• ×
الخميس 28 مارس 2024 | 03-27-2024
اماسا

عصر الإضمحلال..!

اماسا

 1  0  1886
اماسا
زووم
يتضايق الجيل الحالي من اللاعبين والإعلاميين والإداريين عندما يتحدث أحد القدامى عن تميز زمانهم واختلافه عما يحدث الآن من حيث صدقية الممارسة وإخلاص كل أطرافها والمتعة التي تحققها على الملعب، وكردة فعل لهذه المقارنات بدأ البعض يشكك في التفوق التأريخي للسودان وحقيقة ما كان يحدث في العصر الذهبي، وهو المسمى الذي أطلقه هؤلاء القدامى على الفترة من الإستقلال وبداية نشاط المنتخب الأهلي السوداني وحتى إعلان الرياضة الجماهيرية، وفي بعض الأحيان يقحم البعض أنفسهم في مخاطر التقليل من شأن بعض رواد اللعبة في ذلك الجيل.. وفي المريخ إفتتنوا بالعصر الحالي وطفقوا يقللون من المكاسب التأريخية للنادي في واحدة من الإفرازات السالبة للصراع الدائر حالياً، فقالوا أن كأس مانديلا الذي يعتبر المكسب الوحيد للأندية السودانية على المستوى القاري لم يكن مكسباً بمعايير هذه الأيام لأن عدد الأندية المشاركة كانت أقل.. وبهذا المعيار يرون أن وصول الفريق لنهائي الكونفيدرالية 2007 أقيم وأعلى مكانة من بطولة 1989.. وهذا في تقديري هراء بإمكاننا إعتباره جزءً من الإضمحلال الذي نعاني منه على كافة المستويات، بدءً بالأمانة المهنية في التعامل مع مثل هذه الثوابت، بإعتبار أن الإنجاز يظل إنجازاً بمعيار الوقت الذي تحقق فيه.
على مستوى الإنتماء أيضاً عشنا شكلاً مأساوياً من الإضمحلال، على سبيل المثال، كان الإنتماء في السابق للناديين مسألة لها أدبياتها المبنية على القناعات والذوق العالي في التعبير عن الإعجاب بالفريق المحدد، والإجماع التلقائي بأن الكيان يعلو ولا يعلى عليه، وأن الإنسان مهما كبر وبلغ في عالم النجومية.. لاعباً كان أم إدارياً.. فإنه لا يعدو أن يكون فرداً في منظومة متكاملة تشكل في نهاية المطاف مجتمع النادي.. كما أنهم كانوا يؤمنون بالمصالح العليا للنادي، ويتعاملون مع الأمر بتصالح كبير.. وأعني أنهم يجتهدون أولاً في إثبات صدق إنتمائهم للمريخ أو الهلال أو الموردة، ويؤمنون بأن الصراع داخل هذه الكيانات لا تجعل أحداً مهما كان تأثيره أن يجرد الآخرين من حق الإنتماء والتعبير.. ولم تكن العبارات المستحدثة قد سيطرت بعد.. مثل: (خونة ومارقين ومندسين وطابور خامس).. وبعض الأدبيات التي أضفت الخشونة على الخلافات الإدارية حتى أنك تعتقد في بعض الأحيان أن المسألة متعلقة بنزاعات مسلح وأنها ليست أمراً يتعلق بكرة القدم بأية حال.
لا يكفي أن تعلن إنتماءك للمريخ في عصر الإضمحلال في المباديء والثوابت، لأن هنالك من سيهتم بتفاصيل أخرى لم تكن ذات أهمية في الماضي القريب، وقد لا تكون حراً في إختيار المجموعات الصراعية التي تنتمي إليها.. فقد تكون من مجموعة عصام الحاج.. ومشاركاً في إجتماعات تآمرية تعقد بشكل أسبوعي في مكان ما، وتتقاضى مرتباً شهرياً من هذه المجموعة لقاء تبني أفكارها والترويج لها.. كل ذلك وأنت آخر من يعلم.. وقد تكون أحد المقربين للرئيس جمال محمد عبدالله الوالي.. تتبنى آراءه وتجمل مواقفه حتى لو كنت مقتنعاً بأنها أم الخطأ وأنها ستؤذي النادي لاحقاً، وذلك ضمن مهام متفق عليها وتتقاضى مقابلها أجراً، أو تتمتع مقابلها بمخصصات معلنة وغير معلنة.. فالإتهامات تطلق بمقاسات مختلفة وبشكل عشوائي وتظل تحوم حتى تجد من تتلبسه.. لذلك نقول أن البيئة غير معافاة.
