• ×
الخميس 25 أبريل 2024 | 04-24-2024
نهلة العوني

الغيرة الزوجية والأميرة الفاتنة

نهلة العوني

 0  0  8938
نهلة العوني




كم يسعد الفرد عندما يشعر كل منهما ان هنالك شخصا يخاف عليه ويشتاق إليه ويحتكر حبه واهتمامه، ويهتم به، خصوصا حينما يوجد هذا الشعور لدى أحد الزوجين أو كلاهما، فهو شعور جميل وطيب وفيه شيء من الطمأنينة والأمان.
كما أن رفض أي طرف مشاركة احد له بشريكه أمر طبيعي وقد يكون دليلا قاطعا على قوة المشاعر فالغيرة الايجابية خلق كريم قد أعلى الإسلام قدرها وأشاد بذكرها سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة رضي الله عنها : " أغرت فتعجبت وقالت:؟ ومالي أن لا يغار مثلي على مثلك "، ولكنها قد تنعكس سلبا على علاقة الشريك بشريكته إذا تحولت إلى غيره سلبية شديدة ومبالغ فيها وكثير منا لا يستطيع السيطرة على نفسه وإخفائها فهي من أصعب المشاعر على الزوجين التي تنشأ إذا بدر من احد الطرفين سلوك غير معتاد فيدفع الطرف الآخر للإسراف في تقصي كل الحركات والسكنات وهنالك تصرفات كثيرة تولد هذه المشاعر ومنها على سبيل المثال الخروج من المنزل لفترات طويلة والعودة متأخرا والتخلي عن بعض الواجبات والحقوق والاهتمام بالمظهر غير المعتاد ونجاح احد الطرفين بعمله وانشغاله به قد يعطي الطرف الآخر أساس بالنقص يولد هذا الإحساس وقد تتحول إلى حالة اضطراب عقلي اذا اعتقد احد الزوجين ان الطرف الآخر له علاقة مع طرف دون اي دليل يؤكد هذه الادعاءات اذا اقتحم هذا الفيروس قلعة الحياة الزوجية فسيهدمها ويعكر صفوها ويحولها إلى سلسلة من الاضطرابات والتوترات وسيكون مصدر قلق وخطر خاصة اذا استمر فترة طويلة دون ان يستوعب كلا الطرفين أسباب ودافع هذه المشاعر فالإسلام لآدابه العالية نهى عن سوء الظن من دون مبرر وموجب وحذر من الاستجابة للوساوس والأوهام التي يكون مصدرها الشيطان فالغيرة شيء طبيعي وفطري داخل كل فرد منا والزوج الذي لا يغار على زوجته سماه الرسول صلى الله عليه وسلم الديوث الذي ليس لديه غيرة ورجولة ولكن حتى لا نترك هذا الخيال يسيطر علينا ويتحكم فينا ويهدم قصرنا الذهبي الذي اخذ منا سنوات لتشيده يهدم بنفس الأيدي التي شيدته فالثقة مطلوبة بين الزوجين فينبغي مراعاة كل طرف لمشاعر الآخر ومراعاة الآداب التي نصت عليها الشريعة بتجنب اي فعل يوقع الإنسان في شبهة وأن يلتزم الطرفان بالمصارحة والوضوح في تعاملاتهما فيجب أن تستند الغيرة إلى وقائع وأن نقدر الأشياء الحقيقية التي يجلبها الزواج وتكون غيرتنا في حدود الاعتدال والبعد عن المنقصات والتصرفات التي تثير شك الطرف الآخر ونركز كيف نسعد أنفسنا وفق إمكاناتنا الخاصة أيا كانت فالزواج ليس ان نحيا أبدية سعيدة مع الأمير أو الأميرة الفاتنة كما صورته خرافة الحب الرومانتيكي انه عملية طويلة مشتركة بين شخصين قد يختلفا في النشأة والمزاج والوراثة ينمو بينهما تدريجيا التفاهم المتبادل بين كائنين لكل محاسنه ونقائصه وكثيرون يفوتهم نصيبهم من السعادة ليس لأنهم لم يجدوها بل لم يتوقفوا ليستمتعوا بها فهي هدية يستحقها أولئك الذين يفتحونها، لأجل حياة نافعة سعيدة لنجعل الأنانية عطاء والإخلاص وفاء لتحقيق الغاية التي شرع لأجلها رباط المودة والرحمة والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
* إعلامية مقيمة بالسعودية

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : نهلة العوني
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019