كما كان متوقعاً عاقبت اللجنة المنظمة الهلال بحرمانه من جمهوره في المباراة المقبلة في الدوري الممتاز أمام الأمل العطبراوي وتغريمه مبلغ 30 الف جنيه اضافة الى إقامة المباراة المعنية خارج حدود ولاية الخرطوم وتحديدا في مدينة الكاملين .
من واقع متابعتي لما جرى داخل الملعب والإصابة التي تعرض لها الحكم احسب ان العقوبة تتماشى تماما مع الجرم المرتكب ان لم تكن أقل
هناك من يقول انه ليس من المفترض أن يعاقب الهلال على فعلة احد الجماهير وهناك من يشكك ان هذا المشجع ربما كان مندسا بين الجماهير الهلالية
ولهؤلاء نقول ان حالات الشغب والاعتداء في قوانين كرة القدم تغلب قاعدة الخير يخص والشر يعم ولذلك من الطبيعي ان يتحمل الهلال ما قام به هذا المشجع .
قبول هذه القرارات بكل ما تحمل اولى علامات الرقي والتحضر وتحمل المسؤولية من المجتمع الهلالي الذي عرف عبر تاريخه العريض بالتزامه بكل الانظمة التي تنادي بالانضباط .
عدم تهويل الأمر وتصويره للجماهير على انه استهداف وترصد هي القضية التي ينبعي ان تتبناها الصحافة الراشدة التي من اوجب واجباتها اشاعة المحبة والسلام بين اعضاء الوسط الرياضي ومحبي كرة القدم تحديداً
كما أن العمل على ترسيخ روح التسامح وقبول الاخر وحب اللعبة بكل أخطاءها في اذهان المشجعين مسؤولية تاريخية تحتم على كل المستنيرين من منسوبي الوسط الرياضي العمل عليها .
سيادة مثل هذه الافكار وانتشارها بين المدرجات سيقضي على اي ظاهرة عنف يمكن ان تكون سببا يوما في تعكير صفو هذا المجتمع
ولعل الكل يدرك تماما أن من أصاب الحكم في تلك المباراة ما كان له ان يلجأ لمثل هذا التصرف لولا تلك الكتابات المتشنجة والمتهورة التي يلجأ لها وللاسف الشديد بعض الزملاء من اصحاب الأعمدة المقروءة .
يعلم الهلال وجمهوره يقينا انه جزء اصيل من هذه المنافسة التي يشرف عليها الاتحاد العام لكرة القدم وبالتالي هو ملزم تماما بكل ما يصدر منه او من لجانه المختلفة من انظمة ولوائح وعقوبات .
والهلال الذي عرف عبر مجالس اداراته المختلفة والمتعاقبة بانضباطه وتميزه واتباع الطرق القانونية لاسترداد حقوقه هو الهلال الذي نريده اليوم من خلال لجنة التسيير الحالية .
نؤكد أن للجنة الحق في قبول القرارات كما جاءت من اللجنة المنظمة ولها الحق ايضا في مناهضتها لكن عبر الطرق القانونية وليس بسياسة لي الذراع كما بدا يروج لذلك بعض المتعصبين والمتشنجين .
التصريحات المنضبطة التي صدرت عن عدد من اعضاء لجنة التسيير الهلالية وعدم انجرارهم لما يريد المهوسين تشير بوضوح الى ان الهلال سيظل كبيرا
التزام الهلال بالقرارات وقبولها او مناهضتها عبر الطرق المشروعة يرسخ لوسط رياضي نظيف ومعافى وسيجعل لقرارات الجهة المنظمة للعبة هيبة لن يستطيع كائن من كان تجاوزها او المزايدة عليها .
قبول الهلال لقرارات اللجنة المنظمة والتزامه بها سيمهد لمواسم كروية مليئة بالمنافسة العادلة والشريفة ..
عندما ينصاع الكبير للقانون فلا مناص لبقية الفرق ان ترضخ وهكذا هو قدر الهلال دائماً .
وقدر الهلال أنه كبير البلد وعلى الكبير دائماً تقع المسؤوليات الجسام

مانشيت أول

استمرار المنافسات الرياضية عندنا يحتاج بشدة لفرض هيبة الجهات المنظمة وذلك لن يتأتى الا بالابتعاد عن تبخيس ما تقوم به تلك الجهات من أدوار وانتفاء التشكيك في انتماءاتها وذممها .

مانشيت أخير

ارساء ادب الالتزام بقرارات الاتحاد العام لكرة القدم ولجانه المختلفة افضل من المكابرة وتجريم التحكيم حتى وان اجمعنا على خطأه ضد الهلال في المباراة الاخيرة
نقل مباراة الهلال خارج الخرطوم وتغريمه وقبول الهلال وجمهوره بذلك سيجعل الاتحاد العام في موضع قوة يمكنه من اتخاذ اخطر القرارات مستقبلا حفظا لاستمرارية اللعبة التي نعشقها جميعاً كما ستسهم في انتفاء المجاملة والحسابات المختلفة التي اقعدتنا كثيرا خلال السنوات الاخيرة
كل ما نحتاجه من درس هذا المشجع الذي اصاب الحكم وكاد ان يصيب المجتمع الرياضي هو ارساء تشجيع جديد بمفهوم مختلف يحتم علينا احترام قوانين اللعبة وقرارات قضاتها مهما كان حجم الخطأ .