• ×
الجمعة 19 أبريل 2024 | 04-18-2024
ياسر بشير ابو ورقة

من نقد صنّاع القرار إلى نقد الجماهير

ياسر بشير ابو ورقة

 0  0  1302
ياسر بشير ابو ورقة
هل تمثل الفكرة المضمنة في طيّات العنوان أعلاه عملاً جنونياً؟.
أم انها فكرة جديدة للدخول في مغامرة رهيبة ومطلوبة بتوجيه النقد إلى الجماهير في إنتقال سلس من نقد صنّاع القرار؟.
فقد تعودنا أن يتلقى الكتّاب والعاملون في الإعلام نقد الجماهير بينما إحتمت الاخيرة بحصنوها المنيعة والعصية حتى تحوّلت الصحافة والصحافيين في كثير من الاحيان من خانة قادة الرأي إلى مجرد منقادين لتتحول الجماهير إلى راسمة لخط سير الصحافة وسياساتها.
فقد أصبحنا نسمع مقولة الجمهور عايز كده تبريراً لتحويرات عديدة لشكل وأسلوب الكتابة فإنحدرا الشكل والاسلوب- إلى أدنى الدرجات مع قفزة واضحة للكاتب الذي غيّر اسلوبه حسب رغبة الجماهير من حيث زيادة عدد قرائه، وراتبه الشهري، وتهافت الصحف عليه.
أعتقد أن هناك إيماءات بالموافقة.
وقد ساهمت الاحوال الاقتصادية القاسية التي ضربت سوق الصحافة ورفعت مدخلات صناعتها إلى أعلى السقوف فيما يحدث، في ظل وجود أنظمة سياسية تضن بأي شكل من أشكال المساهمة لإقالة عثرات الصحافة، وما أكثرها من عثرات.
هذا ما يتعلق بشكل عام على جمهور الصحافة كافة ولعلها مجرد إشارات لموضوع من الاهمية بمكان بحيث يجعلنا نقر أن المساحة أضيق لتناوله ولا تكفي فيه الاشارات.
ولكن الأمر الخاص هو ما يتلعق بجمهور المريخ الذي وصفته من قبل بأنه الجمهور الذي لا يعرف الغضب.
مع التذكير بأنه الجمهور الوحيد في العالم الذي درج على إستقبال المهزوم بالبرتقال والحلوى ونجح في تحويل لاعبي المريخ إلى عناصر لا طموح لها ولارغبة في كسر الرقم الذي حققه جيل مانديلا قبل 25 عاماً.
ووصفي لجمهور المريخ بأنه الجمهور الذي لا يعرف الغضب ليس فيه دعوة ضمنيةً أو صريحةً لإثارةِ الشغب.
لكنني أبحث عن مواقف وردّات أفعال قوية تقود إلى التغيير وإلى إشعال روح الثورة في المريخ سواء على المستوى الاداري أو الفني ( التدريب، اللاعبون).
ولكن ليس من العدل أو العقل في شئ إن تجاهلنا دور القائد والزعيم في توجيه الجماهير وهو من المفروض أن يتمثل في عنصرين وهما: ( رئيس النادي، والاعلام).
فكل الثورات عبر التاريخ كان سبب إشعالها الزعماء، وكثير من هذه الثورات لم تدم طويلاً بزوال القائد.
وفي العصر الحديث دخل الاعلام كعنصر مهم في الثورة قبل أن تتغلب عليه الجماهير فتجعله يكتب وفقاً لإرادتها.
لندعم ما ذكرنا بمنتوج فكري لأحد علماء التاريخ الفرنسيين وهو جوستاف لوبون.
فقد كتب قبل قرن من الزمان مايلي: ما يقوله الزعماء للجماهير يغزو عقولها سريعاً فتتجه إلى أن تحوله حركة وعملاً، وما يوحي به إليها ترفعه إلى مصاف المثال ثم تندفع به، في صورة إرادية، إلى التضحية بالنفس.
واضاف: يصبح كلام الزعيم دوغما لا تناقش، وتنشأ الرغبة إلى تعميم هذه الدوغما وهي: (التعصب لفكرة معينة). أما الذين لا يشاطرون الجماهير إعجابها بكلام الزعيم فيصبحون هم الأعداء.
ويقول أيضاً: لا جماهير من دون قائد كما لا قائد من دون جماهير.
يذخر المريخ بعدد مهول من الجماهير تتملكها رغبات جوامح في التضحية من أجل فريقها ولكن من يلتقط القفاز ليحرك كوامن الطاقات؟.
أما الشعبية الطاغية التي يتمتع بها رئيس المريخ جمال الوالي فلا جدال أو إختلاف حولها ويكفي أنه الرئيس الفائز بلقب أكثر رؤساء الاندية شعبية في الوطن العربي.
فلماذا لا يستغل كل هذا الحب والقبول للاستفادة من هذا الجمهور العظيم؟.
مع الوضع في الاعتبار أن الجمهور يمكن ان يكون من بينه قائد فذ.
أما الإعلام المريخي فلا أتوقع أن يلعب دور القائد ومفجّر الثورات طالما ان الجماهير ما زالت قادرة على تشكيله بالكيفية التي تريد.
ولا يفوت علينا أن نقول أن القلوب اضحت موزعة ما بين أرضاء الاداريين، والاذعان لرغبات الجماهير.
آخر القول
يدخل المدرب الشاب فاروق جبرة غمار تجربة جديدة مع مريخ كوستي في موسم 2015م.
نتمنى لجبرة التوفيق ووضع بصمته بوضوح على شكل واداء الفريق.
تعاقد مريخاب النيل الابيض مع جبرة لمدة عام واحد، ولكن الملاحظ ان الظاهرة السلبية من قبل ادارت الاندية مازالت متواصلة وهي إنهاء التعاقد قبل فترة التسجيلات الرئيسية والتعاقد مع الجديد بعدها.
هذه الناحية تجعل عمليتي الاحلال والابدال تتم برؤية ادارية بحتة.
هذه الوضعيات التي ظلت سائدة وفي كل فرق الدوري الممتاز اسبابها ايضاً اقتصادية في ظل ضيق فرص العمل بالنسبة للمدريبن.
اتمنى ان يتغير الفكر الاداري ليكون امر التعاقد مع المدربين سابقاً لعملية التسجيلات أو متضمناً لها قبل فك الارتباط.


امسح للحصول على الرابط
بواسطة : ياسر بشير ابو ورقة
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019