* والحديث عن الرمز النصراوي الراحل عبد الرحمن بن سعود يقودني مباشرة للحديث عن حكايتي مع الزعيم البابا الطيب عبد الله وكلاهما البابا والامير عبد الرحمن بن سعود جهان لعمله واحده وهما يمثلان الانموذج للكيفية التي ينبغي بل يجب أن يكون عليها رؤساء الاندية الكبيرة في الدول العربية واذا كان الرئيس الراحل عبد الرحمن بن سعود يمثل القدوة والمثال الذي يحتذي به بين الرؤساء في المملكة العربية السعودية فان البابا الطيب عبد الله يمثل وبلا جدال الانموذج والمثالي الذي يحتذي به لكل الرؤساء في الاندية السودانية بشخصيته القوية وفكره الكروي وبراعته في الالمام بكل قوانين المستديره وفوق هذا وذاك دماثة خلقه وحسن معشره وتواضعه الجم وروحه الانسانية السمحه وكنت ولازلت ادين للبابا الطيب عبد الله بانه قد كتب شهادة ميلادي في الصحافة الرياضية وكان لذلك قصة لن تغيب عن الذاكرة ماحييت فقد كنا جلوس في مقهي ((الاتني)) في قلب الخرطوم انا واستاذي محمد محمود هساي رئيس القسم الرياضي في صحيفة القوات المسلحه ننتظر قدوم النجم الخلوق ابراهبم كبير قائد فرقة الاهلي الخرطومي لاجراء حوار معه للمطبوعه وكنت يومها تلميذ صغير في مدرسة الاستاذ هساي الذي كان يقدم ملحق اسبوعي في صحيفة القوات المسحله يضاهي به صفحات الرياضة في جريدتي الايام والصحافه واذكر اننا وبعد ان انهينا حوارنا مع النجم ابراهيم كبير ونحن في طريقنا لمباني مكاتب التوجيه المعنوي بالقوات المسلحه قال لي الاستاذ هساي نحن نريد منك ان تجري حوار مع الاستاذ الطيب عبد الله رئيس الهلال ويتوقف علي هذا الحوار ترسيمك كصحفي معترف به من قبل المطبوعه فقلت للاستاذ هساي لكنني لم التقي الرئيس الطيب عبد الله من قبل وهو لايعرفني فكيف له أن يوافق علي اجراء الحوار معي فقال لي الاستاذ هساي لك ان تتصرف فنحن نريد الحوار ولاشئ سواه"
> ولم يكن أمامي سوى ان اتوكل علي الحي الذي لايموت واتوجه الي منزل البابا في ضاحية المنشية واطرق الباب بلا موعد لانني اعرف أن شهامة اهلنا السودانيين اكرام الضيف الذي يأتي الي بيتك حتي ولو كان بينك وبينه تار بايت وبالفعل امتطيت صهوة الحافلات حتي وصلت الي منزل البابا في مدينة المنشية كان الوقت مابعد الخامسة عصرا بقليل وكنت اخشي ان اجده نائما لانني اتيت في ساعة قيلولة وعند وصولي لباب المنزل طرقت الباب فجاءني خفير المنزل فسلمت عليه وقلت له اريد مقابلة البابا الطيب عبد الله فقال لي هل هنالك سابق موعد قلت له لا ولكن فضلا اخطره بان هنالك صحفي من جريدة القوات المسلحه يريد مقابلتك وبالفعل ذهب بي الي مجلس الضيافة وغاب عني وبعد خمسة دقائق بالضبط جاءني البابا الطيب بقامته المديدة وسلم علي ورحب بي ايما ترحيب وقال لي نعم ياابني ماذا تريد قلت له بانني صحفي مبتدي في اول الطريق ورؤسائي في المطبوعه اشترطوا عليا اجراء حوار مع شخصكم الكريم اذا كنت اريد الاستمرار في بلاط صاحبة الجلالة الصحافه وهنا افضي لي البابا بالسر الذي لم أكن اعرفه وهو أنه ممتنع عن الادلاء باي تصريحات أو لقاءات لاكثر من شهرين ولذلك وضعوك في هذه المطب ولكنه قال لي اكراما لتكبدك المشاق وحضورك الي منزلي فلن اردك خائبا ولكنني الان لااستطيع أن اجلس معك للحوار لانني في اجتماع مع وكلاء وزراء الداخلية في افريقيا وهم جلوس في قاعة الاجتماعات فلك الخيار في ان تاتيني يوم غدا في النادي او في المنزل فشكرته علي رحابة صدره واخبرته بانني احمل معي الاسئلة فهل من الممكن ان اتركها لك ولما نتقابل يوم غدا تكون الاجوبة عليها جاهزة فراقت الفكرة للبابا وبالفعل تسلم من الاسئلة وقال لي موعدنا غدا الساعه الواحدة ظهرا في دكان محمد احمد ملاح طيب الله ثراه هل تعرفه فقلت له انني اعرف الموقع وقبل ان انصرف قال لي البابا اين تقف سيارتك فقلت له بانني جئت راجلا عن طريق الحافلات فقال لي انتظر دقيقة وبعد برهة عاد اليا وقال لي بان شقيقته الدر عبد الله في طريقها للخرطوم ستاخذك معها ورافقت الاستاذة الدر اطال الله في عمرها في سيارتها وفي الطريق اخذنا نتجاذب اطراف الحديث فعرفت مني انني في طريقي الى مستشفي