هكذا هو كأس العالم بما فيه من الطرائف والغرائب والعجائب . بعد نطحة الجزائري الأصل الفرنسي الجنسية زين الدين زيدان نجم منتخب فرنسا في نهائيات مونديال 2006م , ها هي عضة لويس سواريز نجم منتخب الأورغواي حامل الرقم 9 لمدافع المنتخب الإيطالي جورجيو كيليني في المباراة الحاسمة ضمن الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الرابعة لمونديال البرازيل 2014م والتي انتهت بفوز الأورغواي بهدف دون رد كفل للأورغواي التأهل لدور ال16 و للمنتخب الإيطالي مغادرة المونديال و التوجه للعاصمة الإيطالية روما .
في مصطلحنا السوداني الدارج و بالعامية تُردد كلمة " بطنو فارت " للكبير عندما يعض طفل صغير , لشيء في نفس الكبير . و ( الحبوبات ) يرددن عند عض الكبير للصغير : (( أحسن يعضه مما يسحره )) .
كذلك في المسرح المفتوح لحياة المجتمع السوداني الذي يهوى التعليق الممزوج بالسخرية البريئة عندما يشاهد إنسان ما قام بعض آخر على الفور تأتي عبارة ( الزول ده سعران ولا شنو )
قد يقول أحد إنَّ سبب فوران بطن سواريز على المدافع الإيطالي كيليني هو قفله و إغلاقه للسكة عليه وحرمانه من تسجيل أي هدف جعله يقوم بعضه في أعلى كتفه .
هل تعلم عزيزي القارئ أن النجم لويس سواريز كرر نفس هذه العضة أكثر من مرة . ففي عام 2010م عندما كان يلعب في أياكس أمستردام الهولندي تم إيقافه سبع مباريات لعضه اللاعب عثمان بقال لاعب الغريم التقليدي ايندهوفن .
ثم جاء لويس سواريز نجم نادي ليفربول الإنجليزي المغرم والمبتلى بشهية العض أن كرر عضته الموسم الماضي في مباراة فريقه ليفربول أمام تشلسي وكان الضحية وقتها المدافع الصربي برانيسلاف ايفانوفيتش . وقتها طالته عقوبة الإيقاف عشر مباريات .
أما فيما يخص عضة سواريز للمدافع الإيطالي جورجيو كيليني , فقد تناقلت وكالات الأنباء أن أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم ( فيفا ) إيقاف مهاجم منتخب الأورغواي لويس سواريز تسع مباريات دولية و عدم السماح له بممارسة أي نشاط كروي على مدى أربعة أشهر .
يمكن القول إنَّ هذه العقوبة تعتبر أقسى عقوبة يفرضها الفيفا على لاعب مشارك في تاريخ نهائيات كأس العالم .
* محاربو الصحراء و نيجيريا وجه إفريقيا المُشرق
تساقطت و تبعثرت أوراق المنتخبات الإفريقية الثلاث على التوالي الكاميرون و ساحل العاج و غانا في نهائيات مونديال البرازيل 2014م . ولم ينجح أحد منهم لبلوغ دور ال16 بعد أداءٍ مُخيب للآمال من قبل منتخب الكاميرون الذي سقط في ياوندي قبل السفر للبرازيل عندما طغت على أفراد المنتخب مصلحتهم الذاتية المتمثلة في المطالب المالية ضاربين بمصلحة الوطن وحب الشعار عرض الحائط . فنالوا ثلاث هزائم و خرجوا صفر اليدين والنقاط .
أما ساحل العاج فقد كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل لولا ركلة الجزاء في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة التي استفاد منها المنتخب اليوناني ليكتب صك الخروج للأفيال العاجية وفي رصيدهم ثلاث نقاط .
و أما النجوم السوداء المنتخب الغاني فقد فرَّط في أول مباراة جمعته بالمنتخب الأمريكي و كانت هي قاصمة ظهره بعد أن خسر تلك المباراة بهدفين مقابل هدف . لكنه عاد و قدَّمَ مباراة في قمة الروعة أمام ألمانيا انتهت بالتعادل 2/2 . ليودع المونديال عقب خسارته أمام البرتغال بهدفين مقابل هدف و في جعبته نقطة واحدة .
جاء محاربو الصحراء المنتخب الجزائري و معه النسور الخضراء المنتخب النيجيري ليحفظا وجه إفريقيا المُشرق و يُحققا النجاح التام المتمثل في العرض الجميل و حصد النقاط فكان لهما ما أرادا . فقد تحقق لهما التأهل لدور ال16 بكل جدارة و استحقاق .
كان لنيجيريا أن حققت النقطة الأولى إثر التعادل السلبي أمام إيران . ثم النقاط الثلاث أمام البوسنة والهرسك . وخسرت أمام الأرجنتين بثلاثة أهداف مقابل هدفين في مباراة لا تُنسى وهي واحدة من أجمل مباريات المونديال .
أما ثعالب الصحراء و محاربوها المنتخب الجزائري فقد خسر أولى مبارياته أمام بلجيكا بهدفين مقابل هدف ثم عاد و حقق الانتصار الكبير على كوريا الجنوبية بأربعة أهداف مقابل هدفين ثم نقطة التعادل الغالية أمام الدب الروسي والتي كفلت له التأهل لدور ال16 برصيد أربع نقاط .
بتأهل نيجيريا و الجزائر حققت إفريقيا النجاح بمقعدين من خمسة مقاعد بينما لم ينجح أحد من آسيا وخرجت جميع المنتخبات الأربعة اليابان و أستراليا و كوريا الجنوبية و إيران .
* آخر الأوتاد :
مبارك عليكم شهر الرحمة والغفران ورمضان كريم وهيا نردد يا باغي الخير أقبل و يا باغي الشر أقصد .