كما أفكر
أكرم حماد
(1)
هل أتحدث عن هنري الإنسان؟.. هنري الذي بكى بسبب حزنه على رحيل فويه، وإرتدى شارة كُتب عليها إسم موامبا (الذي تعرض لأزمة قلبية) ثم سافر من نيويورك إلى لندن من أجل الإطمئنان عليه.. أم أتحدث عن هنري الفائز بكأس العالم واليورو وكأس القارات والدوري الانجليزي والفرنسي وكأس انجلترا والفائز بالسداسية مع برشلونة في موسم أحرز فيه 26 هدف.
هل أكتب عن هنري الذي فاز بجائزة هداف البريميرليغ أربع مرات.. أم هنري الذي فاز بالحذاء الذهبي الأوروبي مرتين متتاليتين كأول لاعب يحقق هذا الإنجاز.. أم هنري الذي فاز بجائزة أفضل لاعب في الدوري ثلاث مرات (مرتين منها على التوالي) كأول لاعب يحقق هذا الأمر.. أم هنري هداف وأفضل لاعب في كأس القارات.. أم هنري الذي تفوق على جميع صناع اللعب في العالم وإحتل المركز الأول كأفضل ممر كرات حاسمة برصيد 30 هدف.. وماذا عن الهداف التاريخي لارسنال؟.. هل أكتب عن هذا الأمر أم أتركه لأكتب عن هنري الهداف التاريخي لمنتخب فرنسا.
هل أكتب عن هنري الذي ينطلق كالسهم بالكرة ومن غير كرة.. أم الذي يسدد الركلات الحرة بشكل فنان وركلات الجزاء بطريقة مقوسة خفيفة.. وماذا عن مراوغاته.. هل أكتب عنها؟.. وتمريراته الساحرة؟.. وتسديداته التي تكون بباطن القدم في أقصى الزاوية وتحديداً على يسار الحارس وهي الطريقة التي إرتبطت به وجعلت الكثيرين يقولون عندما يشاهدون هدفاً مشابهاً (هذا الهدف على طريقة هنري).
وماذا عن عام 2003 الذي كان يصرخ بأعلى صوته هنري هو الأفضل.. إمنحوه جائزة الفيفا.. فلم يمنحوه.. هل أتحدث عن هذا الأمر؟.. أم أتحدث عن عام 2004 الذي أطلق صرخة مجلجلة في سياق متصل.
الهدف الذي سجله (بشعار ارسنال) في كاسياس أم الهدف الأشهر الذي سجله في بارتيز أم الهدف الذي سجله في الإنتر بعد أن طرح زانيتي وجمعه ثم ضرب تولدو وجعله يقبل القسمة على إثنين.. عن أي هدف أتحدث؟.. هل شاهدتم الهدف الذي سجله من ركنية في الدوري الأمريكي؟.. من لم يشاهده عليه بيوتيوب.. ومن شاهده عليه بالبحث عن هدف آخر وهو الهدف الذي سجله في شباك سبارتا براغ.. كرة طولية من توريه.. ترويض للكرة بكعب القدم مع الدوران.. تسديدة بظهر القدم في أقصى الزاوية اليمنى.. هدف لا يسجله إلا شخص يحافظ على شعرة بين العبقرية والجنون.
هل تذكرون الهدف الذي سجله في شباك ليدز في مباراة العودة؟.. هل أتحدث عنه.. خرج الشماخ ودخل هنري.. تصل الكرة لسونغ.. هنري في اليسار.. إنها منطقته.. إنطلقت الكرة من قدم سونغ.. إنها تمريرته.. إنطلق هنري في اللحظة المناسبة.. إستلم الكرة وسدد على يسار الحارس.. إنها طريقته.
ماذا أقول يا هنري.. المشاعر مختلطة والقلم حزين.. فقط أقول.. إنتهى المشوار.. ولم ينته الحب!
(2)
وهل لاعب مثل هنري يكفيه مقال واحد؟.. بالتأكيد لا.. هنري يستحق ألف مقال.. ويستحق كل هذه الكلمات التي يجدها من النجوم ومن المشجعين في كل مكان.. كل النجوم تحدثوا عن إعتزال هنري.. وكل المواقع والقنوات عبرت عن حزنها بسبب تعليقه لحذائه.. وفي الموقع الإجتماعي (فيس بوك) إنفرد خبر اعتزاله بالصدارة.. فالكل يتحدث عن هنري.. وعدد كبير من الناس وضعوا صورته كصورة شخصية.. ليس في الوطن العربي فقط.. بل في جميع أنحاء العالم.. ولو كان هناك إحصائية دقيقة عن نوعية صور الناس في الفيس بوك في الساعات الماضية فإن صورة هنري ستكون الاولى دون منازع.