الخرطوم لان والدي الراحل الحاج ادم يعقوب كان يرقد علي السرير الابيض فقالت لي هذه فرصه ادخل معك المستشفي لزيارته والرفع من روحه المعنوية وكان ان توقفنا بسيارتها عند عنبر 6 جي وهو من العنابر المشهوره في مستشفي الخرطوم في ذلك الوقت فقالت لي هل ابوك يرقد هنا فقلت لها نعم قالت ولكن لماذا فقلت لها باننا لم نجد اسره فارغه في العنابر الاخرى فما كان منها الا ان دخلت علي الوالد وسلمت عليه وقالت له بالحرف الواحد بكره ياحاج انقلك لي عنبر راقي تلقي فيهو الراحه الكافيه فشكرها الوالد الله يرحمه ويحسن اليه وبعد وصولي معها الي حيث كانت تقف سيارتها طلبت مني الانتظار لدقائق معدوده واخت ورقه وقلم وظلت تكتب وبعد قليل سلمتني المذكره وقالت لي سلم هذه المذكرة غدا للدكتور أمام دوليب وهو كان يومها مديرا لمستشفي الخرطوم وطبيبا لنادي الهلال"
* وفي صبيحة اليوم التالي ذهبت بالمذكرة للدكتور امام دوليب الذي استقبلني ببشاشة ورحابة صدر وبعد قراته لمحتوى المذكرة اتصل بمسئولي العنبر 6 جي وأمرهم بتحويل الوالد الي عنابر الدرجة وهي كانت تعادل العنابر السوبر استار .. وعند الساعة الواحدة توجهت صوب دكان الراحل محمد احمد ملاح فوجدت البابا في انتظاري وفي معيته رهط من كبارات الهلال الريس صغيرون وعمر الزين وكمال راشد كيشو والياس كردمان والكابتن عبد المطلب ناصر ((دريسه)) وبالطبع صاحب الدار محمد احمد ملاح فسلمت عليهم جميعا ومكثت بينهم ربع الساعه نتجاذب اطراف الحديث وبعدها سلمني البابا ورقة الاسئلة والاجوبة فانطلقت اعدو نحو مباني فرع التوجيه المعنوي في شارع الجامعه وجلست افرغ الحوار الخبطه وبعد ان فرغت منه سلمته للاستاذ محمد محمود هساي الذي تفنن في كتابة المانشتات العريضة للحوار فكان ان خرج للقارئ في ثوب قشيب وكان الحوار حديث الوسط الرياضي لفترة ليست بالقصيرة حيث انني كنت الصحفي المغمور الذي استطاع أن يخرج البابا الطيب عبد عن صمته ويجري معه مثل ذلك الحوار المثير الخطير الذي وضع فيه البابا النقاط حول كل الحروف المبهمة ومن يومها وعلاقتي بالبابا تزداد عمقا ومتانة ولازلت اذكر عند مجيئهم الي الدمام بدعوة من رابطة الهلال في الشرقية ونزولهم في معسكر نادي القادسية كيف انه قد وصي عليا رئيس القادسيه الراحل عبد العزيز الحوطي وقال له بالحرف الواحد الزول ده ولدنا خلي بالك منه ومن يومها والرئيس الحوطي بخصني بالاخبار الدسمه التي كانت تمثل بالنسبة لي سبق صحفي دون باقي الزملاء ومنهم زملاء سعوديين بالطبع"
* هذا هو البابا وهذه اخلاق البابا وارثه الجميل الذي ميزه عن كل الرؤساء وعندما يذكر اسم البابا يجب ان نحني له الهامات والرؤس اجلالا وتأدبا واحتراما .. اللهم ربي ارحم عبدك الطيب ود عبدالله رئيس رؤساء الهلال واجعل قبره روضه من رياض الجنه واغسله بالماء والثلج والبرد وابدله دارا خيرا من داره واهلا خيرا من اهله انك نعم المولي ونعم النصير ..
الكلام ... الأخير
__________
* مع احترامي لكل من شككوا في اهلية نجم النجوم أمين زكي ونددوا بالاختيار الذي قيل بانه لم يصادف اهله بل ان البعض منهم قد ربط فشله في ميادين اخرى لاعلاقة لها بكرة القدم لهولاء واولئك اقول انتم لاتعرفون امين زكي ولم تتقربوا اليه ولاتعرفون اي معدن من الرجال هو فنحن عاشرناه وعرفناه والفناه وهو رجل دغري ومنضبط ويحب روح الانضباط ونجاحه مع الفريق لايحتاج لدروس عصريه لانه رجل خرج من رحم الملاعب وله تجارب ثره كما ان فترته النظامية كعسكري منضبط تساهم وبصورة مباشرة في تعزيز نجاحاته ولااعتقد بان النجاحات التي سجلها الغرباء عن الوسط الرياضي من اللذين لم يمارسوا حتى كرة الشراب يمكن ان تكون بعيدة عن نجم النجوم ولهولاء المتشائمين واولئك المتخوفين اقول ختوا في بطونكم بطيخه صيفي واتركوا الرجل يعمل وسترون بأم اعينكم حجم الفوارق الفنية والادارية والانضباطية التي تفصل بينه وبين الدخلاء علي دائرة الكرة من المحاسيب الذين تم تنصيبهم لعلاقاتهم الخاصة مع الرؤساء الذين تعاقبوا علي سدة الحكم في النادي الكبير وهم كثر ولايحتاجوا الي كبير عناء للأشارة اليهم "