الجنون فنون والجنون انواع وهنالك الجن الكلكي والجن الملكي والجن اللي بداوى والجن اللي بيعلم الاندراوة وبالطبع هنالك الجن الكروي وهو الذي نحن بصدده هذا الصباح في هذه الزاوية للترويح قليلا عن القارئ والخروج به من حالات الاحتقان التي سببت له الارق والتعب وشلت تفكيره والمطبوعات الرياضية المقروءة تزحم مخيلته بالاخبار المفبركه والمشتولة والبعيدة عن المهنية في كثير من الاحيان الامر الذي جعل كثير من القراء يعتمدون في متابعتهم للاخبار الرياضية عبر القنوات القضائية او الاذاعات الرياضية لهذا ولاكثر من هذا وددت اليوم ان اخرج بالقارئ العزيز في استراحة رياضية لنخرج به من جو الرتابة اليومي الذي تعودنا ان نزحم به عقل القارئ وتعود فصول هذه الرواية الي منتصف فترة السبعينيات الميلادية تلك الفترة التي كان فيها نجم الهلال القاضي محمد حسين كسلا يمثل نجم الشباك الاول في فرقة الهلال العاصمي وكان هو الانشودة العذبة في شفاه الجماهير الهلالية واذكر أنني كنت اشاهد أحدى مباريات دوري الدرجة الثالثة في ملعب استاد الخرطوم بين فريقي البرنس وديم سلمان وكان يجلس بجانبي احد المتفرجين ولم اعطه اهتماما بحكم ان هدفنا واحد وكل منا جاء لكي يستمتع بالمباراة ويقضي وقتا ممتعا وجميلا وكنت اشاهد المباراة بشغف شديد حيث اتسمت بالسرعة والقوة والاثارة والحماس والندية وفي هذا الاثناء ونحن نتابع المباراة اذا بالنجم الحريف الرهيف محمد حسين كسلا نجم الهلال الموهوب يقتحم ارضية الملعب وفي معيته مكتشفه الباشمهندس الراحل بدر الهادي حيث جلس الكابتن محمد حسين كسلا بجوار المشجع الذي كان يجاورني وبعد ان اعتدل الكابتن كسلا في جلسته وبفضول المتابع العادي سال المشجع الذي جلس بجانبه عن هوية الفريقين المتباريين ونتيجة المباراة ولكن دهشة الكابتن محمد حسين كسلا كانت شديدة والمشجع المعني وبعد سؤال الكابتن كسلا له أذ أخذ يتمتم ويتلعثم بعبارات غير مفهومة ولامهضونة حيث اخذ يردد نعم .. اااااااي .. مالك ... داير شنو ... فزادت دهشة الكابتن كسلا واخذ يربت علي كتف المشجع الولهان ويقول له يااخي مالك انا طلبت منك اسم الفريقين ونتيجة المباراة مالك الحاصل شنو هون عليك!! وهنا استجمع المشجع المهووس قواه وقال لكابتن كسلا اسمع يااخي انت مش محمد حسين كسلا لاعب الهلال فرد الكابتن بالايجاب ايوه انا كسلا لاعب الهلال فقال له المشجع طيب يااخي بعد ده دايرني اجمع انا امنية عمري لما اشوفك داخل الملعب تنثر الابداع وتجندل الباكات وتغازل الشبكات فجاة كده القاك قاعد جنبي الكتف بالكتف وكمان بتتكلم معاي وبتسألني ده شي كتير والله ياكابتن يااخي انا في حلم ولا في علم فكان ان طيب كسلا من خاطره وعانقه بحرارة ولم يصدق المشجع ماحدث فطلب من كسلا ان لايبرح مكانه لانه سيعود بعد برهة من الزمن وبالفعل عاد المشجع بعد قليل وهو يتأبط معه المصور البارع جاهوري وطلب من كسلا ان يلتقط معه صوره تذكارية للذكرى بهذه المناسبة وبالفعل التقطت الصورة وطلب المشجع من كسلا ان يسمح له باهدائه هدية بسيطه عبارة عن ((مسبحه )) فتقبلها كسلا شاكرا وقال للمشجع دي اغلي هدية تلقيتها في حياتي الرياضية بقي أن اقول بان المشجع المووس قال لكسلا بانه لديه البوم فيه كل صور كسلل منذ حضوره للهلال وحتى تلك اللحظه كما ان شدد علي انه يحتفظ بأي اشارة لاسم كسلا في الجرائد اليومية وحتى اسم كسلا المدينة عندما يكتب في الصحف فانه يقصه ويحتفظ به في الارشيف حبا في كسلا النجم لانني احببته وعشقت فنه الرفيع"
واذا كان هنالك مجنون ليلي ومجنون بثينة ومجنون عزة ومجانين العظمه فهنالك ايضا مجنون كسلا والجنون فنون كما اسلفت والله يكافينا شر الجنون بانواعها الكلكي والملكي والكروي والعظمه وغيرها"

التمريرة ... الاخيرة
__________

نجم الهلال ومهاجمه الانيق بدر الدين داود القادم من فريق التذكار البحراوي ان لم تخني الذاكره وهو ايضا من جيل السبعينيات جمعتني به مناسبه عائليه واخذنا نتجاذب اطراف الحديث عن جيل السبعينيات والمواقف الطريفة التي مرت بهم في تلك الحقبه فحكي لي النجم الجميل الانيق حادثه طريفة حدثت له مع احدى الزملاء الاعلاميين حضر اليه في منزله بمدينة بحري حسب الموعد المضروب بينهما لاجراء حوار للمطبوعه التي يعمل بها واشار الكابتن بدر الدين الي انه بعد واجبات الضيافة والاحاديث الجانبية وقبل ان ندخل في مضابط الحوار كنت قد غبت عنه داخل ردهات المنزل لفترة لم تتعدي الدقائق العشرة عدت بعدها الي مجلس الضيافه حيث يتواجد الصحفي ولكنني فوجئت بالصحفي يغط في نوم عميق بعد ان ضربته ازير المكيفات فاصبحت في حيرة من امري لان مواعيد التدريبات في نادي الهلال في أم درمان قد تبقت عليها 45 دقيقة فقط واصبحت في حيرة من أمري هل اصحي الرجل حرصا مني علي موعد التدريبات ام اتركه يغط في نومه العميق الي ان يستيقظ لوحده فكان الخيار الثاني هو الامثل وتركته علي راحته وذهبت الي داخل المنزل وعدت اليه فوجدته لايزال سارحا في احلامه الوردية فتيقنت بانني لن الحق بموعد التدريبات فجلست انتظره لكي يصحي من غفوته ولم يحدث هذا الا بعد الساعة السادسة والنصف مساء وساعتها يكون التدريب قد اوشك علي نهايتها وعند استيقاظه من النوم قدم لي الاعلامي اعتذار رقيق لانه ذهب في تاسع نومه وقال لي اوع اكون طرشقت ليك مواعيدك ولا حاجه ياكابتن فقلت له لا ابدا بس انت طيرت علي التدريبات اليومية فقط يااستاذ!!!؟؟؟