• ×
الخميس 25 أبريل 2024 | 04-24-2024
اكرم حماد

ظلام دامس.. ووجه مظلم

اكرم حماد

 1  0  1621
اكرم حماد
كما أفكر
أكرم حماد
الخسارة في كرة القدم السودانية لها وجوه عديدة.. فهناك الخسائر الكبيرة مثل خسارة المنتخب الأولمبي أمام نظيره المصري بخماسية نظيفة ومثل سقوط المنتخب الأول أمام جنوب أفريقيا في الخرطوم بثلاثية ومثل خسائر الهلال والمريخ التي وصلت إلى الرقم خمسة مع الهلال والرقم سبعة مع المريخ.. وهناك الخسائر التي يتعامل معها البعض بإعتبار أنها خسائر بشرف مثل خسارة مباراة الأمس أمام جنوب أفريقيا بهدفين لهدف.. وهناك خسائر من نوع آخر وهي الإنتصارات غير المفيدة.. مثل فوز منتخبنا الوطني على نيجيريا بهدف ومثل الفوز على زامبيا في مباراة مساوي الشهيرة وبالإضافة إلى ذلك فوز الهلال على الزمالك في الجولة الأخيرة من دور المجموعات.
شكل الأداء نفسه يتفاوت من مباراة لأخرى ولكن المحصلة النهائية واحدة.. ففي بعض الاحيان ينهار الفريق أو المنتخب السوداني منذ البداية.. وفي أحيان أخرى يبدأ بقوة ويظهر بشكل حماسي جيد ثم يأخذ (المعلوم) في الشوط الثاني.. في النهاية الخسارة سودانية.
هذا هو واقع الكرة السودانية.. وهو واقع طبيعي لأن فاقد الشيء لا يعطيه.. فلا يمكن أن تتوقع أي شيء من لاعبين أقل فنياً من لاعبي المنتخبات أو الأندية الأخرى.. فكرة القدم (ما رجالة).. كرة القدم إمكانيات.. وهذه الإمكانيات تدخل فيها المدارس السنية التي تحدثنا عنها عشرات المرات.. أو فلنقل رعاية الموهبة بشكل إيجابي منذ الصغر.
بالأمس خسر المنتخب أمام جنوب أفريقيا ليفقد رسمياً الأمل في التأهل لنهائيات غينيا الإستوائية.. وهو أمر متوقع بالنسبة لي.. وقد كتبتُ قبل المباراة وبوضوح شديد عن إفتقاد المنتخب لأي حظوظ وقلتُ لا داعي لخداع النفس فالمنتخب لا يمتلك فرصة للتأهل فقد خرج من حسابات التأهل بمجرد خسارته من نيجيريا وأشرتُ إلى أن الحديث ورغم أنه عن بصيص أمل إلا أن الواقع يؤكد أن الموضوع لا يخرج عن كونه بصيص سراب.
أخطاء الدفاع كانت كثيرة.. ولكن المشكلة لم تكن في الدفاع فقط حتى يتم التركيز فيه أو عليه.. المشكلة في نوعية اللاعب السوداني والتي تصطدم بنوعية لاعبين أفضل.. فبالأمس لم نشاهد خط الوسط يلعب بشكل جيد حتى نلوم الدفاع.. ولم نشاهد هجوماً قوياً حتى نترك كل شيء ونركز على أخطاء الدفاع.. المنظومة كلها فيها خلل.. منظومة المنتخب.. ومنظومة الكرة السودانية.
من شاهد أداء لاعبي منتخبنا الأولمبي أمام نظيره المصري يمكنه أن يتساءل.. هل لاعبي منتخبنا الأولمبي يلعبون نفس الكرة التي يلعبها لاعبي المنتخب المصري؟.. ومن شاهد مباراة الأمس يمكنه أن يوجه سؤالاً آخر.. هل بكري المدينة هذا هو المهاجم الذي أثار ضجة بإنتقاله للمريخ وكتبت عنه الصحف السودانية ما لم تكتبه الصحف البرازيلية في نيمار.. بإختصار.. الكرة السودانية فاشلة ولن تتقدم وستدور في نفس الفلك طالما كانت العقلية متأخرة.. ومريضة.


