استمعت امس لجزء كبير من حديث رئيس الهلال المنتخب اشرف سيد احمد الكاردينال خلال مخاطبته قيادات الشباب بامانة المؤتمر الوطني الذين زاروه في منزله بقاردن سيتي.
ركز الكاردينال في الكلمة التي القاها ونقلتها الاذاعة الرياضية على الهواء مباشرة ،على بعض القضايا الساخنة التي تعج بها الساحة الهلالية حاليا.
تحدث عن الاقطاب والرموز ، وكذلك عن الاعلام الرياضي، ورابطة المشجعين، وعلاقته بالحركة الشعبية، وعالم السياسة.
انتقد بشدة الاساليب الغريبة التي يستخدمها بعض ممن سماهم كبارا ، لعرقلة مسيرة ادارته، وتدمير فريق الكرة وكل ما هو جميل في الهلال.
اشاد باداء الصحافة الرياضية عامة ، والمقروءة بصفة خاصة ، لكنه ابدى اسفه لانفلات بعض الاقلام، وانزلاقها، الى مدارج السوء والظنون.
اكثر ما اعجبني في حديثه، انه جدد التزامهم في الادارة بالعمل على وحدة الصف الهلالي وتكريس كل جهودهم من اجل تنزيل هذا الامر الى ارض الواقع.
واجمل ما سمعت، تاكيده على انهم اقتربوا من اكمال اجراءات تصديق قطعتين في بحري والخرطوم ، باسم الهلال لانشاء ناديين اسريين بهما.
اكد الكاردينال انه ليس منتميا للحركة الشعبية كما يتردد، ولا علاقة له بعوالم السياسة، لكنه كرئيس للهلال سيتعامل مع جميع الاحزاب السياسية.
اشاد بالاجواء الصحية التي ظللت عمومية الهلال، وقال بان الانتخابات كانت نزيهة وحرة، ولم يحدث فيها أي تدخل لا من المؤتمر الوطني او غيره.
كان الكاردينال مرتبا وبدا واثقا من نفسه، وحريصا على انتقاء الكلمات والتعابير المناسبة ، رغم انه كما علمت كان يتحدث بصورة ارتجالية.
لذلك لم يكن غريبا، ان تنال تلك الكلمة اعجاب كل من سمعها مباشرة من الاذاعة، او علم بمضمونها بعد ذلك لانها كانت معبرة وصادقة، وبليغة.
الكاردينال ظهربشكل مختلف بعد انتخابه رئيسا للهلال ،وفي نفس الوقت اظهر قدرا كبيرا من المعرفة والكياسة والشجاعة .
وضح ان الرجل صاحب علاقات واسعة مع اغلب كبار المسؤولين في الدولة، وعدد كبير من رجال الاعمال في البلد، وفي كل قارات الدنيا.
وهذا سيساعده دون شك في تنفيذ اغلب مخططاته الاستثمارية، وفي تغيير البني التحتية للنادي والاستاد، ليكونا بمستوى شعبية ومكانة الهلال.
لقد كبر الكاردينال في نظر الكثيرين، من خلال لقاءاته الجماهيرية وتحركاته الايجابية التي ظل يقوم بها منذ انتخابه رئيسا للهلال، قبل اقل من شهر.
واصبح اسم الرجل يتردد على لسان في السودان، بعد ان ارتفعت اسهمه في مجتمع الهلال، بسرعة اذهلت الجميع ،انصار واعداء.
الذين كانوا يخشون على الهلال من الكاردينال ، بناء على معلومات مغلوطة، وتقارير مضروبة، اصبحوا الآن اكثر اقتناعا به، بعد ان اقتربوا منه وعرفوا حقيقته.
والذين يحاولون ان يشوهوا صورة الرجل، ويعملون على عرقلة مسيرة ادارته، لن ينجحوا في مسعاهم، طالما انه يعمل لمصلحة الهلال ويدفع بلا من او اذى.
ما يربط بيننا والكاردينال، عشقنا الهلال، فان احسن سنقول له احسنت، بل وسنذهب الى ابعد من ذلك، ونكون له من الناصرين، وان اخطأ، سنكون له حتما من الناصحين.
آخر الكلام
ينبغي على مجلس الهلال ان يدرس الاسباب التي ادت الى استقالة او اقالة المدرب السابق، التونسي نصرالدين النابي قبل ان يفكر في اعادته.
لا نريد لتجربة كامبوس ان تتكرر من جديد، بعد ان اقدمت لجنة التسيير على اعادته بعد خمس سنوات من اقالته، دون ان تعرف اسباب ذهابه في المرة الاولى.
لو كانت لجنة التسيير بحثت واستقصت عن اسباب اقالة كامبوس في 2009، لما اقدمت على خطوة التعاقد معه مرة اخرى.
كان من الطبيعي ان تنتهي تجربة كامبوس الثانية بسرعة شديدة، لان التعاقد معه تم بطريقة عشوائية ، وغير احترافية.
النابي مدرب كبير، وقد حقق نجاحات طيبة مع الهلال في الفترة القصيرة التي عمل فيها ، كان ابرزها تاهله لدوري المجموعات في دوري ابطال افريقيا.
لكن امر التعاقد معه ، واعادته لقيادة الفريق الازرق يحتاج لوقفة، والى معرفة الاسباب التي ادت لذهابه في تلك الفترة بدون مقدمات.
ان كانت اسباب اقالته لا زالت باقية، فمن الافضل ان يتم البحث عن مدرب آخر ، وان زالت، فهو في تقديرنا سيكون المدرب الافضل والانسب للهلال.
احزم حقائبك يا كاردينال ،وادرك الهلال في الكنغو، فاللاعبون يحتاجون لوقفتكم، والى تواجدكم بجانبهم في معركة الاحد المصيرية.
سفر الكاردينال، واكبر عدد من اعضاء المجلس، وحضورهم المباراة سيكون اكبر دافع للاعبين امام الغربان.
اللهم انصر هلال الملايين على مازمبي الكنغولي في لومباشي عصر بعد غد الاحد ، وبلغه نصف نهائي دوري الابطال.
وداعية : وما النصر الا من عند الله.
Rawa_60@yahoo.com