هل ينسى شعب السودان اتفاقية نيفاشا التي تمخض عنها انفصال جنوب السودان عن أرض المليون ميل مربع من منطلق حق تقرير المصير؟ . وهل كانت هي مسرحية سياسية دبَّر لها الغرب كامل فصولها و مشاهِدها ليضحك بها على أهل السودان بأنَّ الوحدة قائمة لا محالة و ذلك بضمان تواجد زعيم التمرد وقتها جون قرنق الذي كان ينادي بالوحدة و عدم الانفصال وهو من وقعَّ على سيناريو و صفحات الاتفاقية ؟. ليختفي أحد أهم فصول المسرحية عن عرضه على خشبة المسرح السياسي و المتمثل في مقتل جون قرنق قبل انتهاء مدة الاتفاقية التي يكون بعدها الاستفتاء حول تقرير المصير إما بالوحدة أو الانفصال .
فكان مقتل قرنق و بعده تحولت إرادة زعماء الجنوب بمساعدة الغرب على إزكاء نزعة الانفصال , لتتحول الإرادة الجنوبية بكاملها صوب ناحية الانفصال الذي وقع على أرض الواقع ولم يستفد منه جنوب السودان الذي غرق في مشاكله و حربه الأهلية . بالرغم من البشائر الاقتصادية التي عمت كامل قطر السودان وهو في كامل وحدته قبل الانفصال المتمثلة في ظهور الذهب الأسود . ليطمع أهل الجنوب بمساعدة الغرب في الثروة و يشجعون و يصوتون للانفصال الذي تم بحجة الاستقلال كأنهم كانوا يعيشون في عصر استعمار . فكانت دولتهم الحديثة وهم قد خُدعوا فيما اتخذوه من قرار , والمتابع للوضع من حقه أن يسأل أين دولة جنوب السودان في خارطة العالم السياسي و الاقتصادي , رغم ذلك البترول لم تزل دولة جنوب السودان ترتدي جلباب الفقر .
قد يقول قائل نعم لانفصال الجنوب عن الشمال مبرراً بأذرع اختلاف نوعي ديمغرافي اجتماعي رغم عدم ظهور الفرقة الاجتماعية طيلة ظهور خارطة السودان للعالم لاسيَّما والشعار المرفوع وحدة في تنوع .
الشعب الاسكتلندي الذي يُشاركه الإيرلندي و الويلزي واللندني لم يفرق أحد يوماً ما بينه و بين أفراد شعب المملكة المتحدة والكل يقول هذا بريطاني والدليل مشاهير المملكة المتحدة وليم شكسبير , تشارلس ديكنز , برناد شو , آدم سميث , اللورد كينز .
لقد عرف الاسكتلنديون مخاطر الانفصال و الفرقة والشتات فتنادوا نحو الوحدة . فها هم قد حسموا خيارهم ما بين الاستقلال و الوحدة فكان خيار الوحدة هو الخيار الغالب . فقد تهافتوا يوم الخميس 18 سبتمبر 2014م من غلاسكو إلى أدنبرة للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء التاريخي حول استقلال اسكتلندا الذي يؤدي لانفصالها عن المملكة المتحدة و قيام دولة جديدة في أوروبا .
جاءت النتيجة التي حملت عبارة كفى بجنوب السودان واعظاً . فلم يكن الانفصال ولم يكن التدخل الغربي كما حدث في استفتاء جنوب السودان . بل كان العقل الاسكتلندي حاضراً والذهن متفتحاً فرجحت حملة وزير المالية البريطاني اليستير دارلينغ الرافضة للاستقلال , كفة رئيس الوزراء الاسكتلندي إليكس سالموند زعيم الاستقلاليين , فكانت النتيجة التي ظهرت صباح الجمعة 19 سبتمبر 2014م نعم لوحدة اسكتلندا ضمن خارطة المملكة المتحدة . لما في الوحدة من قوة و خير عظيم , فكانت أول بشائر تلك الوحدة بعد الاستفتاء زيادة قوة الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي .
