• ×
الجمعة 19 أبريل 2024 | 04-18-2024
رأي حر

كانا شمس راحلة

رأي حر

 1  0  1345
رأي حر

نفس المشهد نفس الحزن نفس النهاية زيدان مارس20011ومحمود عبدالعزيز يناير 20013الفرق الوحيد سنتين .ولكن الحكاية موهبة اعطت لنا الكثير وعلى قدر الموهبة والعطاء كانت قسوة المرض ووجع الرحيل زيدان ومحمود عبد العزيز حكاية واحدة اختلفت التفاصيل ..لكن المؤكد ان الشبه بينهما كبير .وكان القدر قد اراد ان يكمل هذا الشبه بنهاية واحدة ايضا . البداية واحدة فتى اسمر نحيل يحلم بالفن ...الظروف صعبة الحرمان لا يرحم لكن الاصرار والايمان بلا حدود اصر زيدان على النجاح واصر محمود عبد العزيز عليه ايضا والاثنان جاءا من حيين من اعرق الاحياء فى العاصمة المثلثة . كانت الخرطوم بالنسبة لهما هى المكان الذى يتحقق فيه الحلم المستحيل .حلم فنى لا يملك سوى الموهبة لا ضهر ولا علاقات ولا حتى مليم واحد . لكن الموهبة التى لم تكن عادية زيدان ومحمود عبد العزيز انتصرت على كل الظروف الصعبة وسكنت سريعا قلوب الناس .زيدان صاحب الصوت الساحر وصل بصوته واحساسه الى قمة الغناء السودانى والعربى .واصبح العندليب الاسمر الذى ياسر القلوب ومحمود عبد العزيز وصل بعبقريته فى الاداء للاغنية السودانية وخاضة الحقيبة فى قمة الاداء واصبح رئيس جمهورية الغناء الشبابى الذى تحيرك موهبته ويدهشك اداؤه المتمكن لكل اغنية يصدح بها بالرغم من صعوبتها لكن مشوار لم يكن بهذه السهولة لا فى اوله او النهاية زيدان ومحمود عبد العزيز الاثنيان بينهم تشابه حتى فى الملامح التى تجعلك تتعاطف معهما فورا بالموهبة المشتركة كل منه فى شبابها وتفردهم فيها بين فطاحلة الفنانين . زيدان سافر ليتعالج فى القاهرة وايضا محمود عبد العزيز فى الاردن واوجه الشبه بينهما بان جثمان كل واحد منه جاء محولا بالاعناق من خارج الديار . اى الشبه بين هذا بين اسطورة الغناء فى الستيناتزيدان ابرهيم .وبلبل الغناء ومحمود عبد العزيز فى التسعينات لم يكن احد ان يكتمل الشبه حتى النهاية وان يرقد الاثنين فى مشد حزين موجع زيدان عانى من عذاب المرض اللعين ولم يتوقف النزيف الحاد الا برحيله ومحمود عبد العزيز غافله المرض اللعين ولم يتركه الا جثةهامدة على فراش الموت . وكان الاثنين موعدين بنفس العذاب حتى قدرهما فى الحب فكلاهما كان تعيسا فيه زيدان لم يستطيع ان يعيش حبه الكبير بان يخلفه من بعده .محمود كان قدره اكثر حظا . نافذة حتى مارس 20011حتى يناير رحل كثير من النجوم .لكن لم نعرف كل هذا الحزن الا على زيدان ومحمود وما احقهما به مشهد الحزن واحد .حالة شغف جماهيرى بخبر يطمنهم نجمهم المحبوب لكن الاخبار السيئة تغلب ليزداد الحزن وتنهمر الدموع الملاين يرفعون قلوبهم للسماءولا يوجد على السنتهم سوى الدعوات بالشفاء جمهور عريض يبعث برسائل حب واستعداد لتضحيته باى شئ يمكن ان سببا فى تخفيف الالم عن نجمهم هذا الحزن الشعبى ليس غريبا فالعندليب زيدان دخل البيوت واصبح واحد منها وصوته لا يفارقها اغنياته فى كل مكان ومحمود عبد العزيز امتداد له . نافذة اخيرة لقد غاب الربيع فى مارس 20011وغاب الربيع ايضا فى يناير 20013ومنذ سنتين كان زيدان يرقد بمستشفى بقاهرة المعز وحوله الاطباء يحاولون انقاذ حياته والناس يعتصرها الالم والحزن حتى رحل وفى يناير 20014 يرقد محمود عبد العزيز على سرير مستشفى فى الاردن ويستسلم الاطباء وهو يؤكدون انه اصبح بين يدى الله .والناس ايضا يعتصرها الالم والحزن حتى جاء خبر الرحيل .الم اقل لكم ان زيدان ومحمود حكاية واحدة بدت بمشهد واحد وانتهت ايضا بمشهد واحد .لكن المؤكد ان زيدان لم يمت ومحمود لم يموت ايضا . .خاتمة زيدان ابراهيم رحل من عالمنا ولكنه ترك رصيدا محترما من الاغانى التى تجعله نجما ضد النسيان .ترك وراءه .(قصر الشوق)الفراش-فى الليلة ديك ياغالية وكثير من الروائع . زيدان رحل بجسده ...لكنه باق بفنه لانه ببساطة فنان ضد النسيان . محمود عبد العزيز رحل عن عالمنا وترك كثير من الروائع (لهيب الشوق )-يا مفرحة-يا عمر وكثير من الدرر خلال الاسابيع التى سبقت رحيل الفنان محمود عبد العزيز شهدت شبكة الانترنت نشاطا غير عادى بسب التدهور المستمر فى صحته وانهالت رسائل الحب والحزن من كل مكان وبكل القبائل السودانية والمعنى العميق فى هذه الرسائل هو ان اصحابها يرسلونها رغم يعرفون جيدا انها لم تصل للنجم لكنهم وبدافع من عشقهم لفنه ولموهبته كتبوا من قلوبهم كما انهم امامه وجها لوجه ولهذا جاء ما كتبوه صادقا ومعبرا ... سنفقدهم بيننا وحولنا لكنهم مرسومين على قلوبناعلى نوافذنا المفتوحة ...على جدران بيوتنا الطيبة على زجاج القمر.اذهبوا ايها الجميلين لحياة جديدة لن تجدوافيها حروبا ولا صراعاتولا اكاذيب اذهبوا سالمين امناءومعكمدعوة كل ام سودانية واب طبي يقول لكم وداعا
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : رأي حر
 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019