• ×
الخميس 18 أبريل 2024 | 04-17-2024
اكرم حماد

الحقيقة والسراب

اكرم حماد

 0  0  2244
اكرم حماد
كما أفكر
أكرم حماد
الحقيقة والسراب
قبل إنطلاقة المباراة الودية لمنتخبنا الأولمبي أمام نظيره المصري بدقائق سأل مراسل قناة إم بي سي مصر المدرب العام للمنتخب محسن سيد عن إمكانية أن ينعكس خلو قائمة المنتخب الأولمبي من اللاعبين المحترفين سلباً على مشوار المنتخب.. محسن سيد أكد أن هذا الأمر لن يؤثر على المنتخب وأشار إلى المنتخب الأول نفسه لا يضم لاعبين محترفين.. ثم قال للمراسل نمتلك لاعبين موهوبين وستشاهد بنفسك هذا الأمر بعد قليل (في إشارة للمباراة الودية نفسها).
لن أتحدث عن المستوى الذي قدمه لاعبي المنتخب الأولمبي لأن النتيجة وحدها تعبر عن المستوى فقد إنتهت المباراة بخماسية نظيفة للمنتخب الاولمبي المصري.. بمعنى أن المنتخب لم يعرف كيف يدافع ولم يعرف كيف يهاجم.
ورغم أن المباراة كانت ودية إلا أنها كشفت الفوارق الكبيرة بين شباب السودان ومصر في المستوى وحتى في القدرة على التعبير.. فقبل المباراة إلتقى مراسل القناة بعدد من لاعبي منتخبنا الأولمبي فلم يقولوا أي جملة مفيدة في الوقت الذي تحدث فيه لاعبو مصر بأريحية وبإنسيابية.
لا نظلم لاعبي المنتخب الاولمبي لأن الفوارق أساساً كبيرة بين الكرة السودانية والمصرية ولأن المشكلة ليست في هؤلاء اللاعبين وإنما في الأساس المفقود.. فالكرة السودانية وكما كتبنا عشرات المرات لن تتطور بدون وضع خطة بعيدة المدى أساسها اللاعبين الصغار.
المنتخب الأولمبي خسر بخماسية مع الرأفة واليوم سيلتقي المنتخب الأول بنظيره الجنوب أفريقي في مباراة الفرصة الواحدة.. فالمنتخب إذا أراد الحفاظ على بصيص الأمل فلا بد أن ينتصر.. ولكن المشكلة هي أن المباراة أمام منتخب ليس بالسهل وما يزيد من صعوبة المهمة مواجهة هذا المنتخب في ملعبه ووسط جماهيره الغفيرة.. علماً بأن هذا المنتخب فاز على منتخبنا الوطني بثلاثية في الخرطوم.
المنتخب يمتلك ثلاث نقاط فقط من أصل أربع مباريات فقد خسر أمام جنوب أفريقيا ونيجيريا والكونغو وفاز على نيجيريا في الخرطوم بهدف المدينة.. وهو الآن في المركز الأخير.. بمعنى أن حظوظه بالحسابات النظرية أصبحت شبه منعدمة ولكن بالحسابات العملية هناك بصيص أمل.
لستُ من أنصار نظرية التشاؤم.. ولكنني ورغم إيماني بأن كرة القدم ليست علم صحيح إلا أنني لا أرى أن المنتخب يمتلك فرصة للتأهل.. فقد خرج المنتخب من حسابات التأهل بمجرد خسارته من نيجيريا.. وهذا السيناريو شاهدناه كثيراً مع المنتخبات والأندية السودانية.. البداية تكون سيئة.. ثم تحقيق فوز في منتصف الطريق ينعش الآمال.. ثم إخفاق في النهاية.. وهذا (غالباً) هو ما سيحدث اليوم بالخسارة أو التعادل أمام جنوب أفريقيا وبالتالي فقدان الأمل رسمياً.. لأن الفوز على هذا المنتخب في عقر داره ورغم أنه أمر غير مستحيل بحسابات كرة القدم إلا أنه صعب وصعب جداً مع هؤلاء اللاعبين.. مع الإشارة إلى نقطة مهمة وهي أن المنتخب وحتى يتأهل لا بد أن يفوز على جنوب أفريقيا والكونغو ثم ينتظر أن تخدمه نتائج المجموعة.. بمعنى أن التأهل ليس في يده.
ربما يكون هناك بصيص أمل.. ولكنني أرى الأمل سراباً للكثير من الأسباب.. لهذا يمكن أن نقول منتخبنا الوطني يمتلك (بصيص سراب).. وهذه ليست دعوة للتشاؤم.. وإنما دعوة لعدم خداع النفس.. فالمنتخب الذي يجمع ثلاث نقاط من أصل أربع مباريات في مجموعة تضم نيجيريا وجنوب أفريقيا والكونغو.. ويضم لاعبين متذبذبي المستوى.. لا يمكن أن تراهن عليه.



