سبقته الدعوات الصالحات أن يحقق الله له الظفر والنصر والتوفيق والعودة من أدغال و أحراش إفريقيا سالماً دون إصابات , حيث سافر الهلال .. هلال الملايين حاملاً لواء سمعة كرة القدم السودانية و مدافعاً عنها إلى الكنغو برازافيل و مقاطعتها دوليسي لمقابلة ممثلها الفهود ( ليوباردز Leopards ) ضمن مباريات ذهاب دور ال16 بطولة الأندية الإفريقية الأبطال .
فكان عصر الأحد 23 مارس 2014م حيث انطلقت المباراة بصافرة طاقم التحكيم السنغالي الذي حاول و كاد أن يسرق جهد لاعبي الهلال في المباراة التي جمعته بمضيفه الفهود الكنغو برازافيل , عندما احتسب ركلة جزاء للمضيف دون وجه حق في الدقيقة 43 من عمر الشوط الثاني , وفق الله حارس الهلال المتألق جمعة جينارو في صدها .
نعلم جيداً أنه ليس من رأى كمن سمع ولكن ممثلي إعلامنا المسموع عبر أثير إذاعة أم درمان العريقة , وإذاعة اف ام 104 الرياضية كانوا بمنزلة العين لكل من تابع المباراة عبر أثير الإذاعتين . حيث استمتعت الأذن بنقل و تعليق ووصف و تفاصيل وقائع المباراة التي أسعدت الجميع داخل و خارج أرض الوطن الحبيب .
من واقع معطيات كل مقومات النجاح المتوفرة والتي يحظى بها الهلال المتواجدة في مربعها الذي يشكل الرسم الهندسي بزواياه الأربعة القائمة وفي مجموعها 360 درجة متمثلة في عناصر اللاعبين و الجهاز الفني و الإدارة و الجمهور , كان الانسجام التام .. والتكتيك التام الذي أفرز هلال تمام التمام ... هكذا كانت هي الصورة المضيئة واللامعة التي عكسها هلال الملايين في الكنغو برازافيل . لما لا وقد رفع هلال الساجدين شعار القاعدة الفقهية ( ما لا يُدرك كله لا يترك جُله ) حيث تحقيق النصر والفوز خارج الديار كان هو الهدف المنشود والمُخطط له لأنَّ الهلال متدثر بثقافة الفوز الخارجي , فكان سقف الطموح تحقيق الانتصار كخيارٍ أول و إلا فالتعادل كخيارٍ ثان ٍ . و جاء الهدف الصاروخي الذي أحرزه النجم المتألق مدثر كاريكا في الدقيقة 22 من عمر الشوط الأول وقد سبق ذلك الهدف ثلاث محاولات من هجوم الهلال ذات فرص مواتية لهز الشباك الكنغولية فكان أشهرها فرصة كوليبالي من خلال ما ظلل يردده معلق إذاعة أم درمان الأستاذ الرشيد بدوي عبيد ( كوليبالي و المرمى خالي ) في الدقيقة العاشرة ثم ما شهدته الدقيقتان 18 و 19 على التوالي لفرصتي بكري المدينة و كاريكا صناعة النجم نزار حامد .
هلالٌ رأيناك في التاريخِ مكتوباً .. هلالٌ تهابك معظم الفرق الإفريقية .. لقد أسعدت و أطربت و أمتعت ووضعت الفهود الكنغولية تحت الضغط المستمر والمتواصل حتى نهاية المباراة التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدفٍ لكل فريق , جراء الهفوة التي وقع فيها أثير توماس و سيف مساوي و جمعة جينارو بسبب اتكال كل واحد على الآخر حيث ولج هدف التعادل في الدقيقة 44 والشوط الأول يلفظ في أنفاسه الأخيرة . وليس في ذلك بدعة لأنَّ كرة القدم من أبجدياتها الأخطاء الفردية و الجماعية . والعمل قدر المستطاع الحد من تواجدها .
هلالٌ رأيناك في التاريخِ مكتوباً .. ليس من باب الغزل ولكن الواقع يفرض نفسه .. والعلامة الكاملة قد نالها نجوم الهلال أمام ليوباردز و ذلك بعامل الارتقاء بمستوى الأداء واستخدام تنمية المهارات التي يتمتع بها من مثَّلوا السودان بشعار الهلال خير تمثيل , كما كان لتوسيع المدارك و تنمية الخيال عنوان واضح في الهلال حيث تنشيط و تفعيل نصف الدماغ الأيمن مركز الإبداع المصطحب لما خُطط له لاجتياز مرحلة دور ال16 . فقدَّم الهلال جُهد المُقِل و جُهد المُقِل غير قليل .
وعاد الهلال من الكنغو برازافيل بتعادلٍ إيجابي بهدفٍ لمثله وهو بطعم و نكهة الانتصار وهنا قد قطع الهلال نصف المشوار و تبقت له نصف المسافة و سوف يُكمل المسافة بإذن الله في الخرطوم عندما يستضيف الفهود الكنغولي في مباراة الإياب ووقتها الهلال سوف يكون بعون الله كما عهده الجميع محترماً لخصمه مُنفِّذاً للمثل ((إذا هبت رياحك فاغتنمها )) فها هو عامل الأرض و الجمهور و الثقة والحضور الذهني كلها تقف صفاً واحداَ مع هلال الملايين و بإذن الله يعيد الهلال شريط مباراته أمام الملعب المالي بمساندة قاعدته الجماهيرية العريضة ليحجز مكانته و موقعه في دوري المجموعات . كل الأمنيات أن يحقق الهلال الفوز أمام الفهود , ليضيف الهلال سطراً جديداً في صفحات التاريخ لتكتحل عين القارئ ويجد .. هلالٌ رأيناك في التاريخِ مكتوباً . وما النصر إلا من عند الله .
سلوك الفهود و اتحاد كرة قدمهم
بحسب ما جاء من توضيح قناة قوون الفضائية التي كان من المفترض أن تقوم بنقل مباراة الهلال ضد الفهود الكنغولي أنَّ عدم تلفزة مباراة الهلال ضد الفهود الكنغولي تمَّ بسبب رفض و تعنت اتحاد كرة قدم الكنغو برازافيل ونادي ليوباردز بعد أن حلم الجميع بمشاهدة المباراة عبر قناة قوون الفضائية ليصبح حُلم المشاهدة كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء . ما بدر من ليوباردز و اتحاد كرة قدمهم ينم عن عدم الإيفاء بالعهود و تخلف و سلوك غير حضاري و أنهم يسيرون عكس عقارب الساعة .
آخر الأوتاد :
كما عوَّدنا الهلال برؤيته الشرعية وهمته العالية يُحق لنا أن نردد ما قاله ابن دُريد في مقصورته وهو يذكر الهمة العالية :
والناس ألف منهم كواحد
وواحد كالألف إن أمر عنى