياضية كثيرة مرت خلال الشهر الماضي الذي صادف اجازتي السنوية التي قضيتها بالسودان وسط الاهل والاصدقاء كان تستحق التعليق , لكن الالتزامات الاسرية خلال الاجازة حالت دون ذلك.
وهذه فرصة لاؤكد لقراء المشاهد انني باق بشاهد العصر ولا صحة لما تردد عن انني قررت تركها, وكل ما في الامر ان التوقف في الفترة الماضية فرضته ظروف الاجازة وكان بقرار شخصي.
لم اهرب من مشاهدة مباراة القمة الاخيرة كما ادعى الاخ الزميل مزمل ابو القاسم في زاويته امس الاول لانني لم اتعود الهروب من مثل هذه المباريات كما يفعل مزمل شخصيا ورفيق دربه حسن محجوب وناس (كتار) في المريخ.
وكما يعلم الجميع فان المباراة كانت مبرمجة بعد التعديل الاول في الثاني من ديسمبر , وعلى هذا الاساس رتبت اموري على ان اكون في (نصها) واسافر بعدها في الرابع من ديسمبر وهو اليوم الاخير للاجازة.
لكن لجنة (الخرمجة) اجلت المباراة مرة اخرى الى الرابع من ديسمبر في وقت كان من الصعب ان اجاريها واؤجل سفري بعد ذلك اليوم.
اصلو مجاراة اللجنة في التاجيل صعب شديد , يا مزمل.
في غمرة اهتمام المريخاب بنتيجة مباراة القمة غير المهمة في نهائي الدوري نست الاغلبية ان الهلال اقتحم ناد المائة من جديد خلال التصنيف الذي اعده الاتحاد الدولي للتأريخ والاحصاء عن شهر نوفمبر الماضي , بينما تراجع المريخ كثير وخرج من القائمة التي دخلها اصلا بالصدفة.
دخول الهلال في قائمة المائة من جديد بعد فترة قصيرة من خروجه منها يؤكد بانه فريق كبير , وانه الوجه المشرق للسودان في المحافل الدولية.
العودة للكتابة اليومية تحتاج الى تمارين شاقة ومتواصلة , واشعر انني في حاجة لهذه التمارين حتى يعود (العمود) الى سابق عهده متينا, ومشبعا ومفيدا.
والى ان نلتقي غدا باذن الله.
ابراهيم عوض