ليست صورته الاولى فقط.. هو كمهاجم يعتبر الأول في رأيي وفي رأي الكثيرين.. هو أفضل مهاجم شاهدته على الإطلاق.. لماذا أفضل؟.. لأنه (كما قال بيرغكامب) نسيج وحده.. مجموعة لاعبين في لاعب واحد.. هو الذي يحرز الأهداف بمهارة الهداف.. ويصنع الأهداف بمهارة صانع الألعاب.. هو الذي يمتلك سرعة خيالية ومهارة عالية.. هو الذي يمتلك (كما قال فينغر) عاطفة كبيرة لكرة القدم.. نعم هناك فان باستن.. نعم هناك روماريو ورونالدو.. ولكن هناك ايضاً هنري.. المهاجم رقم واحد.
والمحلل الرياضي رقم واحد.. ليس من ناحية المستوى.. فالمستقبل ما زال أمامه.. ولكن من ناحية القيمة المادية.. فقد تم تصنيفه كأغلى محلل رياضي في التاريخ بعد أن إنضم لقنوات سكاي سبورتس بمقابل مادي يبلغ 5 ملايين يورو سنوياً.. بمعنى أنه كمحلل رياضي يأخذ في السنة أكثر من المبالغ التي يأخذها (بعض) النجوم الكبار الذين يركضون في المستطيل الأخضر.. هو الهداف التاريخي لارسنال.. الهداف التاريخي لفرنسا.. المحلل التاريخي لسكاي.. شخصياً تمنيته في البين سبورتس ليجلس بجوار باتريك كلويفرت الذي أحبه جداً.. ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.
بلاتر إنضم لقائمة المتغزلين في هنري.. قائمة طويلة ظهر من بينها ايضاً إسم مورينيو.. مورينيو الذي أكد أنه كان يتمنى ان يتعاقد مع هنري عندما كان مساعداً في برشلونة وتحدث عن أنه لم يفكر في التعاقد معه عندما جاء إلى تشلسي لأنه كان يعلم بإستحالة أن ينتقل هنري من ارسنال إلى تشلسي.. وعندما تأتي سيرة مورينيو تأتي سيرة الطرائف.. ومن الطرائف حديث مورينيو عن هنري قبل مباراة تشلسي وارسنال حيث قال في محاولة إستفزازية (هنري لا يسجل إلا في الأندية الصغيرة).. وفي اليوم التالي سجل هنري هدفين في شباك تشلسي ثم خرج ليقول.. لم أكن أعلم أن تشلسي نادي صغير.
تمثال هنري يُلخص العبقرية.. والهدف الذي سجله في ليدز يُلخص الجنون.. وهل هناك جنون أكثر من وقوف (التمثال) في الخارج وإحراز صاحب التمثال لهدف الفوز في الداخل؟
أكرم حماد
(1)
هل أتحدث عن هنري الإنسان؟.. هنري الذي بكى بسبب حزنه على رحيل فويه، وإرتدى شارة كُتب عليها إسم موامبا (الذي تعرض لأزمة قلبية) ثم سافر من نيويورك إلى لندن من أجل الإطمئنان عليه.. أم أتحدث عن هنري الفائز بكأس العالم واليورو وكأس القارات والدوري الانجليزي والفرنسي وكأس انجلترا والفائز بالسداسية مع برشلونة في موسم أحرز فيه 26 هدف.
هل أكتب عن هنري الذي فاز بجائزة هداف البريميرليغ أربع مرات.. أم هنري الذي فاز بالحذاء الذهبي الأوروبي مرتين متتاليتين كأول لاعب يحقق هذا الإنجاز.. أم هنري الذي فاز بجائزة أفضل لاعب في الدوري ثلاث مرات (مرتين منها على التوالي) كأول لاعب يحقق هذا الأمر.. أم هنري هداف وأفضل لاعب في كأس القارات.. أم هنري الذي تفوق على جميع صناع اللعب في العالم وإحتل المركز الأول كأفضل ممر كرات حاسمة برصيد 30 هدف.. وماذا عن الهداف التاريخي لارسنال؟.. هل أكتب عن هذا الأمر أم أتركه لأكتب عن هنري الهداف التاريخي لمنتخب فرنسا.
هل أكتب عن هنري الذي ينطلق كالسهم بالكرة ومن غير كرة.. أم الذي يسدد الركلات الحرة بشكل فنان وركلات الجزاء بطريقة مقوسة خفيفة.. وماذا عن مراوغاته.. هل أكتب عنها؟.. وتمريراته الساحرة؟.. وتسديداته التي تكون بباطن القدم في أقصى الزاوية وتحديداً على يسار الحارس وهي الطريقة التي إرتبطت به وجعلت الكثيرين يقولون عندما يشاهدون هدفاً مشابهاً (هذا الهدف على طريقة هنري).
وماذا عن عام 2003 الذي كان يصرخ بأعلى صوته هنري هو الأفضل.. إمنحوه جائزة الفيفا.. فلم يمنحوه.. هل أتحدث عن هذا الأمر؟.. أم أتحدث عن عام 2004 الذي أطلق صرخة مجلجلة في سياق متصل.
