لم نفيق من صدمة رحيل ابن الخال الوفي الشيخ خليل محمد ابراهيم العالم الورع والمربي الفاضل بحمد الله الا ويد المنون تختطف من بين ايدينا الشقيق الاكبر الرجل العصامي الانسان ابراهيم حاج ادم (( ابو خليل)) الذي لبي نداء ربه راضيا مرضيا اثر عله لم تمهله طويلا حيث اختطفته يد المنون لقد رحل عن دنيانا الفانيه اخونا الحبيب ابراهيم حاج ادم ابو محجوب واسامه وايمان ومنال وفيروز رحل وترك من خلفه السيرة العطره والاخلاق الحميدة والقلب الابيض العامر بحب الناس كل الناس بلا استثناء فقد كان الفقيد رحيما باهله عطوفا عليهم يواسي المريض ويمسح دمعة اليتيم ويكفكف دموع الارامل وكانت قدماه تقودانه الي كل اهله وجيرانه ومعارفه واصحابه فهو وبرغم الكسور التي تعرض لها وعمليات القلب المفتوح التي نالت منه مانالت لثلاثة مرات متفاوته الا انه كان يتوكا علي عصاه ويشق اليباب من مدينة الدباسين حيث يقطن هناك ويجوب شوارع العزوزاب طارقا بيوت اهله مواسيا ومزيا ومباركا في كل الحالات التي تستدعي منه ذلك فلم يقعده المرض ولم يثني عزمه الكسر الذي تعرض له في اعلي الفخد فكان يتحامل علي نفسه والامه لكي يصل اهله وارحامه ولم تكن رحلة اخونا ابراهيم تتوقف عند اهله العزوزابيين بل انها كانت تمتد لتصل الي مدينة ودعجيب وهو يطرق باب عمته المريضه نعيمه بت عبد الماجد التي بكته بدموع الدم وهي تسترجع شريط الايام الخوالي وراحلنا المقيم ابراهيم حاج ادم يحتجز ارجله من فرط الاعياء لكي ياتي الي دارهم العامره للاطمئنان عليها وعلي صحتها وتتواصل رحلة فقيدنا الغالي الشقيق الراحل ابراهيم حاج ادم وهو يتكبد المشاق يوما بعد يوم وهو يعاني ويكابد من اجل الوصول الي عمه تاج الدين الذي اقعده المرض وعمه حاج اسعد الذي اقعدته الرطوبة عن الحركه وعمته بلتنا التي اقعدتها الجلطه عن الحراك فكانت خطاه تتواصل بلا انقطاع اليهم برغم المعناة الاليمة التي كان يشكو منها وابراهيم الشقيق الوفي الذي نعاه الناعي كان عطوفا ورحيما بشقيقاته فهو لايتوقف عن زيارتهن في اماكن سكنهن فهو تارة في الكلاكله القلعه للاطمئنان علي شقيقته نجوي وهو تارة اخري في ودعجيب للاطمئنان علي ست البنات وتارة ثانيه في العزوزاب للاطمئنان علي ست النفور وهو تارة اخيره في مدينة الحتانة للاطمئنان علي شقيقته مني وزوجها القلع اما ابنته العالية منال ابراهيم في الكلاكله القبه فهي تحتل مكانه مرموقه في نفسه وهو لايرتاح الا وهي معه تعطيه الدف والحنان فكان يقصد دارها مرارا وتكرارا ليرمي همومه والامه بين جدران منزلها العامر . لقد جاءت شهادة راحلنا المقيم ابراهيم حاج ادم في تلك الحشود الكبيرة من المشيعيين الذين صلوا عليه في مقابر ود الخدر في مسجدها العامر والذي لم يبقي فيه موضع لقدم حيث اصطف اكثر من 1200مصلي ومشيع كانوا حضورا في مراسم التشييع فكانت شهادة وفاء لهذا الرجل الذي لن نزكيه علي ربه ولانملك الا ان نتضرع الي العلي الاعلي ان يكلؤه برحمته وغفرانه وان ينزل علي قبره شابيب الرحمه والمغفره وان يتجاوز عن كل سيئاته.. اللهم ربي ارحم اخينا ابراهيم واغفر له واغسله بالماء والثلج والبرد واجعل قبره روضه من رياض الجنه واسكنه فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا.
التمريره الاخيره
ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون(( البقره الايات 154/155
