• ×
السبت 20 أبريل 2024 | 04-19-2024
احمد الفكي

الاسكتلنديون كفى بجنوب السودان واعظاً

احمد الفكي

 2  0  1797
احمد الفكي
هل ينسى شعب السودان اتفاقية نيفاشا التي تمخض عنها انفصال جنوب السودان عن أرض المليون ميل مربع من منطلق حق تقرير المصير؟ . وهل كانت هي مسرحية سياسية دبَّر لها الغرب كامل فصولها و مشاهِدها ليضحك بها على أهل السودان بأنَّ الوحدة قائمة لا محالة و ذلك بضمان تواجد زعيم التمرد وقتها جون قرنق الذي كان ينادي بالوحدة و عدم الانفصال وهو من وقعَّ على سيناريو و صفحات الاتفاقية ؟. ليختفي أحد أهم فصول المسرحية عن عرضه على خشبة المسرح السياسي و المتمثل في مقتل جون قرنق قبل انتهاء مدة الاتفاقية التي يكون بعدها الاستفتاء حول تقرير المصير إما بالوحدة أو الانفصال .
فكان مقتل قرنق و بعده تحولت إرادة زعماء الجنوب بمساعدة الغرب على إزكاء نزعة الانفصال , لتتحول الإرادة الجنوبية بكاملها صوب ناحية الانفصال الذي وقع على أرض الواقع ولم يستفد منه جنوب السودان الذي غرق في مشاكله و حربه الأهلية . بالرغم من البشائر الاقتصادية التي عمت كامل قطر السودان وهو في كامل وحدته قبل الانفصال المتمثلة في ظهور الذهب الأسود . ليطمع أهل الجنوب بمساعدة الغرب في الثروة و يشجعون و يصوتون للانفصال الذي تم بحجة الاستقلال كأنهم كانوا يعيشون في عصر استعمار . فكانت دولتهم الحديثة وهم قد خُدعوا فيما اتخذوه من قرار , والمتابع للوضع من حقه أن يسأل أين دولة جنوب السودان في خارطة العالم السياسي و الاقتصادي , رغم ذلك البترول لم تزل دولة جنوب السودان ترتدي جلباب الفقر .
قد يقول قائل نعم لانفصال الجنوب عن الشمال مبرراً بأذرع اختلاف نوعي ديمغرافي اجتماعي رغم عدم ظهور الفرقة الاجتماعية طيلة ظهور خارطة السودان للعالم لاسيَّما والشعار المرفوع وحدة في تنوع .
الشعب الاسكتلندي الذي يُشاركه الإيرلندي و الويلزي واللندني لم يفرق أحد يوماً ما بينه و بين أفراد شعب المملكة المتحدة والكل يقول هذا بريطاني والدليل مشاهير المملكة المتحدة وليم شكسبير , تشارلس ديكنز , برناد شو , آدم سميث , اللورد كينز .
لقد عرف الاسكتلنديون مخاطر الانفصال و الفرقة والشتات فتنادوا نحو الوحدة . فها هم قد حسموا خيارهم ما بين الاستقلال و الوحدة فكان خيار الوحدة هو الخيار الغالب . فقد تهافتوا يوم الخميس 18 سبتمبر 2014م من غلاسكو إلى أدنبرة للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء التاريخي حول استقلال اسكتلندا الذي يؤدي لانفصالها عن المملكة المتحدة و قيام دولة جديدة في أوروبا .
جاءت النتيجة التي حملت عبارة كفى بجنوب السودان واعظاً . فلم يكن الانفصال ولم يكن التدخل الغربي كما حدث في استفتاء جنوب السودان . بل كان العقل الاسكتلندي حاضراً والذهن متفتحاً فرجحت حملة وزير المالية البريطاني اليستير دارلينغ الرافضة للاستقلال , كفة رئيس الوزراء الاسكتلندي إليكس سالموند زعيم الاستقلاليين , فكانت النتيجة التي ظهرت صباح الجمعة 19 سبتمبر 2014م نعم لوحدة اسكتلندا ضمن خارطة المملكة المتحدة . لما في الوحدة من قوة و خير عظيم , فكانت أول بشائر تلك الوحدة بعد الاستفتاء زيادة قوة الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي .
بعد مرور تلك السنوات هل من ندمٍ أصاب زعماء دولة جنوب السودان على اختيارهم الانفصال ؟
و يبقى السؤال لماذا انفصل جنوب السودان عن السودان ولم تنفصل اسكتلندا عن المملكة المتحدة ؟
* آخر الأوتاد :
حقيقة في اختيارهم للوحدة قد أدرك الاسكتلنديون إنَّما يأكل الذئب من الغنم القاصية .
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : احمد الفكي
 2  0
التعليقات ( 2 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    أبوعثمان 09-21-2014 12:0
    ماشاء الله يا أستاذ أحمد رياضى وإقتصادى وسياسى بسحروك المابشبهوك نعم الفرق بين جنوب السودان وأسكتلندا فرق شاسع فى الوعى باهمية الوحدة ورغم فارق الثقافة إلا أن شعب جنوب السودان لو ترك لحاله لأختار الوحدة على الإنفصال ولكن التآمر الغربى هو السبب وكما تذكر أستاذنا أحمد عندما أعلن الإنفصال نظم السودان بطولة الشان عام 2011 بالخرطوم وأحضر لنا الغرب عيسى حياتو رئيس الكاف وبلاتر رئيس الفيفا وبلاتينى رئيس الإتحاد الأوربى وبن همام رئيس الإتحاد الآسيوى لم يحضر قادة الرياضة للخرطوم من أجل الإستمتاع بمقرن النيلين ولكن حضروا لحاجة فى نفس الصليبين والضهاينة
  • #2
    سيف الدين خواجة 09-21-2014 11:0
    استاذ احمد كما قلت كان العقل حاضرا هناك ومغيب هنا حيث تغلبت العاطفه شمالا وجنوبا ثم اننا في الشمال طيلة فترة الاختبار لم نعمل من اجل الوحده وفيما قاله وزير المالية شيخ المك لعلي عثمان عام 2005بان يكون احتياطي لمجابهة الانفصال فرفض شيخ علي فكرة الانفصال وهو واقعيا يعمل لها فكان رد شيخ المك علي اي حال تكوين احتياطي لن يصرنا في الحالين والا سيبرتفع الدولار الي اكثر من7جنيه ونتيجتها احالوه للصالح ..يا عزيزي السودان لا يعدم العقول ولكن يعدم انظر بالبصيرة للقابضين علي السلطة او كما قال لنا الطيب صالح حكامنا علماء بدون بصيرة !!!
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019