الهدف الذي سجله (بشعار ارسنال) في كاسياس أم الهدف الأشهر الذي سجله في بارتيز أم الهدف الذي سجله في الإنتر بعد أن طرح زانيتي وجمعه ثم ضرب تولدو وجعله يقبل القسمة على إثنين.. عن أي هدف أتحدث؟.. هل شاهدتم الهدف الذي سجله من ركنية في الدوري الأمريكي؟.. من لم يشاهده عليه بيوتيوب.. ومن شاهده عليه بالبحث عن هدف آخر وهو الهدف الذي سجله في شباك سبارتا براغ.. كرة طولية من توريه.. ترويض للكرة بكعب القدم مع الدوران.. تسديدة بظهر القدم في أقصى الزاوية اليمنى.. هدف لا يسجله إلا شخص يحافظ على شعرة بين العبقرية والجنون.
هل تذكرون الهدف الذي سجله في شباك ليدز في مباراة العودة؟.. هل أتحدث عنه.. خرج الشماخ ودخل هنري.. تصل الكرة لسونغ.. هنري في اليسار.. إنها منطقته.. إنطلقت الكرة من قدم سونغ.. إنها تمريرته.. إنطلق هنري في اللحظة المناسبة.. إستلم الكرة وسدد على يسار الحارس.. إنها طريقته.
ماذا أقول يا هنري.. المشاعر مختلطة والقلم حزين.. فقط أقول.. إنتهى المشوار.. ولم ينته الحب!
(2)
وهل لاعب مثل هنري يكفيه مقال واحد؟.. بالتأكيد لا.. هنري يستحق ألف مقال.. ويستحق كل هذه الكلمات التي يجدها من النجوم ومن المشجعين في كل مكان.. كل النجوم تحدثوا عن إعتزال هنري.. وكل المواقع والقنوات عبرت عن حزنها بسبب تعليقه لحذائه.. وفي الموقع الإجتماعي (فيس بوك) إنفرد خبر اعتزاله بالصدارة.. فالكل يتحدث عن هنري.. وعدد كبير من الناس وضعوا صورته كصورة شخصية.. ليس في الوطن العربي فقط.. بل في جميع أنحاء العالم.. ولو كان هناك إحصائية دقيقة عن نوعية صور الناس في الفيس بوك في الساعات الماضية فإن صورة هنري ستكون الاولى دون منازع.
ليست صورته الاولى فقط.. هو كمهاجم يعتبر الأول في رأيي وفي رأي الكثيرين.. هو أفضل مهاجم شاهدته على الإطلاق.. لماذا أفضل؟.. لأنه (كما قال بيرغكامب) نسيج وحده.. مجموعة لاعبين في لاعب واحد.. هو الذي يحرز الأهداف بمهارة الهداف.. ويصنع الأهداف بمهارة صانع الألعاب.. هو الذي يمتلك سرعة خيالية ومهارة عالية.. هو الذي يمتلك (كما قال فينغر) عاطفة كبيرة لكرة القدم.. نعم هناك فان باستن.. نعم هناك روماريو ورونالدو.. ولكن هناك ايضاً هنري.. المهاجم رقم واحد.
والمحلل الرياضي رقم واحد.. ليس من ناحية المستوى.. فالمستقبل ما زال أمامه.. ولكن من ناحية القيمة المادية.. فقد تم تصنيفه كأغلى محلل رياضي في التاريخ بعد أن إنضم لقنوات سكاي سبورتس بمقابل مادي يبلغ 5 ملايين يورو سنوياً.. بمعنى أنه كمحلل رياضي يأخذ في السنة أكثر من المبالغ التي يأخذها (بعض) النجوم الكبار الذين يركضون في المستطيل الأخضر.. هو الهداف التاريخي لارسنال.. الهداف التاريخي لفرنسا.. المحلل التاريخي لسكاي.. شخصياً تمنيته في البين سبورتس ليجلس بجوار باتريك كلويفرت الذي أحبه جداً.. ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.
بلاتر إنضم لقائمة المتغزلين في هنري.. قائمة طويلة ظهر من بينها ايضاً إسم مورينيو.. مورينيو الذي أكد أنه كان يتمنى ان يتعاقد مع هنري عندما كان مساعداً في برشلونة وتحدث عن أنه لم يفكر في التعاقد معه عندما جاء إلى تشلسي لأنه كان يعلم بإستحالة أن ينتقل هنري من ارسنال إلى تشلسي.. وعندما تأتي سيرة مورينيو تأتي سيرة الطرائف.. ومن الطرائف حديث مورينيو عن هنري قبل مباراة تشلسي وارسنال حيث قال في محاولة إستفزازية (هنري لا يسجل إلا في الأندية الصغيرة).. وفي اليوم التالي سجل هنري هدفين في شباك تشلسي ثم خرج ليقول.. لم أكن أعلم أن تشلسي نادي صغير.
تمثال هنري يُلخص العبقرية.. والهدف الذي سجله في ليدز يُلخص الجنون.. وهل هناك جنون أكثر من وقوف (التمثال) في الخارج وإحراز صاحب التمثال لهدف الفوز في الداخل؟
