• ×
الأربعاء 24 أبريل 2024 | 04-23-2024
النعمان حسن

متى تخرج انديتنا من الصراع حول الافراد

النعمان حسن

 0  0  1265
النعمان حسن


واقع الاندية السودانية وبصفة خاصة فى الهلال والمريخ صراع حاد بسبب جماهيريتها المفرطة وهو واقع لا يختلف عن الواقع فى احزابنا السياسية وبصفةخاصة ذات الثقل الجماهيرى .
والسبب فى ذلك ان كلاهما يفتقد المؤسسية الديمقراطية صمام الامان للاستقرار فى المؤسسات الجماهيرية.
كلاهما وان اختلفا فى السبب من حيث الشكل الا انهما يتفقان فى المضمون .
فالاحزاب السياسية تفتقد الديمقراطية لانها تفتقد البرنامج المتفق عليه والذى يجمع اشتات من البشر فى كيان واحد محدد الرؤية لهذا فان الصرع فى هذه الاحزاب يدور حول الافراد لغياب البرنامج الذى يجمع الكسان فى مؤسسة واحدة تحكمها الديمقراطية
اما انديتنا فهى وان اتفقت جماهيريتها فى الانتماء العاطفى للنادى الا انها تفتقد المال لهذا فان الصراع فيها يدورحول الافراد الذين يوفرون المال وهئولاء من حقهم ان تعلو كلمتهم طالما انهم يوفرون المال.
لهذا اختلفت الاسباب الا ان النتيجة واحدة فى احزابنا السياسية وانديتنا لانها ومع اختلاف المبررات كلاهما يفتقد المؤسسية الديمقراطية..
ولان ما يعنينى هنا الحديث عن انديتنا الرياضية وبصفة خاصة عن الهلال والمريخ قمة الكرة السودانية اللتان يشهد تاريخهما الحديث عدم الاستقرار لما تضاعفت الحاجة للمال ولم يعد متوفرا لعدم وجود مصدر لتوفيره غير الافراد الذين يمولون هذه الاندية من مالهم الخاص.
لابد ان نعترف هنا ان من قدموا اتفسهم وتصدوا لمهمة توفير المال لايجوز ان نحملهم هم مسئولية الصراع فى الاندية حيث ان العلة الحقيقية تكمن فى عجز هذه الاندية عن توفير المال الا عبر الافراد فهل جريمة هئولاء الافراد ان الاندية عاجزة عن توفير المال عبر مصادر لا تعتمد على مايدفعه هئولاءمن مالهم الخاص..
وهل من المنطق فى شئ ان يوفر شخص المال ولا يتحكم فى التصرف فيه وويتركه لمن لا يدفع ليفعل ذلك فالمؤسسات المالية العالمية عندما تقدم منحها هبىة تشترط التحكم فى اوجه صرفها.
هذا هو الواقع المؤسف الذى دفع بالاندية لمحاور الصراعات حول الافراد من منطلق من يوفر المال حتى اصبح من الطبيعى ان يكون الولاء فى الاندية لمن يحل مشكلة المال وهذا امر طبيعى لا مناص منه وةلا يمكن الفكاك منه طالما بقى الاعتماد على الافراد لتوفير المال لهذا فانه ليس ذنب من يدفع وانما ذنب من لا يبقى بدونه
تحت ظل هذا الواقع فان الاندية تشرزمت لمجموعات تدور فى حول الافراد الذن يمثلون مصادر المال لعجز هذه الاندية لان تتحرر من هذا المال لهذا نجد خلف المجموعات المتصارعة الولاء لمن يوفرون المال فى نهاية الامر .
لهذا كان من الطبيعى ان يشهد ربع القرن الاخير بروزو اسماء اصحاب المال على راس المجموعات المتصارعة فى الاندية مما ادخل هذه الاندية فى صراعات لن تنقطع.
لقد ان الاوان لهذه الجماعات بدلا من تصعيد الصراعات حول الافراد الذين يوفرون المال ليصبحوا شيعا واحزابا لاءها للافراد داخل الاندية ان الاوان لها لان تبحث القضية من جذورها بدلا من الانسياق حول استهداف الافراد فماذا يعنى استبدال فرد بفرد اخر فالعلة واحدة وباقية لان اى متغيرات فى هوية من يدفعون المال من الافراد لن تغير من واقع هذه الاندية وسيبقى الصراع يدور فى نفس محاور الافراد وستيبقى النتيجة واحدة عدم الاستقرار فى هذه الاندية طالما ان الصراع لن ينتهى بتغيرمن حل بديلا لمن يوفر المال. من رجال المال
اذن لا جدوى من صراعات تتمركز فيها المجموعات حول الافراد من اصحاب المال وانما على هذه الجماعات ان تبحث فى الحلول الجذرية لهه الاندية حتى لايكون مصدر تمويلها الافراد فصاحب الحاجة لا يملك حريته ولن يملكها.
الفيفا نفسها انتبهت لهذا الواقع الذى تعانيه الكثير من الاندية على مستوى العالم لهذا فانها طرحت الحل للخروج من هذا الةاقع عندما اشترطت على الاندية ان يتحول فيها نشاط كرة القدم تحديدا لشركة عامة مساهمة تضمن حتى تتوفر مصادر التمويل للنادى من مقوماته واستثماراته بل وان تحرم الفيفا على الاندية استدانة المال من اى شخص بحيث تصبح مدينة له بالمال .
ها وحده الطريق لحل قضايا الاندية جذريا بعيدا عن الصراعات حول الافراد وحتى يكون الولاء فى النهاية للنادى وليس للافراد.
ان هذه الجماعات بحاجة لان تعيد النظر فى اهدافها فليست العلة فى افراد يحل مكانهم افراد وانما العلة فى ان يتغير واقع الاندية حسبما اقرته الفيفا.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : النعمان حسن
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019