كأس الخليج.. مدرجات خالية وعقول ممتلئة
تلقت اللجنة المنظمة لبطولة خليجي 22 ضربة قوية بسبب عزوف الجماهير السعودية عن حضور مباراة الإفتتاح التي جمعت السعودية وقطر رغم القرار الذي إتخذته قبل ساعتين من المباراة بفتح أبواب ملعب الملك فهد بالمجان لإغراء الجمهور بالحضور علماً بأن أسعار التذاكر المعلنة مسبقاً كانت زهيدة.
اللجنة المنظمة لم تقرأ الملعب جيداً.. (ملعب سبب غياب الجمهور).. فقيمة التذكرة لم تكن عائقاً بالنسبة للمشجع السعودي حتى يتم فتح الملعب بالمجان.. وبالإضافة إلى ذلك لم يكن التعصب للأندية سبباً رئيسياً لغياب الجمهور كما يروج البعض.. حتى خسارة الهلال في نهائي كأس آسيا لا علاقة لها بغياب الجمهور.. الموضوع أكبر من ذلك.
بطولة الخليج فقدت الكثير من الزخم لأن العقلية تطورت.. ففي السابق كان الجمهور والإعلام الخليجي يتعامل مع البطولة وكأنها بطولة رسمية رغم أنه يعلم أنها غير رسمية وغير معترف بها من الإتحاد الدولي لأن سقف الطموحات كان ضعيفاً.. بإعتبار أن المنافسة على التأهل لمنافسات حقيقية مثل كأس العالم كان صعباً.. حالياً المنتخبات الخليجية تفكر في الفوز بكأس الأمم الآسيوية والتأهل إلى المونديال بشكل جاد.. وبالإضافة إلى ذلك تطورت اللعبة وأصبح الجمهور السعودي يعرف الفرق بين مواجهة منتخبات مثل منتخب استراليا أو اليابان في تصفيات أو نهائيات كأس آسيا وبين مواجهة اليمن أو البحرين في بطولة خليجية حُبلى بالحساسيات.
المسألة مسألة تفاوُت في العقلية.. والدليل على ذلك هو إمتلاء المدرجات عن آخرها عندما نظمت البطولة اليمن.. لأن تنظيم بطولة بها منتخبات مثل السعودية والعراق لدولة متواضعة كروياً مثل اليمن يعني الكثير بالنسبة للجمهور اليمني الذي يعشق في الأساس الدوري السعودي ويتابع الدوري القطري والاماراتي ويحفظ أسماء نجوم العراق.. حتى في هذه البطولة كان الجمهور اليمني أكبر من الجمهور السعودي نفسه.
وبالمقابل تختلف عقلية المشجع السعودي.. فالمشجع السعودي وصل إلى قناعة مفادها أن بطولة كأس الخليج بطولة إقليمية غير معترف بها دولياً رغم المحاولات البائسة لإكسابها صفة الدولية بدعوة بلاتير لحضور حفل ومباراة الإفتتاح وبالإضافة إلى ذلك أصبح ينظر لها على أساس أنها بطولة فقدت البريق رغم المحاولات التلميعية من القنوات الناقلة.. ولا ننسى نوعية اللاعبين.. ففي السابق كان وجود فهد الغشيان وسعيد العويران ويوسف الثنيان وسامي الجابر في الملعب كافياً لإمتلاء المدرجات بالجماهير ولكن اليوم ورغم أنه لا توجد أزمة مواهب في السعودية ولكن توجد أزمة (نجوم).
لو كانت البطولة هي بطولة كأس الأمم الآسيوية لإختلف الوضع الجماهيري تماماً لأن قيمة البطولة أكبر ولأنها بطولة رسمية بل البطولة الأولى في القارة وبالتالي يحلم أي منتخب آسيوي بالفوز بها.
بإختصار المدرجات شبه خالية لأن عقول الجماهير السعودية أصبحت ممتلئة.. فالبطولة لم تعد لها قيمة كما السابق وفقدت الكثير من البريق وأغلب المنتخبات تتعامل معها بإعتبار أنها إعداد لكأس آسيا لهذا لم يعرها الجمهور الإهتمام الكافي.. وهو تفكير منطقي وعقلاني.. ورغم كل ذلك أتوقع أن يرتفع عدد الحضور في المباريات القادمة بشكل نسبي خصوصاً وأن جماهير المنتخبات الأخرى أكثر شغفاً من جماهير البلد المنظم.. وقد ظهرت ملامح التحسُن من خلال مباراة الإمارات وعمان أمس والتي شهدت حضواً جماهيراً مقبولاً.. مع التأكيد على أن وصول المنتخب السعودي للمباراة النهائية هو السبيل الوحيد لضمان حضور جماهيري (سعودي) كبير.



