• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-28-2024
اكرم حماد

تعثُر الهلال والمريخ.. الجانب المشرق من القمر

اكرم حماد

 3  0  1911
اكرم حماد
كما أفكر
أكرم حماد
هناك من ينظر خلفه فقط.. وهناك من ينظر تحت قدميه فقط.. وهناك من لا ينظر من الأساس.. والفئات الثلاث ينضوي تحت لوائها العديد من المشجعين وبصورة أدق الكثير من الإعلاميين الرياضيين.. ونتائج هلال مريخ بشكل عام وهذا الموسم بشكل خاص تُلخص المأساة.
تعادَل الهلال مع أهلي شندي في الاسبوع الاول من الدوري الممتاز فثارت ثائرة البعض.. كيف يفشل الهلال من جديد في الفوز على أهلي شندي.. وكأن الهلال يلعب ضد مجموعة من المراهقين الهواة وليس فريق له طموحاته وله إسمه في الدوري الممتاز.. وهذه الأمر له علاقة بالنظر إلى الخلف.. فالشخص الذي يستنكر تعادُل الهلال مع أهلي شندي في شندي يتعامل مع الأمور بمعايير التاريخ.. بمعايير الماضي.. فالهلال هو الهلال.. أشهر فريق في السودان وصاحب الكثير من الألقاب.. رغم أن التاريخ لا يلعب.. فلو كان التاريخ يلعب لما غاب منتخب مصر عن نهائيات كأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات على التوالي وهو المنتخب الفائز بالبطولة سبع مرات ثلاث منها على التوالي في الفترة من 2006 وحتى 2010.. لو كان التاريخ يلعب لما كان إي سي ميلان يعاني في ايطاليا ولما غاب ليفربول عن مشهد التتويج بالدوري منذ عام 90.
الهلال يلعب في منافسة بها 15 نادي.. وجميع هذه الأندية لها طموحات.. هناك من يطمح في البقاء ضمن منظومة الدوري.. وهناك من يطمح لإنتزاع مركز رابع مؤهل للكونفدرالية.. وهناك من يطمح ولو على إستحياء بمزاحمة الهلال والمريخ على القمة.. مثل الأهلي شندي والخرطوم الوطني اللذان يُعتبران أقوى ناديين في الدوري الممتاز بعد الهلال والمريخ.. الطموحات مشروعة.. والأندية متطورة.. الأهلي شندي يتطور من موسم إلى آخر.. والخرطوم الوطني أضاف عدد من اللاعبين من بينهم محترفين أجانب.. ونفس الأمر ينطبق على الأندية الأخرى.. بالتالي فإن تعادُل الهلال أمام أهلي شندي في الاسبوع الأول ثم تعادُله مرة أخرى أمام الخرطوم الوطني في الاسبوع الثالث ليس بالأمر السيء.. بل يمكن النظر إليه بإعتبار أنه امر إيجابي لسببين
السبب الاول يتعلق بالمنافسة.. فمنافسة الدوري الممتاز ومنذ تأسيسها تدور في فلك (هلال مريخ).. وتعثُر الهلال أمام الأندية الأخرى ومعاناة المريخ أمام ذات الأندية في صالح المنافسة.. لأن الاندية التي تشاهد الهلال والمريخ يتعثران تعرف أن كرة القدم لا كبير فيها.. الكبير فيها هو الطموح والدوافع والعمل والمثابرة.. ويمكن إذا توفرت بعض الظروف أن يحقق فريق سوداني مثل الأهلي شندي لقب الدوري على طريقة الفتح السعودي.. بمعنى أنه يجب أن ننظر إلى الامام وليس تحت أقدامنا فقط ونحن نشاهد تعثُر ناديي القمة.. ففوز الهلال بالدوري لن يكون جديداً.. وحصول المريخ على اللقب ليس بالأمر المدهش.. فاللقب إذا لم يفز به الهلال يفوز به المريخ.. علماً بأن مشاركة الأول والثاني ايضاً في بطولة دوري الأبطال أفرغ المنافسة من مضمونها.. وبالطبع هذا الأمر من الإتحاد الأفريقي وليس من الإتحاد العام لأن هناك دول تشارك بناديين في الابطال والسودان من بين هذه الدول.
لهذا فإن الجديد هو دخول منافس ثالث على اللقب على الخط.. الجديد هو أن ننظر إلى الجانب الإيجابي من نتائج هلال مريخ السلبية.. الجديد هو أن نهنيء الخرطوم الوطني والاهلي الخرطومي والاهلي شندي على هذه النتائج وندعم الأندية الأخرى مثل الرابطة كوستي وهلال كادوقلي والأمل عطبرة.. لأن المنافسة أصبحت روتينية بسبب هيمنة (هلال مريخ) على الألقاب.
السبب الثاني يتعلق بالهلال نفسه.. فهذه النتائج (غير الإيجابية) يمكن النظر إليها بإعتبار أنها جاءت في توقيت إيجابي.. فالهلال مقبل على مباراتين مهمتين في الدور التمهيدي من دوري الأبطال.. وهذه النتائج ستكون بمثابة جرس إنذار لمدرب ولاعبي الفريق.. وقبل ذلك مجلس الإدارة.. وهو الأمر الذي يعني أن التركيز سيكون عالياً.. أو يجب أن يكون عالياً من خلال لقاءي الدور التمهيدي.. دون إستهتار بالمنافس.. لأن الإستهتار هو الخصم الأصعب.. بالتالي يمكن أن نقول رُب ضارة نافعة.. فربما إذا إكتسح الهلال أهلي شندي في شندي ثم فاز على الأمل بذات الثلاثية ثم جاء وفاز على الخرطوم الوطني.. ربما تحدث الإعلام الهلالي غير الواعي عن هلال مدريد وعن الهلال المرعب الذي سيفوز بدوري أبطال أفريقيا وسيشارك في كأس العالم للأندية وبل سيفوز بها.. وربما تغلغل الغرور إلى قلوب لاعبي الهلال ودخلوا إلى مباراة الدور التمهيدي لدوري الأبطال بثقة مفرطة.
أعود إلى تعادل الهلال مع الخرطوم وقبله تعادل المريخ مع الاهلي الخرطومي لأقول.. الدوري لا زال في بداياته.. الدوري طويل.. والحسم لم يعد من خلال مباراتي القمة كما كان في السابق.. الحسم من خلال جمع أكبر عدد من النقاط على المدى البعيد.. وفي الموسم الماضي خسر الهلال في الدوري.. ولم يخسر المريخ أي مباراة على الإطلاق.. ولكن الفائز باللقب كان الهلال.. وليس المريخ.. لأنه جمع عدد نقاط أكبر.. بالتالي لا بد أن يتحلى الجمهور بالصبر.. وبضبط النفس.. ولا بد ان ينظر الإعلام للجوانب الإيجابية وينتقد بهدوء وبعقلانية الجوانب السلبية.. وكلامي هذا يتعلق بإعلام الناديين الكبيرين.. فلا يُعقل أن يرفع الإعلام اللاعبين للسماء.. ثم يضرب بهم الأرض في اليوم التالي لمجرد نتيجة سلبية.. فكرة القدم لم تكن يوماً برنامج (ما يطلبه المستمعون)!




امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اكرم حماد
 3  0
التعليقات ( 3 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    جلابي --- الدوحة قطر 02-07-2015 09:0
    مقالك رائع وجميل وتحليلي بالدرجه الاولي ...فقط اعيب عليك كلمه اتنني ان اجد لها رد
    لقد ذكرت ان الهلال من اكثر الفرق بالالقاب فقط اردت ان اعرف ...اي القاب ؟؟
    واشكرك علي الموضوع
       الرد على زائر
    • 1 - 1
      مروان عبدالله 02-07-2015 12:0
      اخى جلابى
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
      اليك الاجابة المطلوبة
      الهلال الاكثر فوزا بالدورى الممتاز فى السودان اضافة الى بعض الالقاب فى السودان وهى كثيرة غير الدورى الممتاز وقبل الدورى الممتاز
  • #2
    سيف الدين خواجة 02-07-2015 08:0
    ابني اكرم احييك ايضا لانك احييت الامل في نقد ناضج ناهض من اقلام التشجيع التي خلقت هذا الفسيخ وانا فوق العقد السادس اشجع منذ الصغر دخلت كل مباريات الهلال تقريبا قبل الاغتراب ولم يحدث هتفت ضد الفريق ورميت حكما بحجر او باساءة ربما لاننا جيل علي بعد من رحيل الاستعمار ونفسه وثقافته وانضباط التعليم اكسبنا الشئ الكثير اضافة للاسرة غير المرهقه ماديا اما الان فالمسالة اصبحت مقلوبة مع وسائط متعددة خلقت جيلا معاقا فكريا وتربويا متعصبا كما تري وكرة القدم والرياضة عموما اهم ايجابياتها انها تعلم الصبر ويبدو لاسباب كثيرة متداخله صبرنا نفد واننا (نفش ضيق الخلق في الكرة ) شكرا لهذا الوعي فعلا شعبنا ودودو ولود !!!
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019