يقولون ان الازمة بلغت ذروتها عندما تبلغ الازمة اخر مدى لها ولكنى لا ادرى ماذا يقولون عن الازمة عندما تتعدى ذروتها وتصل المستحيل لتعم الفوضى ويغيب الامل فى اى حلول يومها ماذا نقول:
وطالما ان السودان الذى لا يتمتع باى مستوى كروى وخارج دائرة التنافس فى المحافل الاقليمية والقارية ولن اتجرأ لاقول العالمية طالما انه يتمتع بكم هائل من الصحافة الرياضية ومن الصحقيين وكتاب الاعمدة بما يفوق حجم الصحافة العربية كلها لو جمعناها وقارناها مع السودان وطالما ان هذا الكم الهائل معنى فقط بكرة القدم دون غيرها وطالما انه فى كرة القدم معنى بناديين فقط لا ثالث لهما فان المساحات المتاحة اذن لقضايا الناديين اللذان نطلق عليهما زورا انهم قمة كرة القدم التى هى فى الاصل غير موجودة فان المساحات المتاحة بل والمحتكرة للناديين فانها اذن تصبح خصما على هذه الاندية لان كلاهما ليس له من النشاط الكروى ما يغطى هذه المساحات من الصحف والاعمدة لهذا لابد ان تتفرغ ويتفرغ كتاب الاعمدة ما داموا لايكتبون الا على ناديين فقط الذين لا وجود لهم حقيقى فى ساحة الملعب الا من باب الهوس الجماهيرى فانه اذن ليس امامهم الا اثارة الفتن والاتجار بالصراعات فيها ان وجدت وان لم توجد فليس هناك اسهل من ان يروجوا لها من العدم لتصبح واقعا يفتح لهم ابواب الكتابة .
ليست قضيتنا ان يكون هذا شان صحيفة او كتاب اعمدتها ولكن القضية انها تشكل واحدة من اخطر اسباب انهيار هذين الناديين لان اداريي ولاعبى واجهزة الناديين الفنية تصبح هدفا مباشرا لهم وملاحقتهم للفوز منهم بالتصريحات المثيرة الملتهبة التى تفتح الابواب لمعارك تروج لهم ما يكتبون لفترة طويلة قبل ان يفجروا غيرها من المعارك.
لهذا تعج الصحف بتصريحات الاداريين والتى تنصب فى اكثر الاحيان على توجيه الانتقاد اما لزملائهم الاداريين او للقائمين على الجهاز الفنى والاراء السالبة عن المدرب وعن فرقته ثم تمتد التصريحات الملتهبة لتطال لاعبى الفريق وفى احرج الاوقات التى تكون هذه الاجهزة والاندية بحاجة للاستقرار
ثم تتواصل التصريحات وتنجح الصحف فى ان يطلق المدرب نفسه ومسئولى جهازه الفنى ليجاهروا ا بانتقاد الاداريين ليردوا الكيل وتمتد انتقاداتهم للاعبى الفريق لدرجة ان من بينهم من يعلن رفضه للاعبين لايزال النادى يعتمد عليهم فى منافسات هامة كما هو الحال فى الهلال اليوم وليت الامر وقف عند هذا الحد فلقد نجحت الصحافة الرياضية تحت الضغوط التى تعيشها بحثا عن الاثارة فى الناديين ان يصبح اللاعبون انفسهم مصدرا للتصريحات والتحقيقات الصحفية التى يشعلون فيها النيران على الاجهزة الفنية المشرفة عليهم وعلى زملائهم اللاعبين مع انهم فى اليوم التالى يكونوا شركاء معهم لرفع شعار النادى فى الملعب فكيف هذا؟
صحيح ليس كابتن الهلال عمر بخيت هو وحده الذى اشعل الحرب واعلنها على زملائه فى الملعب وان قوبلت تصريحاته بردة فعل اعنف لانه كابتن ورئيس هئولاء اللاعبين الذين تقع عليه مسئولية توجيههم ولكن الحقيقة ان غيره كثيرون من اللاعبين يسودون الصحف بنفس عذه التصريحات واعنف منها لان الصحف والصحفيين تلاحقهم بحثا عما يروجوا له فى الهلال والمريخ والا لما كانت الصحيفة ولما كان العمود.
لهذا لم تعد انديتنا وصفة خاصة القمة المزعومة مؤسسات يسودها الانضباط بحيث تصبح خلافاتها ايا كانت ملفات مقفولة داخل اسورة النادى ووفق ضوايطه التنظيمية .
وتستحضرنى بهذه المناسبة ان اعود بكم لما يقرب ربع قرن عندما كان الهلال يلاعب الاهلى المصرى فى نهائى بطولة الاندية الافريقية الكبرى فى القاهرة وكنت يومها رئيسا لرابطة الاعلاميين وكنا وزميلى الصديق ميرغنى ابوشنب سكرتير الرابطة وجودا فى القاهرة كاعضاء فى لجنة اختيار افضل لاعب فى المباراة وكان يومها اكثر من ثمانية عشر صحفيا من السودان وصلوا القاهة لتغطية المباراة وكعادة صحفيينا فانهم ظلوا منذ وصولهم يلاحقون اداريى الاهلى ولاعبيه وجهازه الفنى طلبا للتصريحات الملتهبة كعادتهم الا ان ايا منهم لم يفلح فى ان يتحصل على اى تصريح مما دفعهم للتظلم بما اعتبروه سوء تعامل من الاهلى وحملت شكواهم لرحمة الله عليه الكابتن عبدالمجيد النعمان اكبر اعمدة الاهلى فى الصحافة الرياضية ويومها دعانى على العشاء فى النادى الاهلى حيث شاركنا فى المائدة سكرتير النادى الذى ابلغه الكابتن تذمر صحفيينا من تجاهل الاهلى لهم وهنا وبكلمات بسيطة اكد لى سكرتير النادى ان لوائحه تحظر على اى ادارى او عضو فى اجهزته الفنية او لاعبيه ان يدلى باى حديث لى صحفى او صحيفة حتى لو كانت مصرية دون اذن المجلس ومعرفة نوعية الاسئلة كما ان للنادى ناطق رسمى لايجوز لغيره ان يدلى باى تصريح او حيث للصحف يتعلق بالنادى
لهذا لم يكن غريبا ان يصبح الاهلى المصرى افضل اندية القارة وسيدها فى الملعب لانه موجود فقط فى ساحة الملعب وليس غائبا عنه لوجوده دخارج الملعب فى الصحافة الرياضية والاعمدة التى تدمر فيه اكثر مما تدعم فريقه
ترى ماذا ستكتب الصحف لو ان لائحة الهلال والمريخ حظرا تصريحات الاداريين والاجهزة الفنية واللاعبين للصحف واصبح للنادى ناطق رسمى لا يحق لغيره الحديث للصحف
اظن هذه الصحف والاعمدة ستكف عن الصدور