بعد مرور تلك السنوات هل من ندمٍ أصاب زعماء دولة جنوب السودان على اختيارهم الانفصال ؟
و يبقى السؤال لماذا انفصل جنوب السودان عن السودان ولم تنفصل اسكتلندا عن المملكة المتحدة ؟
* آخر الأوتاد :
حقيقة في اختيارهم للوحدة قد أدرك الاسكتلنديون إنَّما يأكل الذئب من الغنم القاصية .
فكان مقتل قرنق و بعده تحولت إرادة زعماء الجنوب بمساعدة الغرب على إزكاء نزعة الانفصال , لتتحول الإرادة الجنوبية بكاملها صوب ناحية الانفصال الذي وقع على أرض الواقع ولم يستفد منه جنوب السودان الذي غرق في مشاكله و حربه الأهلية . بالرغم من البشائر الاقتصادية التي عمت كامل قطر السودان وهو في كامل وحدته قبل الانفصال المتمثلة في ظهور الذهب الأسود . ليطمع أهل الجنوب بمساعدة الغرب في الثروة و يشجعون و يصوتون للانفصال الذي تم بحجة الاستقلال كأنهم كانوا يعيشون في عصر استعمار . فكانت دولتهم الحديثة وهم قد خُدعوا فيما اتخذوه من قرار , والمتابع للوضع من حقه أن يسأل أين دولة جنوب السودان في خارطة العالم السياسي و الاقتصادي , رغم ذلك البترول لم تزل دولة جنوب السودان ترتدي جلباب الفقر .
قد يقول قائل نعم لانفصال الجنوب عن الشمال مبرراً بأذرع اختلاف نوعي ديمغرافي اجتماعي رغم عدم ظهور الفرقة الاجتماعية طيلة ظهور خارطة السودان للعالم لاسيَّما والشعار المرفوع وحدة في تنوع .
الشعب الاسكتلندي الذي يُشاركه الإيرلندي و الويلزي واللندني لم يفرق أحد يوماً ما بينه و بين أفراد شعب المملكة المتحدة والكل يقول هذا بريطاني والدليل مشاهير المملكة المتحدة وليم شكسبير , تشارلس ديكنز , برناد شو , آدم سميث , اللورد كينز .
لقد عرف الاسكتلنديون مخاطر الانفصال و الفرقة والشتات فتنادوا نحو الوحدة . فها هم قد حسموا خيارهم ما بين الاستقلال و الوحدة فكان خيار الوحدة هو الخيار الغالب . فقد تهافتوا يوم الخميس 18 سبتمبر 2014م من غلاسكو إلى أدنبرة للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء التاريخي حول استقلال اسكتلندا الذي يؤدي لانفصالها عن المملكة المتحدة و قيام دولة جديدة في أوروبا .
جاءت النتيجة التي حملت عبارة كفى بجنوب السودان واعظاً . فلم يكن الانفصال ولم يكن التدخل الغربي كما حدث في استفتاء جنوب السودان . بل كان العقل الاسكتلندي حاضراً والذهن متفتحاً فرجحت حملة وزير المالية البريطاني اليستير دارلينغ الرافضة للاستقلال , كفة رئيس الوزراء الاسكتلندي إليكس سالموند زعيم الاستقلاليين , فكانت النتيجة التي ظهرت صباح الجمعة 19 سبتمبر 2014م نعم لوحدة اسكتلندا ضمن خارطة المملكة المتحدة . لما في الوحدة من قوة و خير عظيم , فكانت أول بشائر تلك الوحدة بعد الاستفتاء زيادة قوة الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي .
بعد مرور تلك السنوات هل من ندمٍ أصاب زعماء دولة جنوب السودان على اختيارهم الانفصال ؟
و يبقى السؤال لماذا انفصل جنوب السودان عن السودان ولم تنفصل اسكتلندا عن المملكة المتحدة ؟
* آخر الأوتاد :
حقيقة في اختيارهم للوحدة قد أدرك الاسكتلنديون إنَّما يأكل الذئب من الغنم القاصية .
