كما أفكر
أكرم حماد
بتاريخ 15 ديسمبر كتبتُ الكلام التالي ((لا أقول أن برهان رجع في كلامه فمن حقه أن يفكر ويقرر ولكن الشيء الذي أقوله أن وجود مدرب صاحب خبرة كبيرة مثل برهان مع غارزيتو سيعني إصطدام متوقع مع المدرب الفرنسي.. علماً بأن غارزيتو مدرب صاحب شخصية قوية ولا يتعامل بمرونة وربما لا يمنح برهان ومحسن مساحات كبيرة للتعاون خصوصاً في تشكيلة المباريات وهذا الثنائي وبعد أن كان الكل في الكل في الجهاز الفني للمريخ لمدة ستة شهور لن يقبل التهميش والتجاهل وسيحاول وضع بصمته والمساهمة مع غارزيتو في قيادة الأحمر.. وأي تهميش من اي نوع لن يعجب الثنائي الوطني وسيؤدي بالطبع إلى تنافر وحرب باردة قد تعقبها إستقالة برهان أو محسن أو الإثنين معاً)).
وقلتُ ايضاً ((برهان تية مدرب كبير وقد نجح مع العديد من الاندية ابرزها الاهلي عطبرة ولن يقبل أي تعامل إستفزازي من غارزيتو ولن يرضى بأدوار هامشية وهو الذي كان الرجل الأول في الاطار الفني للمريخ في النصف الثاني من الموسم الماضي لهذا فإن إستمرارية الرجل محل شك)).
كلامي أعلاه كان قراءة منطقية للأحداث.. وبالفعل حدث الإصطدام المتوقع أو فلنقل تم التهميش والنتيجة كانت إستقالة برهان تية بالأمس لأنه لم يقبل التهميش.. والإستقالة لم تكن مفاجئة بالنسبة لي لأنني توقعتها وكتبتُ عنها أكثر من مرة.. ولكن المفاجيء بالنسبة لي هو أنني كنتُ أتحدث في نفس يوم إستقالة برهان الرسمية مع الزملاء الأعزاء محمد الخير وشمس الدين الأمين وحسن بشير عن هذا الأمر وقلتُ أن إستقالة برهان مسألة وقت ليس إلا.. وبعد ساعات قليلة من حديثي تمت الإستقالة أو فلنقل إنتشر خبر الإستقالة.
وقد قلتُ للزملاء الأعزاء أن قرار جمال الوالي المتعلق بالتعاقد مع غارزيتو كان خاطئا من الأساس ويؤكد أن هذا الرجل لا يتعلم من أخطائه.. فالثنائي برهان ومحسن قادا المريخ بشكل أكثر من جيد في النصف الثاني من الموسم الماضي بل لم يتعرض المريخ معهما لأي خسارة.. ولكن الوالي أعجبته لُعبة (إختيار مدرب جديد) كل أربعة أو خمسة أشهر فقرر التعاقد مع المدرب الفرنسي.. وبالطبع لا يمكن التقليل من شأن غارزيتو.. فالمشكلة ليست في غارزيتو بل في جمال الوالي الذي يتحدث عن عدم الإستقرار ويؤكد أنه أحد أسباب إخفاقات المريخ ثم يقوم بقراراته العجيبة بإرساء دعائم عدم الإستقرار الفني.
الوالي أخطأ ايضاً عندما لجأ لأسلوب الطبطبة فلم يقرأ الواقع بشكل جيد.. فبرهان تية منذ البداية لم يعجبه موضوع أن يكون الرجل الثاني في الجهاز الفني بعد أن كان الرجل الأول بمعنى أنه لم يكن مقتنع منذ البداية بفكرة العمل مع غارزيتو ووافق على العمل معه كمدرب عام بعد تفكير عميق حيث قال (عندما عرض علي رئيس النادي جمال الوالي العمل مع المدرب الفرنسي غارزيتو درست الأمر من كافة الجوانب ومن جميع الأبعاد وأخذت وقتي فى التفكير فكان قرار مواصلة العمل فى المريخ لموسم آخر مع مدرب أجنبي).. وحديث برهان جاء بعد أن أطلق تصريحاً أكد من خلاله أنه لن يعمل مع المدرب الأجنبي كمدرب عام لأن المريخ إذا فشل فإن الإعلام والجمهور لن يلوم المدرب الأجنبي وإنما سيلوم مساعديه الوطنيين.. وشخصياً لو كنتُ مكان رئيس نادي المريخ لما حاولتُ إقناع برهان تية بالإستمرار لكي لا أعالج الخطأ بالخطأ.. ولكن لأنه جمال.. رجال المال والأخطاء.. لا بد أن يبدأ الموسم بشكل خاطيء.. ثم ينهيه بفشل.. ثم إستقالة.. ثم عودة بعد نداءات ورجاءات ومسيرات.. مشهد ممل ومتكرر.
برهان إستقال في شهر يناير 2015.. ولكن الواقع يقول أنه إستقال في شهر ديسمبر من العام الماضي بمجرد أن قال أنه لا يستطيع أن يعمل مع غارزيتو.. ولكن جمال لم يفهم.. أو لم يحاول أن يفهم.. ولا أظن أنه سيفهم.. ولمن يفهم فقط أقول.. المريخ مع جمال أدمن الفشل.. فضوها سيرة.. ولكن قبل (الفض) يجب أن يتساءل أهل المريخ.. من هم الرجال الذين يمكنهم قيادة المريخ بعد رحيل جمال.. سؤال صعب بإجابة أصعب.. لأن أقطاب المريخ حسبما أرى أصبحوا يخشون قيادة المريخ لأن الصرف المالي نار.
السقف المالي أصبح مرتفع.. والإعلام الأحمر جعل الجمهور مبرمجاً على الوالي.. لدرجة أنه يداهمك شعور كاذب بأن المريخ لم يكن قبل جمال.. ولن يكون بعده.. علماً بأن المريخ قبل جمال الوالي فاز بالدوري الممتاز ثلاث مرات على التوالي ومعه لم يفز بالدوري (مرتين على التوالي) ولا مرة.. فالمريخ لم يبدأ مع جمال ولن ينتهي بعده.. فقط على كبار المريخ أن يجتمعوا ويتفاكروا ويعطوا أهل المريخ إجابة.. من بعد جمال الوالي.. وكيف.. فبقراءة بسيطة للأحداث سنصل إلى قناعة مفادها أن مستقبل المريخ على المدى القريب مظلم.. هذا إذا لم يجد كبار المريخ الإجابة السليمة في التوقيت السليم!