• ×
الجمعة 19 أبريل 2024 | 04-18-2024
احمد المصطفى

واقعي .. وخيالي

احمد المصطفى

 0  0  12443
احمد المصطفى



ما ورا المقال
أحمد المصطفى عبدالعزيز
حسمت كتيبة الأحلام الكروية الإماراتية المقنعة والممتعة موقعة ملعب حديقة سيدني الأولمبي لصالحها بركلات الجزاء الترجيحية وأقصى محاربوها منافسهم القادم من بلاد الساموراي بسمعة أسطورية ونجوم محترفون يلعبون في كبرى الدوريات الأوربية ، ولقب أسيوي حضر اليابانيون للدفاع عنه والعودة به من جديد من حيث آتوا لكنهم تفاجأوا بمنتخب إماراتي شرس وقوي فنيا وروحيا ، وبهدف مبكر جاء في الدقيقة السابعة إثر فاصل من التمريرات المهارية القصيرة على المنطقة اليسرى للمنتخب الأزرق أرسل بعده الجندي المجهول عامر عبدالرحمن كرة طولية ضرب بها خط ظهر اليابان تعامل معها مبخوت الفنان بمهارة وإتقان وهو في الطرف اليمين للأبيض " اليسار " لملعب اليابان قبل أن يرسلها قوية على يسار الحارس مسجلا هدف سينمائي بكل ما تحمل الكلمة من معاني جمالية وفنية كشفت عن الفوارق الفنية بيننا وبينهم على نحو ما أشرت في مقال سابق.
نعم نجح رجال الأبيض في إسقاط البطل الذي آتى إلى بلاد الكنغارو بهالة إعلامية ضخمة وترشيحات من أهل القارة الصفراء شرقها وغربها ، شمالها وجنوبها ، وبتحليلات آولئك الخبراء والمنظرين المتابعين لتطور الكرة اليابانية في العقدين الأخيرين لمشهد المباراة قبل إنطلاقتها نظريا وعلى الورق دون أن يضعوا في حساباتهم ولو لواحد في المائة إمكانية إنتصار منتخبنا على البعبع والديناصور الكروي الأسيوي بحسب إعتقادهم وهو ما يحسب ضد هؤلاء الذين لا ننتقد آرائهم لأننا نؤمن بحرية الرأي والرأي الآخر لكننا في المقابل نعاتبهم على تجاهلهم الصريح لقدرات ومقدرات ومهارات لاعبي منتخب الإمارات الفنية المهولة التي فرض بها أبناء زايد إحترامهم على الجميع وسجلوا من خلالها النتائج المشرفة ، والمظهر اللافت إقليميا وقاريا وعالميا.
عندما راهنت بثقة كبيرة وأعلنت ذلك من خلال هذة الزاوية أن مغادرة هوندا وأكوزاكي وشينجي كاغوا ومنتخب بلادهم للبطولة من ربع النهائي بقرار قائد المنتخب الإماراتي الباشمهندس مهدي علي وأفراد كتيبة الأبيض هي مسألة وقت ليس إلا وصفني أمثال من أشرت لهم أعلاه الذين لا آلومهم على ردة فعلهم المسايرة والراكبة للموجة العالمية والقارية والإقليمية والمحلية المؤمنة بحظوظ المنتخب الياباني الذي لا يقهر بالرجل الخيالي التفكير الذي يعيش في كوكب ليس به هؤلاء اليابانيون القصار السريعين والمنضبطين بل كادوا أن يقولوها لي " يا أخي انت موب صاحي " لو لا أنني قطعت عليهم الطريق ووفرت على نفسي وعليهم الوقت بقولي لهم " خلكم في مكانكم وإعتقادكم وبرأيكم يا شباب " لأنني كنت على يقين بأن الجدال والنقاش لا يفيد ولا يجدي نفعا مع من لا يؤمنون بقدرات ومقدرات وحظوظ الأقوياء.
إن ثقتنا في جيل منتخب الأحلام الواقعية لا تحدها حدود لأن الكبتانو الأخطبوط ماجد ناصر ، والموهوب عموري ، وضابط الإيقاع عامر ، والقناص المبخوت ، والمدمرة خليل ، وصخرة الدفاع العنزي ، والجسور ود أحمد ، والطوربيد الحمادي ، والظهيرين العصريين صنقور وهيكل ، والفنان ولد الفردان ، وصانع العجب عجب ، وبقية عقد اللؤلؤ الأبيض المبهر كانوا ومازالوا وسيظلوا قادرون على رسم الخيال بإرادتهم ومهاراتهم وادائهم الرجولي وفق رؤية المهندس علي العقلانية واقعا ممكنا على المستطيل الأخضر أينما وجد التحدي مع اليابان أو الألمان.
ومن باب الثقافة والمعرفة نقول لمن يرمون المنديل قبل أن تطير الطيور بأرزاقها إن الإبداع لا يكون حاضرا إلا في وجود منظومة عمل متكاملة تسبقها روح الفريق وحب الوطن عندئذ يمكن ترجمة الخيال إلى واقع وتحويل الجنون إلى فنون منطقية تدهش من يركبون الأمواج بغشامة مع الجماعة ، وترغمهم على إحترام الذين لا يعرفون المستحيل تماما كما فعل الأبيض بالياباني مساء يوم الجمعه الماضية في ملعب حديقة سيدني الأولمبي.
وبعيدا عن كل ذلك آجزم بأن الواقعية مستمرة في معسكر الأبيض الذي من المنتظر ان يكون قد وصل بالفعل إلى مدينة نيوكاسل إستعدادا لملاقاة صاحب الأرض والضيافة المنتخب الأسترالي الذي سيجد من المهندس مهدي علي وأبنائه الإحترام المطلوب على نحو ما فعلوا مع الياباني حتى يتمكنوا من ملامسة الخيال وجره إلى واقع ملعب إستاد أليجري أستراليا.
الواقعية والخيال لا يربط بينهما إلا الأقوياء المؤمنين بالعمل بروح الفريق الواحد.
وهو ما نجده واقعا معاشا في أسرة إتحاد الكرة الذي يقوده بحكمة وكياسة.
الرجل الصبور والهاديء الطباع يوسف السركال.
الخواتيم
أخرج القائم الأيسر الإيرانيين ، وأبعد القائم الأيمن اليابانيين.
يا سبحان الله .. تشابهوا في كل شيء حتى في الإقصاء.
الجزاء من جنس العمل .. وكما تدين تدان.
الله يخليك ليهم يا ياشيمي أوغاوا.

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : احمد المصطفى
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019