إيبولا.. نهاية صداع وبداية صراع

أسند الإتحاد الأفريقي لكرة القدم بالأمس تنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية لغينيا الإستوائية ليضع حداً للجدل الذي صاحب إعتذار المغرب عن إستضافة البطولة.. المغرب التي طالبت بالتأجيل حتى شهر يناير من عام 2016 أو شهر يونيو من العام القادم على أقل تقدير بسبب خوفها من إنتقال فيروس إيبولا القاتل والذي تسبب في وفاة ما يقرب من خمسة آلاف شخص في منطقة غرب أفريقيا.
غينيا الإستوائية (التي إستضافت البطولة في 2012 بالمشاركة مع الجابون) أنقذت الإتحاد الأفريقي بقبولها التنظيم.. وربما حفظت ماء وجهه.. ولكنها بالمقابل لم تبدد المخاوف المتعلقة بإنتشار الفيروس رغم أنها خالية تماماً من إيبولا.. فالمعلومات تؤكد أنه لم يتم الإعلان بشكل رسمي عن أي حالة إيبولا في هذا البلد منذ أن ضرب الفيروس القاتل غرب أفريقيا والحالة الوحيدة كانت إشتباه لمواطن من تشيلي وقد عاد إلى بلاده ولم تثبت إصابته بشكل رسمي.
شخصياً أرى أن صحة الإنسان أهم بمراحل من قيام بطولة حتى ولو كانت هذه البطولة كأس العالم دعك من كأس الأمم الأفريقية.. لهذا إحترمتُ جداً قرار المغرب لأنه إتخذ القرار السليم وبشجاعة لأن (درء المفاسد أولى من جلب المصالح).. وكنتُ أتمنى أن يستجيب الإتحاد الأفريقي لصوت العقل ويلغي البطولة طالما أن هناك فيروس خطير قابل للإنتشار خصوصاً وأن هناك عدد كبير من المشجعين من بلاد الوباء سيسافرون إلى الدولة التي ستستضيف البطولة وحينها ومع هذا التجمع الكبير (ربما) ينتشر الفيروس مع الإشارة إلى أنه في عام 95 حُرمت نيجيريا من إستضافة كأس العالم للشباب بسبب إنتشار وباء الكوليرا وتم إسناد تنظيم البطولة لدولة قطر.. وطالما أن البطولة في أفريقيا وإيبولا ايضاً في أفريقيا فالإلغاء كان هو القرار السليم ولكن للأسف لم يتم الإلغاء.
نعود ونقول إنتهى صداع إختيار البلد المنظم وسيبدأ صراع إطلاق سراح النجوم الذين يلعبون في أوروبا.. فالأندية الأوروبية كانت تضغط من الأساس من أجل إلغاء أو تأجيل البطولة حتى تستفيد من نجومها الأفارقة في فترة يناير وبداية فبراير ولكن البطولة بعد إختيار غينيا الإستوائية ستقام في موعدها.. والآن سيأخذ الصراع منحى آخر وهو خوف هذه الأندية (المبرَر) على لاعبيها من الإصابة بالفيروس لهذا ربما ترفض بعض الأندية إطلاق سراح نجومها الأفارقة وهذه المرة قد يكون لديها حجة أو مبرر للتمسك بنجومها علماً بأن الكثير من الأندية الأوروبية تنظر بعين السخط لتوقيت هذه البطولة لأنه يأتي في الوقت الذي تبلغ فيه المنافسة في الدوريات ذروتها.









امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اكرم حماد
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019