مصر.. الجانب المظلم من القمر
في الوقت الذي كان فيه لاعبو المانيا يمزقون شباك البرازيل كان الشعور الجماهيري العالمي العام هو الذهول.. لأن البرازيل في العقل الجمعي هي البرازيل.. منتخب كبير له هيبته وإسمه اللامع.. بغض النظر عن أي شيء.. لهذا كان إنهيار البرازيل في الشوط الأول مدهشاً.. وزاد الشوط الثاني طين الدهشة بلة لأنه شهد هدفين إضافيين لتنتهي المباراة بسباعية.
ولكن بعد مرور فترة.. وبقليل من التأمل في خسارة البرازيل ستصل إلى أن كرة القدم لا مقاييس دقيقة تحكمها.. فمن ينتصر اليوم على فريق كبير برباعية قد يخسر في الاسبوع المقبل أمام فريق صغير بثنائية.. ومن يسيطر في هذه الفترة ويتم تصنيفه بأنه النادي أو المنتخب الأفضل قد تجور عليه الأيام ويتراجع إلى الخلف في فترة أخرى.. وهذا هو ما حدث مع مانشستر يونايتد.. ومع المنتخب المصري ايضاً.
المنتخب المصري الذي صنع الحدث في الفترة من 2006 إلى 2010 بفوزه بكأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات رغم وجود عدد من المنتخبات التي تضم عدداً كبيراً من المحترفين مثل كوت ديفوار والكاميرون ونيجيريا.. وهو إنجاز لافت لأن الصعوبة ليست في الفوز باللقب وإنما في المحافظة عليه.
ولكن لأنها كرة القدم فقد تراجع المنتخب المصري بشكل واضح لدرجة أنه أصبح يعاني في التأهل لنهائيات البطولة التي كان يفوز بها.. وبعد أن فاز باللقب ثلاث مرات على التوالي ها هو يفشل في التأهل للنهائيات ثلاث مرات على التوالي.. والفشل الثالث تأكد بالأمس بالخسارة أمام السنغال في القاهرة بهدف بيرام ضيوف.
لا أستطيع أن أتحدث عن الواقع المصري على أساس أنه واقع غريب لأن الظروف السياسية التي مرت وتمر بها مصر تسببت بشكل غير مباشر في هذا الفشل.. وهناك سبب آخر مباشر وهو نوعية اللاعبين أنفسهم.. فتشكيلة مباراة الأمس ضمت أسماء مثل علي جبر وصبري رحيل ومحمد النني ومحمود حسن تريزيقيه وعرفة السيد.. ونوعية هؤلاء اللاعبين أقل كثيراً من نوعية اللاعبين الذين قادوا المنتخب لتحقيق الثلاثية لسببين.. الأول لأن الخبرة أقل.. الثاني لأن الموهبة نفسها أضعف.. نظرة بسيطة لأسماء ابوتريكة والحضري وأحمد حسن ستكشف لك الفوارق الكبيرة بين المنتخب الناجح وبين المنتخب الذي إمتلك (مقومات الفشل).
أختم من حيث بدأت بالعودة لسباعية البرازيل.. فقد قال مدرب الأرجنتين سابيلا بعد تلك المباراة (كرة القدم هي اللعبة الأقل منطقية وتشهد مفاجآت أكثر من أي رياضة أخرى).. وأنا أقول كرة القدم هي اللعبة الأكثر جنوناً.. يكفي أن نشير إلى أن ليفربول كان في المركز السابع في الموسم (قبل الماضي) ثم كاد أن يفوز باللقب في الموسم الماضي.. وبالمقابل كان يونايتد بطلاً في الموسم (قبل الماضي) ثم إنتهى به الأمر سابعاً في الموسم الماضي.





امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اكرم حماد
 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    ابوحنين ال شريف 11-16-2014 06:0
    كاتب واقعي نحتاج اليه في زمن الضياع والانبطاح . يديك العافية الاستاذ أكرم
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019