على مدي الثلاثة ايام الماضية اطلعت على حديث تداولته بعض مؤسسات الاعلام الرياضى نسب اولا للاخ محمد عثمان خليفة مدير الرياضة بوزارة الشباب والرياضة ولاية الخرطوم وثانيا نفس الحديثونسب هذه المرة للاخ دكتور نجم الدين المرضى وكيل وزارة الشباب والرياضة الاتحادية وفحوى الحديث انه لا تراجع عن المباراة التى قررتها الوزارة الاتحادية والتى تقرر ان تجمع الهلال والمريخ فى اواخر هئا العام على شرف احياء ئكرى الاستقلال 59وهذا امر مفرغ منه ان تتمسك الوزارة باقامة هذه المباراة فى احتفاء قومى مجمع عليه من كل الشعب السودانى دون اى تصنيف سياسى ولكن ورد فى هذا الحديث الذى نسب لهما ان المباراة قائمة حتى لو اتفق الفريقان على التعادل
حقيقة ارفض ان اصدق ان هذه الجزئية فى الحديث صدرت عنهما بما لهما من خبرة لا يداخلها اى شك او ربما قالا شيئا يختلف عن ما نشر لأى سبب هذا اذا كانا تعرضا لهذا الامر وهو احد( الخطرفات) التى تناولتها بعض الصحف كحل لتهرب الفريقين من المواجهة بسب المخاوف من ان يكون للمباراة اثارا سالبة على المواجهات الافريقية التى تحدد لها النصف الاول من يناير القادم فى التصفيات التمهيدية لأمم افريقيا ولكن ما هو اخطر فى هذا الحديث الذى نسب بصفة خاصة لوكيل وزارة الشباب والرياضة الاتحادى الدكتور نجم الدين المرضى واكاد أجزم ان حديثا كهذا لن يصدر عنه اذ كيف يتخذ من حضور السيد رئيس الجمهورية هذه المباراة المقام احتفاء بأعظم مناسبة فى تاريخ السودان والتى يجب ان تلعب فى موعدها حتى لو اتفق الفريقان على ان تنتهى بالتعادل تجنبا لردود الفعل للمهزوم
ولعلنى اقول هنا اننى لو كنت رئيس الجمهورية وعلمت ان اتفاقا كهذا حدث بين الفريقين لأصدرت قرار جمهوريا بشطب الفريقين نهائيا وحظر عودتها للاتحاد بأى شكل كان
فالاتفاق على اى نتيجة مسبقة لمباراة تنافسية فى اى منشط رياضى وبصفة خاصة كرة القدم الاكثر جماهيرية هو عمل لا اخلاقى وغير قانونى ويتعارض مع كل قيم الرياضة والمبادئ والذى تحظره وتعاقب عليه كل النظم واللوائح المحلية والدولية كما انه يمثل اساءة كبيرة لأعظم مناسبة فى السودان فكيف يكون الاحتفاء بها انتهاك لقيم الوطن وأخلاقياته وان يكون هذا بحضور السيد رئيس الجمهورية وان يكون هذا هو الثمن المقابل لقبول القمة المشاركة فى الاحتفال بالاستقلال
واما الجانب الاخطر فالاتفاق على التعادل يعنى صرف التعليمات للاعبين حتى لايلعبوا من اجل الفوز على الخصم فمن يملك اذن ان يعاقب اى لاعب لو انه تصرف على هذا النحو فى اى مباراة لاى سبب كان وكيف للاتحاد والدولة ان تعاقب اى نادى يتلاعب بنتيجة اى مباراة سواء من باب التواطؤ او البيع او لاي سبب بعد ان تصبح هناك سابقة بالتلاعب فى نتيجة مباراة تحت سمع وبصر كل الاجهزة الرسمية والأهلية المعنية بالرياضة
ويا لها من مفارقة القضاء الاوربى هذه الايام يعقد المحاكمات للأندية واللاعبين المتورطين فى هذا النوع من الممارسات غير الاخلاقية وطالما ان فاقد الشئ لا يعطيه فالدولة ممثلة فى اجهزتها الرياضية والرسمية اذا ما تورطت فى مباراة متفق مسبقا على نتيجتها بالتعادل وبعلم الاجهزة
لهذا فليذهب اللقاء لمزبلة التاريخ ان كان هذا هو ثمنه ولكن ما يحير فى الامر ان هذا االلقاء بجانب عظمة المناسبة هو فى نفس الوقت افضل اعداد واختبار جاد للفريقين مما يقوى من اعدادهما للمواجهات الافريقية لانه لقاء يكشف حقيقة مستوى الفريقين