على الرغم من تعدد المدارس التدريبية التي تناوبت على تدريب فريق المريخ أصبحت المدرسة الألمانية خياراًً لإدارة نادي المريخ ولذا تعاقدت مع المدرب الألماني أوتوفيستر خلفا للهر كروجر والسؤال المهم هل أدواته تتوافق مع التركيبة العناصرية والإدارية للفريق الحالية التي تختلف من نادي إلى آخر.
هل البطولات المحلية تحتاج إلى لاعبين محترفين ومدرب أجنبي ؟ الإجابة لا وكأس السودان بطولة قصيرة النفس وفي ختامها دائماً لا تلعب المباراة النهائية ونسمع من أحد أطراف اللقاء عبارة (حضرنا ولم نجدكم وأخذنا الكأس) وهذا ما حدث هذا العام لم يحضر الهلال وقبله لم يحضر المريخ وبعدها يخرج علينا الإعلام الجمع بين بطولتين ودقي (يا مزيكة حسب الله) ويظل الكاتب يبدأ مشوار الكتابة ويلعب بورقة المشجعين والتطبيل للرئيس ووصف اللاعبين بكبار النجوم العالميين ومسيرة النادي الكروية، التي تعرفها (ستات الشاي) وهذه هي واحدة من أسباب الإخفاق المتواصل.
ومن هنا يثبت لنا يوماً بعد يوم، أن إدارة المريخ لا تتعلم من تجاربها ولا إخفاقاتها ولا أخطائها وأن سير دولاب العمل في القلعة متراجع دائماً والنتائج أصبحت دون مستوى الطموح، وتظل الخيارات والصفقات التي تدفع فيها ملايين الدولارات صفقات لم تضيف أي شيء ويصورها الإعلام الأحمر على أنها خبطة إدارية وما هي إلا مجرد تدوير للاعبين لا أقل ولا أكثر، دون تحقيق أي إنجاز خارجي.
إذن لا بد من وقفة فهناك أموالاً كبيرة صرفت للمنافسات الإفريقية وللاعبين المحترفين أجانب ومحليين وجهاز فني أجنبي ومعسكرات بالدولار والتباري مع فريق أوروبية عالمية بما فيهم بطل العالم لكن الواقع يقول أيضاً إن القصور ما زال يشوب هذا العمل، وأن الفريق لم يستطع الخروج خلال هذه السنوات من الدائرة الضيقة التي حصر نفسه فيها فخرج من البطولة الدولية الأهم ولم يتبقى له غير المنافسات المحلية المتأسفة.
إذا تكررت النتائج السيئة في الدوري الكسيح, وظلت الإدارة تمارس ثقافة إقالة المدربين فهذا يعني أن الجهاز الفني ليس السبب وإنما اللاعبين والإدارة والإعلام هم السبب وهنا يبقى الفكر الإداري في القلعة كمنظومة عمل غير متوافقة ومتناغمة مع بعضها وخارج كبسولة الزمن وما نسمعه من عدم إنسجام وإستقالات داخل المجلس الذي يرضخ لمطالب الإعلام الأحمر الذي يطالب بتغيير مدرب وشطب وتسجيل لاعب وهكذا فوضى فلا تنتظروا جديدا ولا مفيدا.
لكل دولة زمناً ورجالاً كما لكل موسم ظروفه وإختلاف أدواته ولغة تعامله وملابساته، ومن نجح بالأمس لا يعني أنه سينجح اليوم وما أنكسر لا يجبر بسهولة ولا يعود كما كان وهنا أعني نادي المريخ عندما هرب الهر أتوفيستر من تدريب المريخ وتعاقد مع منتخب الكميرون ضارباً عرض الحائط بعقده مع النادي وهذا يعد خيانة إحترافية وهو الآن يعود مرة أخرى لقيادة الجهاز الفني في منافسات فقيرة فنياً لا سمح الله خسرها الفريق هل سيمارس خيانته السابقة ويهرب أم ستقيله الإدارة قبل أن يهرب وقرش وراح والساقية لسه مدورة!!
لك الله يا وطني فغداً ستشرق شمسك
najeebwm@hotmail.com
