راي رياضي
قبل ان نبارك للاهلي شندي ، فوزه على الهلال بهدفين نظيفين أمس، وجب علينا ادانة تصرفات بعض الجماهير التي قذفت الملعب بالحجارة احتجاجا على قرارات الحكم المساعد.
قدر الله ولطف وجاءت اصابة مساعد الحكم طفيفة، حيث كان يمكن ان تؤدي الى ما لا يحمد عقباه، وتتسبب في كارثة ستظل موصومة بجماهير الهلال الى الابد.
الكرة نصر وهزيمة ، واخطاء الحكام واردة ، وهي جزء من اللعبة، والاحتجاج على قراراتهم بالطوب والحجارة ، والشتائم ولى منذ عهد بعيد وطوى صفحاته الى الابد.
الشعوب المتحضرة والجماهير الواعية ، تعبر عن عدم رضاها على قرارات الحكام وخيبات فرقها ، بطرق حضارية وراقية ، كما يحدث في الملاعب الاوروبية.
في مباراة ريال مدريد وبرشلونة الاخيرة احتسب الحكم ضربتي جزاء على ريال مدريد مشكوك في صحتهما، كانتا سببا في فقدان النادي الملكي لنتيجة المباراة وصدارة الدوري.
لم تعتدي جماهير الريال على الحكم، ولم تقذف الملعب بالحجارة، رضي "الريالاب" بالقرارات رغم قسوتها وقبلوا بالنتيجة رغم مرارتها، وجاءوا بالالاف في المباراة التي تلتها لممارسة التشجيع.
لذلك ينبغي على مشجعينا ان يقبلوا بقرارات الحكام ، وان لا يعتدوا عليهم حتى اذا شعروا انهم يتعمدون ايذاء فرقهم، فدور الجماهير يجب ان يكون محصورا فقط في التشجيع.
فازت جماهير الهلال قبل اعوام قليلة بجائزة الجمهور المثالي في افريقيا، وهذه الجائزة خصصها الكاف لمحاربة التعصب ونبذ العنف في الملاعب الافريقية بعد ان استشرى في الاونة الاخيرة.
لذلك كان من غير الطبيعي ان نشاهد تصرفات خارجة عن الروح الرياضية من المدرجات، وطوب وحجارة وقوارير فارغة في مباراة للهلال.
ظلت جماهير الهلال وعلى مر التاريخ، هي رائدة التشجيع المثالي في السودان، وافريقيا حيث لم يسبق ان ادينت او تم معاقبتها لخروجها عن القانون، الا في مرات نادرة.
نتمنى من القلة التي حاولت ايذاء مساعد الحكم في مباراة امس، ان تكون قد شعرت بالذنب، استعدادا للتوبة، ونامل ان يكون هذا التصرف هو الاخير في ملاعبنا.
آخر الكلام
لم تكن جماهير الهلال التي دفعت اكثر من 180 مليون جنيه، "رقم قياسي" تستحق ان تخرج من الملعب وهي تجرجر اذيال الخيبة والندم بعد هزيمة فريقها من النمور بهدفين.
الحضور الانيق لجماهير الهلال في مباراة أمس كان يتطلب من رفاق جمعة جينارو ان يضاعفوا الجهد ويقدموا كل ما عندهم للخروج بنتيجة ايجابية.
خسر الهلال من الاهلي ليس لان حكم الوسط تحامل عليه ، او لان مساعده نقض هدفا من تسلل ، خسر الهلال لان لاعبو الاهلي ادوا برجولة ولعبوا بمسؤولية.
كان الارهاق باديا على اكثر من لاعب في الهلال، وظهر بصورة اوضح على الشغيل وعبداللطيف بويا ومدثر كاريكا، وكوليبالي، ومع ذلك تاخر النابي في استبدال بعضهم وابقى على البعض الآخر حتى نهاية المباراة.
يبدو ان نشوة التاهل لمرحلة المجموعات في دوري ابطال افريقيا، ما زالت مسيطرة على مشاعر اغلب اللاعبين بدليل انهم لعبوا بدون تركيز وكان اكثرهم يفقد الكرة بكل سهولة.
في الشوط الثاني لم نشاهد سوى هجمة او هجمتين يمكن ان نقول عنهما ملعوبتين، وهذا يدل على ان اللياقة البدنية والذهنية للاعبين لم تكن في الفورمة المطلوبة.
الاهلي استحق النقاط ، لانه لعب بجدية وعمل على ذلك ، ثم وجد فريقا لم تكن لدى لاعبيه او مدربه الرغبة في تحقيق النتيجة التي كانت ترجوها جماهيره.
لم اشاهد اسوأ من هلال الامس، ولم اصدق ان يكون الفريق الذي شاهدناه أمام الاهلي هو نفس الفريق الذي تاهل لدوري المجموعات، وتصدر الدوري بدون هزيمة او تعادل.
فشلت كل الفرق التي تبارت مع الهلال في الجولات الست الماضية من الوصول لشباك جمعة جينارو، ناهيك عن التعادل معه او الفوز عليه، لكن الاهلي فعلها مرتين في مباراة واحدة، وكاد يسجل الثالث.
عبداللطيف بويا الذي كان نجما لمباراة ليوبارد الكنغولي، ظهر امس بمستوى ضعيف ووقع في اخطاء فادحة كلفت فريقه هدفين وثلاث نقاط غالية.
كان ينبغي على اللاعب ان يعتذر للمدرب اذا شعر انه لم يكن جاهزا فنيا ونفسيا ، لان هذا كان سيكون ارحم له وافيد لفريقه، كما كان سيجنبه الحرج الذي وقع فيه مع جماهير الهلال.
اتوقع ان تحدث الهزيمة من الاهلي ردة فعل ايجابية في النادي الكبير، خصوصا وانها جاءت قبل وقت قصير من مباراة المريخ في الجولة التاسعة في العاشر من ابريل الجاري.
وننتظر من اللاعبين ان يعتذروا لجماهيرهم بعرض قوي ونتيجة كبيرة في قمة الجولة التاسعة، ليمسحوا الصورة المهزوزة التي ظهروا بها امس، ويعوضوا فقدان نقاط الاهلي.
للمعلومية .. لم يحدث ان خسر الهلال دوريا في مباراتين متتاليتين ، والكلام موجه لمن يهمهم الامر.
وداعية: مبروك للنمور وحظ اوفر للبدور.
Rawa_60@yahoo.com