كما أفكر
أكرم حماد
مهما كنتَ مدرباً جيداً وصاحب كفاءة حقيقية فإنك لن تجد الإنصاف والتقدير لأنك لا تمتلك عيون خضراء ولا شعر أشقر.. فالمدرب المميز في نظر الكثيرين هو المدرب الأجنبي لمجرد أنه مدرب أجنبي وهذه مشكلة حقيقية وتكشف لك الخلل الذي تعاني منه العقلية الكروية السودانية.. والعربية ايضاً.. فالظاهرة تشمل جميع الدول العربية.. وتظهر بشكل واضح في بعض الدول التي تختار الحكام الأجانب لإدارة المباريات الكبيرة.. رغم أن الأخطاء التي يرتكبها الحكام المحليين هي نفسها التي يرتكبها الحكام الأجانب ولكن الفرق الوحيد هو أن هذا حكم سعودي مثلاً وذاك حكم ياباني أو إيطالي.
المدرب في السودان مظلوم.. لأنه لا يجد الفرصة الكافية.. فالإقالة تتم في أسرع وقت.. وحتى عندما يجد الفرصة الكافية فإنه لا يجد الإنصاف.. وأبلغ مثال على ذلك الثنائي برهان تية ومحسن سيد وقبل ذلك صلاح محمد آدم.
برهان ومحسن جاءا للمريخ في توقيت صعب.. ورغم ذلك نجحا بشكل كبير في تقديم الإضافة.. فإذا تحدثنا بلغة المستويات فالمريخ مع هذا الثنائي قدم مستويات جيدة وأبلغ مثال على ذلك مباراة الهلال في نهائي كأس السودان والتي ظهر فيها الهلال بمظهر المسيطر على الكرة وظهر فيها المريخ بمظهر المسيطر (على الأوضاع).. وإذا تحدثنا بلغة الأرقام لا بد أن نشير إلى فوز المريخ ببطولة كأس السودان وقبل ذلك لا بد أن نشير إلى فوزه ببطولة شرق ووسط أفريقيا (سيكافا).. وبالرغم من رأيي القديم في بطولة سيكافا وتأكيدي على أنها بطولة ضعيفة وغير معترف بها إلا أن الفوز بهذه البطولة يُحسب ايضاً لهذا الثنائي لأنهما نجحا فيما فشل فيه العديد من المدربين الأجانب.
وفي بطولة الدوري الممتاز لم يخسر المريخ في فترة برهان ومحسن أي مباراة.. حتى المباراة الأخيرة أمام الهلال والتي دخلها الفريق الأزرق من أجل الثأر لخسارة مباراة كأس السودان لم يتذوق فيها المريخ طعم الخسارة.
ورغم كل ذلك عاد مجلس المريخ من جديد لمفاوضة المدربين الأجانب.. رغم أن تغيير المدربين المتواصل هو الذي أضر بالمريخ.. ورغم أن المدربين الأجانب لم يقدموا أي إضافة.. ليس لأنهم لا يمتلكون الإمكانيات.. ولكن لأن المدرب الأجنبي يحتاج لعام واحد على الأقل حتى يتأقلم مع الأوضاع العشوائية في الأندية السودانية وحتى يتأقلم اللاعبين على الطريقة التي يلعب بها.. ولكن مجلس المريخ لا يصبر لأن الجمهور لا يصبر.. المجلس والجمهور يريدان مدرباً يحمل عصا سحرية.. يأتي اليوم ويُحدث التغيير بسرعة البرق ويقود الفريق لمنصات التتويج في الموسم الأول.. وهذا الأمر لا يمكن أن يحدث وحتى إذا حدث فإنه يكون نتاج للصدفة.
مشكلة المريخ في مجلس الإدارة الذي لا يريد أن يفهم أن الإستقرار الفني هو مفتاح النجاحات.. فالمدرب الأجنبي لن يحقق أي إضافة مع الفريق إذا لم يتم التعاقد معه على أساس خطة بعيدة المدى.. يكفي فقط أن نشير إلى كروجر الذي قاد المريخ في ثلاث فترات ولكنه لم يستطع أن يقدم الإضافة لأنه لم يجد الأجواء المناسبة من ناحية ولم يجد الصبر من ناحية أخرى.
