لم يكن اكثر المتفائلين من بني شعبي من الرياضيين العالمين ببواطن الامور ويزن الامور بميزان العقل ينتظر ان يخرج المنتخب الوطني بنتيجة ايجابيه من لقائه الافتتاحي امام منتخب جنوب افريقيا في التصفيات المؤهلة للنهائيات الافريقية المرتقبة وحتي النتيجة التعادلية السلبية التي انتهي عليها الشوط الاول لم تكن مؤشر ايجابي لنتيجة مفرحه لشعب السودان المغلوب علي امره والذي تصارعه الالام والاحزان في كل مناحي الحياة اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا ورياضيا فلم يعد مواطن السودان يشعر للحياة بطعم في كل مناحيها بسبب الضغوط اليومية التي يجابهها في حياته المعيشية والتي جعلت السواد الاعظم من السودانيين يعيشون علي الكفاف ومنهم يقضي يومه بكامله علي وجبه واحده ومنهم من يتناول وجبتين وهذا بلاشك يكون من الناس الذين يشار اليهم بالبنان وفي خضم كل هذه التداعيات والانفلاتات التي بعيشها المجتمع السوداني كانت كرة القدم تمثل البلسم الشافي لكل الجراحات وتساهم وبشكل كبير في رفع المعاناة التي يلاقيها المواطن وتقلق مضاجعه ولكننا وصلنا وبكل اسف الي زمن الاحباط واللامبالاة والتمثيل باسم السودان بدل ان يحسنوا تمثيله والدفاع عن الوانه بالمهج والارواح فاذا بهم بتلقوا الهزيمة واحدة واثنتين وثلاث وكلما يتلقوا الصفعة علي الخد الايمن يديروا الخد الايسر في بلاهة وسذاجه بلا واعز من ضمير او غيره علي شعار الوطن الحبيب الذي بات مطية لكل من هب ودب يمكنه ان يرتديه دون ان يكون مؤهلا للدفاع عنه فهل هنالك ماهو افسي من ذلك علي النفس من ان يكون بني وطنك غير قادرين علي الدفاع عن الوان بلادهم واسعاد بني شعبهم واجبارهم علي العودة الي الديار مكسوري الخاطر ونجومهم الورقيين يتلقوا الهزيمة علي الارض وامام تلك الجماهير الحاشده بالثلاثية القاسية التي اكدت باننا لازلنا كما نحن نحرث في البحر ونقف مكانك سر ومنتخبنا الوطني بكل شموخه وتاريخه يعتمد علي القسمة الضيزة ستة من المريخ وخمسه من الهلال وكان البلد مافيها غير هاالولد .. وحتى نكون امناء مع انفسنا وضمائرنا وحتى نحفظ لسودان العز والكرامه ماتبقي له من ماء الوجه علي الصعيدين الاقليمي والقاري في القارة السمراء فحريا برئاسة الجمهورية التي جبلت علي التدخل في الشئون الرياضة في الاوقات الحرجه عندما تحتدم المواقف وتصل رياضة الوطن الي عنق الزجاجه حريا بها ان تصدر فرمانا اول بالاعتذار عن مواجهة الاياب المنتظرة في جوهانسبرج لاننا احقاقا للحق لن نكون قادرين علي مجابهة عتاولة المجموعة التي تضم منتخبات جنوب افريقيا ونبجيريا والكنغو وواهم من ينتظر ان يكون لصقور الجديان كلمة في لقاء الاياب فمن يعجز عن الصمود علي ارضه ووسط جماهيره لن يكون قادرا علي الصمود خارج الارص وكما تلقينا الهزيمة امام جنوب افريقيا فنحن موعودين بها ذهابا وايابا في لقاءات الكنغو ونيجيريا وبالمقابل امام جنوب افريقيا في جوهانسبرج ..
هذه واحده والثانية وهي الاهم والاكثر اهمية فاننا ننادي وباعلي صوتنا بان يتزامن فرمان اخر مع فرمان الانسحاب بان يكون هنالك قرار جرئ يتمثل في ضرورة الاعلان عن تجميد المشاركات الخارجية للمنتخب الوطني السوداني لفترة لاتقل عن الخمسة سنوات علي اقل تقدير يتم خلالها الاعتماد علي منتخب وطني شاب يقوده مدربين اجانب علي مستوي عالي من النبوغ الكروي والخبرات العملية الطويلة في هذا المجال علي ان تكون فرص الرعاية والاحتكاك والصقل متوفرة لهولاء الشباب داخليا وخارجيا حتي يقوي عودهم ويشتد ساعدهم ويكونوا قادرين علي دفع ضريبة المواطنه لكي نتحرر من قبضة العواجيز المتصابيين من ابناء الجيل الحالي الحالي الذين اكل الدهر عليهم وابي ان يشرب ..
التمريرة ... الاخيرة
قال كابتن مازدا في تصريح حصري قبل موقعة جنوب افريقيا بانهم يحتاجون الي 50 الف متفرج في ملعب المباراة لكي يشدوا من ازر اللاعبيت ويستنفروا قواهم ويلهبوا حماسهم داخل المستطيل الاخضر وبما ان الضرب في الميت حرام وبما ان الشاة لن يضيرها سلخها بعد ذبحها فاننا نقول لكابتن مازدا الذي باتت الثلاثيات مفصلة عليه كقميص عامر فاننا نقول له لو ان كل قاطني العاصمة المثلثة وتعدادهم يفوق العشرة مليون نسمه لو ان كل هذا الرهط الهائل من العاصميين قد كانوا حضورا في استاد المريخ الفخيم لما استطاعوا ان بحركوا ساكنا في نفوس هولاء الفتية فالنفخ في القربة المخروقة لن يجدي فتيلا والهزيمة كانت محمدانا .. محمدانا لان فاقد الشئ لايعطيه وللعزيز اسامه عطا المنان نقول اعتذارك مابفيدك فقد شبعنا لطما وشق جيوب وفي كل مره تخرجوا علينا باعتذار حتي مللنا هذه السيناريوهات الممله التي شبعنا منها حتي الثمالة ففي كل المشاركات الخارجية تكون كلمة ((هاردلك )) هي سلوانا الوحيدة لتبرير الاخفاقات وجملة الانكسارات التي نكون عليها فلتزعنوا لصوت التجميد فلا صوت يعلو عليه ان كنتم تحبون هذا البلد المؤسس للاتحاد الافريقي ولن نقول سوي حليلك يادكتور حليم والف رحمه تنزل علي قبرك ..