في الهلال أيضاً عايشنا إنقسامات لم يعد معها إعلان هلاليتك مفيدة أمام عقليات التآمر.. فهنالك مجموعات تهاجم رئيس النادي أشرف سيد أحمد الكاردينال، وهي مجموعة يسلحها وينظمها صلاح إدريس.. هذا هو الإعتقاد السائد في الوسط الرياضي كان ذلك صحيحاً أم خطأ..ومجموعة تدافع عن الكاردينال ومجلسه في كل مواقفه بمقابل مجزي.. والمصنفون مع هذه الجيوش لا يملكون حق الدفاع عن أنفسهم.. فكل من يؤدي في المريخ والهلال هو مرتزق.. وكل من يعبر عن رأيه هو معارض.. رغم أنفه.. وإن كان على حق.
في السابق كان الإنتماء للمريخ والهلال وغيرهما أمراً لا يقبل القسمة على اثنين، والإنقسامات الداخلية تتشكل حسب المواقف والقناعات ولا تجد أحداً يدين بالولاء المطلق للأشخاص دون النادي، وعلى سبيل المثال حدث انقسام في مجلس المريخ ذات مرة بين فريقين أحدهما مؤيد للدوري الممتاز وعلى رأسه عصام الحاج.. والآخر ضد الفكرة ومؤيداً للإنسلاخ منها والعودة إلى الدوري الممتاز وهذه المجموعة كان على رأسها محمد إلياس محجوب.. وبذلك إنقسم الأنصار إلى فئتين بحسب موقفهم من الدوري الممتاز والدوري المحلي وليس حباً في الشخصيتيتن وإعتقاداً فيهما وكراهية في الآخر ومرت الأزمة دون إتهامات تشكك في ذمم الناس.. هكذا كانت الامور تمضي.. ولكننا اليوم أصبحنا وسط إعصار عنيف لخبط كل الحسابات لدرجة يصعب معها الحصول على المعلومة المجردة التي يمكن أن تضع المشجع العادي على بينة من أمره.. فكثير من مشجعي القمة مغيبين عن الحقائق تماماً.. يؤيدون بناءً على معلومات مغلوطة.. ويعارضون دون أن يعرفوا شيئاً من تفاصيل ما يحدث لأن القيادة والصحافة بشكلها الراهن غير حريصتان على تمليك الحقائق كما هي على أساس من الشفافية.. ومعظم المواقف تتخذ من العموميات في عصر بات عنوانه الأكبر (الإضمحلال) في كل شيء.
حواشي
ذات آلات النفخ التي استخدمتها صحف المريخ في الموسم الماضي قبل مباراة بايرن ميونيخ عادت هذه المرة وبذات النغمات قبل مباراة شالكة.
إعداد فريق قوي للبطولات مهمة لها أساليبها ومدارسها.. إلا في حالة واحدة وهي أن يكون الإعداد لمهمة أخرى غير كرة القدم..!
عزام التنزاني الذي هو خصم المريخ يعد نفسه لدوري أبطال أفريقيا بمجموعة من المباريات مع أندية من مدرسة المريخ بينما يعد المريخ نفسه للمشاركة في مرحلة خروج المهزوم في دوري (أبطال أوربا)..!
أختلف مع الأخ والصديق مزمل في نوعية الفرق التي لعب معها المريخ من حيث المستويات ومطالبته له بخوض مباريات قوية.. فلو كانت القوة معياراً للخصوم الذين يجب مقابلتهم في الإعداد لما لعب شالكه الألماني مع فريق سوداني..!
أنا مع خيار خوض أكبر عدد من المباريات في البداية بغض النظر عن المستويات وختام الرحلة بعدد من المباريات التي تنتمي للبيئة والمدرسة الأفريقية.. وهذا يعني ان المريخ بحاجة إلى مباراة مع فريقين آخرين من منطقة سيكافا بجانب كمبالا سيتي.
لماذا لا (نتحلل) من عقدة الفريق العالمي ونتعامل مع الأشياء بشكل عادي؟
كل صحفنا الرياضية خرجت يوم أمس بصور من مباراة الهلال ورأس الخيمة يمكن وصفها بأنها غير محترفة.. بمعنى أنها أخذت بواسطة هواتف وأجهزة (آيباد) من المدرجات او المقصورة.. وهذا إن دل فإنما يدل على قصور دور المنسقية الإعلامية للناديين.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019