مجلس المريخ يريد التعاقد مع مدرب أجنبي وفي نفس الوقت يريد إستمرارية برهان تية ومحسن سيد وهو الأمر الذي لم يعجب برهان الذي أكد أنه لن يعمل كمدرب عام في حال تعاقد الفريق مع مدرب أجنبي لأن النجاح سيحسب للمدرب الأجنبي والفشل سيحسب على المدرب العام.. وبالتأكيد كلام برهان منطقي لأن هذه هي العقلية السودانية والعربية.. ولكن هل سيصمد برهان ويبقى على موقفه؟.. هذا هو السؤال.
عدد كبير من المدربين الأجانب دربوا المريخ والنتيجة صفر على الشمال إذا تعاملنا مع الأمر بمعايير البطولة الأفريقية.. وإذا نظرنا إلى نوعية لاعبي المريخ في الوقت الراهن فإننا سنصل إلى قناعة تتمثل في صعوبة تغيير هذه الصورة.. وحتى إذا ذهب الفريق لمرحلة أبعد من الدور التمهيدي أو دور ال32 فإنه غير مؤهل للفوز بالبطولة أو حتى الوصول للمباراة النهائية.. ونفس الأمر ينطبق على الهلال الذي عودنا على التأهل لدور المجموعات واحياناً الدور نصف النهائي ولكن دون أن يحقق اللقب.
بالتالي التفكير السليم هو إعطاء المدرب المحلي فرصته كاملة خصوصاً وأنه يعرف تماماً نفسية اللاعب السوداني ولا يحتاج إلى وقت ليتعرف على إمكانيات اللاعبين.. وإذا كان المدرب الأجنبي هو الشغل الشاغل لمجالس إدارات القمة يجب التعاقد معه لفترة ثلاث سنوات وعدم مطالبته بتحقيق النتائج في موسمه الأول وإنتظار الموسم الثاني.. غير ذلك سندور في نفس الفلك.. وسيتم الإطاحة بمدرب المريخ الأجنبي في منتصف الموسم كالعادة وحتى إذا لم يتم الإطاحة به في منتصف الموسم فإن نهاية الموسم ستكون نقطة النهاية.
أكرم حماد
مهما كنتَ مدرباً جيداً وصاحب كفاءة حقيقية فإنك لن تجد الإنصاف والتقدير لأنك لا تمتلك عيون خضراء ولا شعر أشقر.. فالمدرب المميز في نظر الكثيرين هو المدرب الأجنبي لمجرد أنه مدرب أجنبي وهذه مشكلة حقيقية وتكشف لك الخلل الذي تعاني منه العقلية الكروية السودانية.. والعربية ايضاً.. فالظاهرة تشمل جميع الدول العربية.. وتظهر بشكل واضح في بعض الدول التي تختار الحكام الأجانب لإدارة المباريات الكبيرة.. رغم أن الأخطاء التي يرتكبها الحكام المحليين هي نفسها التي يرتكبها الحكام الأجانب ولكن الفرق الوحيد هو أن هذا حكم سعودي مثلاً وذاك حكم ياباني أو إيطالي.
المدرب في السودان مظلوم.. لأنه لا يجد الفرصة الكافية.. فالإقالة تتم في أسرع وقت.. وحتى عندما يجد الفرصة الكافية فإنه لا يجد الإنصاف.. وأبلغ مثال على ذلك الثنائي برهان تية ومحسن سيد وقبل ذلك صلاح محمد آدم.
برهان ومحسن جاءا للمريخ في توقيت صعب.. ورغم ذلك نجحا بشكل كبير في تقديم الإضافة.. فإذا تحدثنا بلغة المستويات فالمريخ مع هذا الثنائي قدم مستويات جيدة وأبلغ مثال على ذلك مباراة الهلال في نهائي كأس السودان والتي ظهر فيها الهلال بمظهر المسيطر على الكرة وظهر فيها المريخ بمظهر المسيطر (على الأوضاع).. وإذا تحدثنا بلغة الأرقام لا بد أن نشير إلى فوز المريخ ببطولة كأس السودان وقبل ذلك لا بد أن نشير إلى فوزه ببطولة شرق ووسط أفريقيا (سيكافا).. وبالرغم من رأيي القديم في بطولة سيكافا وتأكيدي على أنها بطولة ضعيفة وغير معترف بها إلا أن الفوز بهذه البطولة يُحسب ايضاً لهذا الثنائي لأنهما نجحا فيما فشل فيه العديد من المدربين الأجانب.
