نعم منطقيا خرج الهلال من البطولة الافريقية الكبرى وحسابيا ربما بقى بصيص من الامل , ولكن لنسأل جميعا انفسنا لماذا خرج الهلال .. خرج الهلال بسبب عدم الاستقرار الادارى والفنى والتخبط والعشوائية التى لازمت كل الفرق السودانية طوال العقود الماضية , وخرج الهلال فى ظل تغيير ثلاثة رؤساء فى فترة ستة اشهر وخمسة مدربين تنابوا على الهلال فى نفس الفترة .. فكيف يستقيم ان يحقق الهلال بطولة او ان يتقدم شبرا فى اى منافسة مادام الحال الادارى والفنى غير مستقر.. العلاج لن يكون من اهل الشأن لانه تبين للجميع ان صراعاتهم الطفولية واطماعهم الشخصية هى الهدف فمنهم من يبحث عن الشهرة ومنهم من يبحث عن المال ومنهم من يبحث عن ذاته , لذلك لن يستقر الهلال وغيره من الاندية الا بقانون ونظام من الدولة يوفر لهذه الاندية الاستقرار خاصة وقد جربنا عبر المائة عام الفائته كل الطرق والجسور التى لم تؤدى الى نتائج .. لذا ان الاوان لأن تتدخل الدولة وتوقف تلك المهازل وما يسمونه بالديمقراطيه المشوهة التى تأتى فى كل عام بمسخ جديد .. آن الاوان لتكون لتلك الانديه مجالس استشارية يلتف حولها كبار المحبين والمشجعين من اصحاب الفكر والمال لدعم الاندية , وان الاوان لتستثمر هذه الاندية جماهيرها وعشاقها وأموالها ليكون الفيصل فى الاختيار هو القوى الامين وليس صاحب المال فقط .. آن الاوان لترتيب الشأن الرياضى من القاعدة الى قمة الهرم وآن الاوان ليقوم الاتحاد العام بعمله كاملا غير منقوص بعيدا عن القطبية التى اضرت كثيرا بالكرة السودانية , وآن الاوان للاعلام السخيف الضار ان ينزوى جانبا ويترك الناس تعمل , وآن الاوان لتعرف تلك الجماهير ان البطولات لا تأتى بالهتافات بل بالعمل والاعداد وبالدعم المادى الحقيقى .. التميز زوارقى الذى عرفته الكرة الافريقية لم يأتى من فراق بل كان نتيجة للتخطيط السليم والتنفيذ والمتاابعة والتقييم واصلاح الخلل اينما وجد .. نحن لسنا هنا لنقدم روشتة للعلاج فالحلول معروفة للجميع خاصة القائمين على أمر الكرة فى السودان .. لدينا خبرات كبيرة وخبراء فى كل مجالات الادارة والرياضة ويحتاجون فقط لمناخ معافى ليقدموا عصارة جهدهم بعيدا عن التشويش الذى يحدث فى كل وقت .. خرج الهلال الهلال بفعل فاعل وعلى مجلس الأدارة ان يعرف الفاعل ويعمل على علاجه فورا ودون تأخير .. خرج الهلال ولم تنقطع الامال فى ثورة حقيقية من مجلسه الجديد فى كل المناحى وقبل كل شىء ثورة فى النظام الأدارى للنادى وهى التى بلا شك ستضع كل شىء فى مكانه الصحيح ثورة بلا هوادة على التفلت الادارى والجماهيرى والاعلامى , ثورة تغير كل المفاهيم الحالية فى علاقة الناس بالنادى الكبير الذى اعتقد البعض الان انه ملكا لهم .. ثورة تعطى كل ذى حق حقه وتقود السفينة الى بر الامان .