(( خواطر زول )) عبد الله القاضي
للعام الثاني على التوالي يحضر المريخ للدوحة لإقامة معسكره الشتوي لبداية الموسم المقلوب لدينا.. وهذه المرة المعسكر كان عبارة عن وصلة لمعسكر القاهرة والهدف الرئيسي من حضور المريخ للدوحة كان لقاء فريق شالكة الألماني كما التقى قبل عام مع بايرن ميونيخ الذي أفاد المريخ إعلاميا أكثر منه فنيا كما استفاد اللاعب السوداني بعض الشيء من عدم الخوف وتهيب الفرق الكبيرة وبمزيد من مثل هذه اللقاءات قد يزول الخوف من نفوس لاعبينا عند مواجهة فرق عالمية ! لكن هذا العام للأسف لا استفاد المريخ فنيا ولا إعلاميا والسبب بكل بساطة لأنهم في مجلس الإدارة لم يخططوا ولم يدرسوا جيدا العوامل المحيطة بمعسكر هذا العام ...كما لم يسمعوا للأصوات الإعلامية التي نادت بعدم قطع معسكر القاهرة !!
إذا كنت أجد العذر لمجلس إدارة المريخ لعدم معرفتهم طريقة العمل في قطر والمؤسسية والتنظيم والترتيب والدقة المتناهية التي تسير بها الحركة الرياضية هنا فلن أعذر الإخوة في رابطة المريخ الذين يعيشون في أرض قطر ويعرفون القطريين جيداً وأنهم لا يجاملون ولا يتركون شيئاً للصدف ولا الأجاويد ولا العاطفة !!
كان على رابطة المريخ أن يدرسوا الأمر من كل جوانبه وأن يستفيدوا من تجارب الهلال الذي اقام من قبل ثلاثة معسكرات في الدوحة لم يستطيع خلالها لعب ولا مباراة واحدة مع فرق لها وزنها في الدوري القطري وذلك ببساطة لأن القطريين والأندية القطرية والاتحاد القطري ... لديهم روزنامة من أول يوم في بداية الموسم وحتى آخر يوم لا يغيرونه ولا يبدلونه ولا يجاملون فيها أحد وجميع الأندية وإداراتها وأجهزتها الفنية تحترم هذا البرنامج وتقدسه وتلتزم به حتى آخر يوم في الموسم !!
الإخوة في رابطة المريخ ركزوا جل فكرهم في الرعاية وما يصاحبها من شو إعلامي وضمنوا إقامة المباراة مع شالكة وكأنهم سوف يلعبون في استاد المريخ بأمدرمان متجاهلين الاتحاد القطري واللجنة الأولمبية القطرية التي تدير الرياضة ونسوا أن هناك بطولة عالمية سوف تقام في قطر تاريخ 15/01/2015 وأن هذا معلن منذ عامين والتركيز الإعلامي القطري كان في ذروته وبالتالي ما كان على رابطة المريخ أن تفوت عليهم هذه الأمور وهم يعلمون أن القطريون إذا عملوا عملا أتقنوه حد المبالغة كأن يمنحوا المدارس في الدولة عطلة ! فلا يتركون شاردة ولا واردة في سبيل إنجاح أي حدث يقام هنا, لذلك كل فعاليات تقام في قطر هي مضمونة النجاح بنسبة 100% لأنهم لا يجاملون في التزاماتهم الدولية ولذلك رفضوا كل الوساطات والمساعي والاتصالات من جهات سيادية وعلى أعلى مستوى لكي يوافقوا للمريخ بأداء المباراة ليلا وبالجمهور لكن دون جدوى حتى لا يفسدوا ولا يلفتوا الأنظار عن بطولة العالم للمنتخبات في كرة اليد !!
هؤلاء ليسوا كاتحاد خرمجة القدم السودانية حيث لا يوجد بينهم أسامة عطا المنان أو معتصم جعفر ولا مجدي شمس الدين بمجرد اتصال من جمال الوالي أو الدكتور مصطفى عثمان يقوموا بتغيير أي برنامج ولو وافق أي مسئول هنا بإقامة المباراة مع شالكة كما أراد لها متعهد المباراة والإخوة في المريخ لما بقي هذا المسئول في منصبه ساعة واحدة !!
الهلال من قبل كان مجبرا في إقامة المعسكرات في الدوحة لعدم وجود البديل ولأن الرابطة كانت تساهم في إقامة هذه المعسكرات ولو كانت هناك خيارات أخرى أفضل لما قامت الرابطة بتشجيع الهلال للحضور هنا إلا من باب أن نكون قريبين من معشوقنا ونحن نعلم أن الهلال لن يجد مباريات مع أندية النخبة في قطر التي تكون إما في أتون صراع الدوري أو في راحة سلبية وفي الحالتين الأندية ملتزمة بالبرنامج الموضوع من قبل اتحاد كرة القدم القطري ولن تجد نادي تؤجل له مباريات رسمية في الدوري لكي يسافر ويشارك في بطولة رمضانية أو هامشية هنا أو هناك !!
بالكو ....!!
يجب أن نستفيد من هذه الدروس لأننا قد نكرر نفس الأخطاء في العام القادم ويجب أن نتعامل مع الناس كما هم بمؤسسيتهم ومهنيتهم وليس كما نريد نحن بعشوائيتنا .وعلينا أن نعلم منذ اليوم أن قطر لديها بطولات عالمية مختلفة في العشر سنوات القادمة مثال بطولة العالم للرجال في الملاكمة وبطولة العالم في ألعاب القوى 2019 ومونديال قطر 2022 وقد نراها بعيدة لكن هنا يرونها قريبة ويخططون لها لدرجة أن قطر اليوم بدأت في تنفيذ خارطة طريق باسم رؤية قطر 2030 والتي ترتكز على أربعة ركائز هي التنمية البشرية بتطوير التعليم ونشره بين المواطنين, والتنمية الاجتماعية بتطوير مجتمع عادل يهتم بأفراده وقادر على لعب دور اساسي في نسج الشراكات العالمية, والتنمية الاقتصادية , والتنمية البيئية, لدرجة أن كل وزارة أو مؤسسة وطنية بدأت في تنفيذ ما يليها فمثلا وزارة الأوقاف بدأت في إزالة المساجد القديمة في دفعات لبناء مساجد جديدة لعام 2030 وهكذا !
المريخ سوف يعاني كثيرا من الارهاق وقد لا يظهر ذلك اليوم لكنه بالتأكيد سوف يظهر مع بداية المنافسات الرسمية لأنه ليس من المعقول السفر للقاهرة ثم الخرطوم ثم الدوحة ثم الخرطوم ومنها لبورتسودان لأداء مباراة مع كمبالا سيتي والعودة للخرطوم ثم أداء مباراة أملم الهلال وبعدها بأم تبدأ المنافسات !!!!
اعتقد أن الهلال قد استفاد من معسكره الذي أقامه هذه المرة في الفجيرة نسبة للانضباط الذي صاحبه وكذلك التدرج في المباريات وقد شاهدنا التزام اللاعبين بخطط المدرب والذي ظهر في لقاءات الهلال مما يؤكد سرعة هضم اللاعبين لفكر المدرب !!!
على الهلال والمريخ إذا كانا لديهما النية في أن يقيما معسكرا في الدوحة برفقة منتخب صقور الجديان عام 2022 إن شاء الله عليهم أن يخططوا من اليوم حسب برنامج الإخوة في قطر !!