• ×
الخميس 25 أبريل 2024 | 04-24-2024
الواثق عبدالرحمن

همس الهتاف

الواثق عبدالرحمن

 0  0  1519
الواثق عبدالرحمن
حصاد الممتاز في شقه الاول
+ انتهت الدورة الاولى للدوري السوداني الممتاز ، تصدر المريخ ، وفي الحلق غصة وفي القلب حسرة فالند الازرق العتيق انتفض في خواتيم النصف الاول والهب مرمى محمد كمال بهدفين اقرنين ملحين احدهما من المنتج للمستهلك مباشرة ، الدعيع لكاريكا ، وعينك ما تشوف الا الانبراشة واستعادة ذكرى الانتفاضة الفلسطينية ، البعض حصب الملعب بالحجارة والآخرين غادروا ملعبهم متحسرين تلاحقهم هتافات الاهلة الميامين الذين احتلوا الاستاد ، مرقوا ، مرقوا ، مرقو .
+ يجري قطار الممتاز من مضمار لمضمار، سنة بعد سنة ، التجربة تستحق التقييم الصادق والدراسة المتأنية المستقصية ، جدواها ، نقاط النجاح ، ومواضع الفشل والاخفاق .
+ اولى ملامح المكاسب المجنية من التجربة تتمثل في الناحية الاجتماعية ، حيث يتواصل ابناء السودان لاعبين ومشجعين ومدربين وكافة منسوبي القطاع الرياضي مما يعزز ملامح الاقتراب والوحدة والتواصل الحميم بين ابناء الوطن الواحد ومعلوم سلفاً ان الرياضة هي الدبلوماسية الشعبية ووسيلة التواصل النضيد بين ابناء الدولة في الداخل من ثم اقتراب الشعوب من بعضها في البطولات الاقليمية والقارية والعالمية .
+ ومن ناحية عملية فان تجربة الممتاز تفيد في تلمس المواهب من المناطق المختلفة بدلاً من اللفة الطويلة حيث لا يصل اللاعب الى العاصمة الخرطوم حيث الضوء المسلط والبهارج والاحتفاءات الا بعد مسيرة طويلة في الميادبن المختلفة وكم من موهبة ماتت في مهدها لانها لم تجد من يكتشفها بعد ان غابت مسابقات الدورة المدرسية التي رفدت ملاعبنا وانديتنا بالنجوم الزواهر ، المرحوم سامي ومصطفى النقر والرشيد المهدية وعبده الشيخ وغيرهم كثير .
+ الممتاز ايضاً افاد في اكتشاف قدرات تحكيمية وادارية وكوادر نشطة يمكن ان تمثل رفداً لدواليب العمل الكروي السوداني ، وبالتأكيد فان الاحتكاك والانتقال من مدينة لاخرى والتعرض لظروف مختلفة وجماهير مختلفين وميادين وطقوس واجواء متباينة من شأنه اغناء التجربة وصقل الموهبة وتعزيز الثقة في النفس .
+ وفيما يتعلق بمأخذ الكثيرين على الممتاز انه بطولة يتنازع حولها الهلال والمريخ غالباً ويتركون للاخرين الاصطراع حول المركز الثالث فانه مردود على اصحابه فالعيب ليس في المنافسة وانما في فارق الامكانات المادية والبشرية وهو امر مألوف في دولة نظيرة ، وفي مصر القريبة يمثل الاهلي والزمالك حجري الزاوية الا من بعض مفاجات كما فعلت الموردة او اهلي مدني من قبل .
+ ومن مكاسب بطولة الممتاز اهتمام حكومات الولايات بالملاعب والمنافست الكروية فالتسليط الاعلامي المكثف ، والغيرة من الولايات المنافسة وعوامل كثيرة تسهم في زيادة اهتمام الوالي وحكومته بالملاعب وصيانتها وتأمينها .
+ كما ان الاتحادات الولائية تسعى هي الاخرى لتجميل صورتها وتجنب سيول النقد اللاذعة التي تنتاشها في الصحف الرياضية والصفحات المتخصصة في الصحف السياسية ، مع ابقاء العين مفتوحة على انتخابات الاتحاد العام والاقتراب من مناطق الضوء اللاهب .
+ يقول البعض ان حكام الولايات او بعضهم ضعيفي الامكانيات فاقدين للخبرة وان مستويات بعض المباريات تفوق مستوى خبرتهم لكن ذلك لا يلغي اجتهاد بعضهم وتقديمهم لسمتويات متقدمة ، وربما الوقت مناسب الآن للاهتمام بالكوادر التدريبية والتحكيمية في الولايات المختلفة وتأهيلها بشكل اكثر علمية وتقنية .
+ من المؤمل الآن ان تدخل الشركات الكبيرة والمؤسسات التجارية مضامير الاستثمار الرياضي ، وليس هناك ميدان اكثر رحابة من الممتاز لتحقيق ذلك ، وبدلاً من الانغلاق في مربع هلال مريخ لماذا لا نرى ديباجات الرشكات وشعاراتها على صدور ابناء الولايات خصوصاً من شركات الاتصالات الضخمة فالناس في بلادي لا تستخدم الموبايلات والسيارات ولوازمها في الخرطوم فقط .
+ واحدة من عيوب المنافسة عموماً عدم نضج تجربة الاحتراف فمازالت انديتنا تستجلب لاعبين ضعيفي المهارة ، يستفيدون منا ولا يفيدونا بشيء ، واذا كان الهلال والمريخ اكبر ناديين في البلاد غير مستفيدن من تجربة الاحتراف في البطولات الافريقية فهل نستجلب المحترفين للعب ضد امل عطبرة او اهلي مدني ، وحتى في اطار التنافس الداخلي تأمل اخي القاريء مباراة هلال مريخ الاخيرة حيث خرج سادومبا وامبيلي وحل محلهما بشة وكاريكا فكانت النتيجة تفوق ازرق ، استدر الامطار ، وعمت الافراح بلادنا الجميلة باندقة باندقة وراكوبة راكوبة .
هتاف اخير
هو هلال الملايين يظهر دائماً في الاوقات الصعبة ، نضيراً ، شاهقاً وكبيراً ، هلالي الهلا واتجمل ، محال عن حبه اتحول .
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : الواثق عبدالرحمن
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019