• ×
الجمعة 19 أبريل 2024 | 04-17-2024
نهلة العوني

إسرارنا داخل أسوارنا

نهلة العوني

 0  0  8337
نهلة العوني
بقلم نهله حسن مهدي ألعوني
كثيرٌ من الناس لغفلة قلوبهم، وضعف عقولهم، وسطحية تفكيرهم، يتوهم السعادة و في الحصول على حظوظ الدنيا العاجلة
جمع الأموال، وامتلاك المباني الشاهقة، والسيارات الفارهة ، وبكثرة الحشم والخدم.. ، ظناً منهم أنهم بإدراكهم لها يدركون مقومات السعادة، وقد كانت وبالا وحسرة سبباً في هلاك أممٍ سالفة، وقرونٍ ماضية، وشقاء وبؤس أممٍ حاضرة، وفئام معاصرة أنهكها القلق النفسي والتوتر العصبي، والخواء الروحي؛ فلم يجدوا طريقاً للخلاص من هذه الحياة التعيسة إلا الدمار والانتحار وكم من فتاة قد ألهتها المغريات من آباء آغرآهم وأعماهم المنصب العالي والجاه والمال عن النظر إلى ما فيه صلاح بناتهم فإذا تقدم لهم ذو الثراء والمركز قبلوا به دون أن يتحروا عن دينه وخلقه وكم من فتاة سمعت من أهلها وصديقاتها إنه رجل ثري ستعيشين معه في سعادة ورفاهية سيحقق لكي كل طلباتك وسيحملك على كفوف الراحة زواجك سيكون في أفخر الفنادق وشهر العسل سيكون رحلة إلى الدول الأوروبية أنت أحسن أخواتك حظا الكل يحسدك على هذه الحياة كثيرات يتمنين هذا العريس وكم من فتاة رمقت في اعين أمها الحزينتين انظري لحال أخواتك التعيسات مع أزواجهن وهن في ضنك من العيش قد فأفنوا كل أوقاتهم وأنهكوا جميع قواهم في السعي وراء هذه الأمور وما علم هؤلاء أن السعادة الحقيقية راحة الضمير وطمأنينته، وهدوء البال وصفاء النفس، وسرور القلب وزوال همومه وعمومه، إذ بالحلم الجميل ينقلب إلى كابوس مخيف لقد استيقظت على حقيقة مرة مؤلمة أحسست بزيف تلك السعادة التي كانت تنشدها انتهى حديث الناصح المشفق بدأت ماساتي زوجي مدمن على الخمر إنسان بلا أخلاق عصبي المزاج يثور لأبسط الأشياء كثيرا ما كان يضربني ويسبني ويحقرني بمستوى أهلي المادي والاجتماعي يمن علي بالمساعدات المالية التي يقدمها في غمس أرواحنا يوما تلو الآخر في أحزانها وخلال تلك الفترة من الحياة بقلب أعاقته الآلام عن الاستمرار في النبض ,.. نجد شفاهها ترفض الإفصاح عن الحقيقة , وتستمر في رسم ابتسامة كاذبة نُخفي بها حُزناً داخلياً يأبَى التحرر من أَسر قلبها المُرهَف
لندخل في صراع جديد مع الألم ........ ألم السعادة الزائفة. يغيب عن حواسّنا التقاط بعض الأنفاس المُنعِشة التي كان بإمكانها أن توقِظَ قلوبَنا من موتها وتُضفي بعض الإيقاع علي نبضاتها الروتينية الباردة ندمنا علي ما فاتنا أو ما أضعناه من فُرَص لن تتكرر, فقدناها إثر اتخاذ قرار خاطئ أو عملٍ لم نُتِمّه علي أكمل وجه زوج يعرف موقف أهلي فلم يبال والد باعني بالرخيص لمثل هذا الإنسان لم يهتم سوى بمصالحه و أمي عندما بكيت أمامها بحرقة لتردي حال زوجي فقالت لي:ليس للمرأة سوى بيت زوجها ماذا تريدين؟لديك الخدم والحشم ا في غمار تلك الأحداث المُرهِقة وقلبها يدمي ولسانها ينطق لا نريد كشف الحال....

. كثيرةٌ تلك المشاعر التي نقتلها داخلنا مراعاةً منا لإحدى القواعد العامة المُجحِفة التي يفرضها علينا مجتمعنا دون إدراكٍ لحقيقتها أو براءة دوافعها أو حتى الأثر الناجم عن وأدها مع قريناتها من الأحاسيس. كم من الزوجات تعاني من هذه المشكلة وهمها الأول نظرة أهلها والناس وفي قرارة نفسها تعاني القهر والصد والحرمان فتصطنع السعادة الوهمية كبرستيج أو للفت النظر أو لعيب تخفيه خوفا من كشف الحال فنجدها تبدو إمام الناس كأسعد إنسان فمهما حاولت أن تلمع الزوج فسوف يأتي اليوم الذي تنجلي فيه الحقيقة تصبح هي في مأزق لأنها السبب في إيصال الزوج إلى اعلي الدرجات متناسيه نفسها كم من الزوجات اكتشفن بانه تزوج عليها بأخرى وطلقها أو صرف أمواله على أخريات فأصبحت ملامة إمام أهلها وإمام الناس وانقلبت نظرة الحسد إلى استنكار وتعجب بتعاقب تلك المواقف القاسية تغتال ما بقي لدينا من قدرة علي الشعور بالسعادة الحقيقية يبدأ موت الجَسَد "الذي غالباً ما يتأخر عن موت القلب آجالاً عديدة" وكم من المشكلات والحوادث حصلت نتيجة عدم التوفيق في اختيار الرجل الصالح بذلوا في الحصول على هذه الغاية أسباباً متعددة، ووسائل مختلفة؛ ولكن زلت في هذا المطلب أقدام، وذلت من أجله إفهام، وكثرت بسببه الخواطر والأوهام
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : نهلة العوني
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019