• ×
السبت 20 أبريل 2024 | 04-19-2024
نهلة العوني

ثقافتنا بين معارف العصر

نهلة العوني

 0  0  7748
نهلة العوني

كان أجدادنا على الجادة المستقيمة إلى أن غزتهم الحضارة الغربية
بمظاهرها البراقة وأفكارها المسمومة فأصبح أبناؤنا يعيشون في ظل حضارة تقوم بعمليه استبدال واسعة للكثير من القيم وتحاول إحلالها في محل الفضيلة ، فالثقافة الإسلامية لم تكن يوما منغلقة بل هي منفتحة على غيرها من الثقافات ومفهوم التعارف أساس في النظرة الإسلامية إلى الآخر ولكنها ثقافة راسخة ومبادئها القدوة الحسنة والحكمة وأسسها العامة النجاح والفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة فالتقنية توجد بها كل الأبواب للمعرفة والثقافة والعلم وغيرها من الأبواب الجميلة ولاشك يقابلها أبواب هدامة فثقافتنا هي عقلنا الذي نميز به بين الضار والنافع ، وإذا أخذنا منهم التقنية والآلات والمعدات فينبغي ألا نأخذ منهم العادات والأفكار فالتربية ليست تخريج جيل ناجح وقوي ومؤثر فحسب وإنما الأساس منها تنشئة أبناء صالحين .إن الامة الفقيرة ليست هي التي لا تملك الكثير من المال ولكنها التي يتلفت أطفالها يمنة ويسرة فلا يرون إلا النماذج الباهتة والعالم حولنا يتغير وتأثير الثقافات الأجنبية في أبنائنا يزداد فينبغي أن ينصب اهتمامنا ووعينا ومتابعتنا على إدراك المسار الذي تمضي فيه اسرنا فالتقنية عالم ملئ سخرها الله لخدمة الإنسان ورفع العناء وكما إن لها مميزات لها بعض السلبيات التي سخرها البعض ليس للنفع ولكن لأذى البشر فوسائل الاتصال والبث الفضائي وبأدواتها الجبارة ألغت ما نسميه داخل وخارج البلاد فهي عولمة للأفكار والتطلعات والمشاكل و لابد من متابعة التقلبات السريعة وقراءتها من أفق تربوية وثقافية وان الغفلة قد تحدث خسا ئر من الصعب تعويضها فعلينا أن نفتح عيوننا جيدا كي نرى التغيرات البطيئة التي تحدثها العولمة في بيئاتنا الثقافية فهي تعمل على صياغة بيئات جديدة يتراجع فيها مفهوم التواصل والتراحم والجيرة ومسرات اللقاء بالأهل والأحبة والأصدقاء ويتقدم مفهوم المسرات الشخصية التي يحصل عليها المرء في أوقات العزلة وخلف الأبواب المغلقة ولدينا جيل لا يرى على الفضائيات ألا القليل من الدعوة للمثل العليا والأخلاق الحميدة وكنا في الماضي نتربي في بيئات مغلقة نسبيا والمجتمع يتحمل نوعا من المسئولية الأدبية عن سلوك أبناء أقربائه وجيرانه وأصحابه ولكن اليوم اتسعت مساحة الخصوصية وأبواب بيوتنا مشرعة على العالم ولهذا بالطبع حسناته وسيئاته وإذا لم ننتبه فقد تغطي السيئات على الحسنات فتربية الأبناء منالقضايا التي تحتاج إلى درجة عالية من اليقظة والمتابعة ولتكون البيئة المطلوبة فعلينا إنعاش قيمنا و معتقداتنا السمحة في نفوس أبناؤنا فثقافتنا هي هويتنا وتاريخنا ومستقبلنا.

ي(فاصلة : قال غاندي(وأنهم لن يستطيعوا إن يأخذوا منا عزتنا إلا إذا أعطيناهم إياها)

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : نهلة العوني
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019