وفي بطولة الدوري الممتاز لم يخسر المريخ في فترة برهان ومحسن أي مباراة.. حتى المباراة الأخيرة أمام الهلال والتي دخلها الفريق الأزرق من أجل الثأر لخسارة مباراة كأس السودان لم يتذوق فيها المريخ طعم الخسارة.
ورغم كل ذلك عاد مجلس المريخ من جديد لمفاوضة المدربين الأجانب.. رغم أن تغيير المدربين المتواصل هو الذي أضر بالمريخ.. ورغم أن المدربين الأجانب لم يقدموا أي إضافة.. ليس لأنهم لا يمتلكون الإمكانيات.. ولكن لأن المدرب الأجنبي يحتاج لعام واحد على الأقل حتى يتأقلم مع الأوضاع العشوائية في الأندية السودانية وحتى يتأقلم اللاعبين على الطريقة التي يلعب بها.. ولكن مجلس المريخ لا يصبر لأن الجمهور لا يصبر.. المجلس والجمهور يريدان مدرباً يحمل عصا سحرية.. يأتي اليوم ويُحدث التغيير بسرعة البرق ويقود الفريق لمنصات التتويج في الموسم الأول.. وهذا الأمر لا يمكن أن يحدث وحتى إذا حدث فإنه يكون نتاج للصدفة.
مشكلة المريخ في مجلس الإدارة الذي لا يريد أن يفهم أن الإستقرار الفني هو مفتاح النجاحات.. فالمدرب الأجنبي لن يحقق أي إضافة مع الفريق إذا لم يتم التعاقد معه على أساس خطة بعيدة المدى.. يكفي فقط أن نشير إلى كروجر الذي قاد المريخ في ثلاث فترات ولكنه لم يستطع أن يقدم الإضافة لأنه لم يجد الأجواء المناسبة من ناحية ولم يجد الصبر من ناحية أخرى.
مجلس المريخ يريد التعاقد مع مدرب أجنبي وفي نفس الوقت يريد إستمرارية برهان تية ومحسن سيد وهو الأمر الذي لم يعجب برهان الذي أكد أنه لن يعمل كمدرب عام في حال تعاقد الفريق مع مدرب أجنبي لأن النجاح سيحسب للمدرب الأجنبي والفشل سيحسب على المدرب العام.. وبالتأكيد كلام برهان منطقي لأن هذه هي العقلية السودانية والعربية.. ولكن هل سيصمد برهان ويبقى على موقفه؟.. هذا هو السؤال.
عدد كبير من المدربين الأجانب دربوا المريخ والنتيجة صفر على الشمال إذا تعاملنا مع الأمر بمعايير البطولة الأفريقية.. وإذا نظرنا إلى نوعية لاعبي المريخ في الوقت الراهن فإننا سنصل إلى قناعة تتمثل في صعوبة تغيير هذه الصورة.. وحتى إذا ذهب الفريق لمرحلة أبعد من الدور التمهيدي أو دور ال32 فإنه غير مؤهل للفوز بالبطولة أو حتى الوصول للمباراة النهائية.. ونفس الأمر ينطبق على الهلال الذي عودنا على التأهل لدور المجموعات واحياناً الدور نصف النهائي ولكن دون أن يحقق اللقب.
بالتالي التفكير السليم هو إعطاء المدرب المحلي فرصته كاملة خصوصاً وأنه يعرف تماماً نفسية اللاعب السوداني ولا يحتاج إلى وقت ليتعرف على إمكانيات اللاعبين.. وإذا كان المدرب الأجنبي هو الشغل الشاغل لمجالس إدارات القمة يجب التعاقد معه لفترة ثلاث سنوات وعدم مطالبته بتحقيق النتائج في موسمه الأول وإنتظار الموسم الثاني.. غير ذلك سندور في نفس الفلك.. وسيتم الإطاحة بمدرب المريخ الأجنبي في منتصف الموسم كالعادة وحتى إذا لم يتم الإطاحة به في منتصف الموسم فإن نهاية الموسم ستكون نقطة النهاية.
