المشكلة ليست في خروج المريخ ولكنها في تخلف الكرة السودانية وعشوائيتها..!!
هؤلاء سبب الكارثة.. لاعب يفتقد للأساسيات واداري بلا كفاءة واتحاد لا يعرف دوره واعلام منحاز!!
لن ينصلح حال الكرة إلا بثورة تقتلع جذور الفاشلين والعاطلين وتضع هيكلاً جديداً للكرة السودانية
الخطوة الأولى على طريق الحل الاعتماد على المدارس السنية وعدم شراء اللاعب الجاهز والمحترف المضروب
× رغم ان المريخ قد كسب مباراته أمام كمبالا سيتي بهدفين مقابل هدف ورد اعتباره بعد هزيمته في مباراة الخرطوم بهدفين نظيفين, فقد غادر بطولة الاندية من المحطة الأولى بعد ان فشل في تخطي كمبالا سيتي الذي لم يجد فريقه واحد على مليون مما وفرته ادارة المريخ للاعبين من جهاز فني اجنبي ومرتبات كبيرة وسكن مريح وتغذية جيدة ومعسكرات خارجية ومباريات اعدادية ضد بطل العالم وبطل روسيا ومعدات رياضية من أفخر الأنواع وبصات حديثة للترحيل ورغم ذلك خرج الفريق من الدور التمهيدي ليتأكد وبما لا يدع مجالاً للشك ومن خلال هذا الخروج المتواصل للأندية والمنتخبات ان الكرة السودانية تعاني من خلل واضح وعيب أساسي يتمثل في اعتمادها على اللاعب الجاهز الذي يأتي من الأندية الصغرى أو اندية الأولى مباشرة للممتاز وأندية القمة وهو يعاني من جهل بأساسيات الكرة وضعف بدني وفني وتكتيكي فشل كل المدربين الاجانب والمحليين في معالجته بعد ان تعود اللعب بهذه الأخطاء لما يقارب العشرين عاماً والدليل على صدق ما أقول دلوني على أي لاعب سوداني تخلص من عيوبه وتطور مستواه على أيدى مختلف المدربين وعلى سبيل المثال فإن بكري المدينة مهاجم الهلال لاعب سريع وقوي وتتمثل مشكلته في إهدار الفرص وعدم التمركز الصحيح واجادة التهديف ولكنه لم يجد حتى الآن المدرب الذي يعالج عيوبه ابتداء من ريكاردو وميشو وكامبوس واحمد آدم والجنرال صلاح والآن النابي كما ان مشكلة الهلال ظلت تتمركز في الدفاع الذي تسبب في خروجه من البطولات الافريقية منذ العام 2006م لضعف قدراته في التنظيم والمراقبة والتغطية واللعب في خط واحد دون عمق يعالج الأخطاء ويحمي المرمى من الانفرادات ورغم ذلك لم يستطع أي مدرب ان يعالج هذه المشكلة التي أضاعت على الهلال فرصاً تاريخية للفوز بأول بطولة افريقية وكمثال آخر فان مهند الطاهر يعتبر واحداً من أمهر اللاعبين السودانيين في المراوغة والتهديف ولكنه يعاني من ضعف واضح في التمريرات الصحيحة وخلق الفرص والاستعمال الجيد للقدم اليمنى والرأس اضافة لضعف النواحي الدفاعية وهو ايضاً لم يجد المدرب الذي يعالج له هذه العيوب حتى يتمكن من اللعب في اكبر وأقوى الأندية الاوروبية ليس لعدم كفاءة المدربين الأجانب ولكن لأن هذا اللاعب تجاوز سن التعلم ولم يعد قادراً على اكتساب المهارات بعد ان ظل يلعب بها لسنين طويلة ولذلك فان الكرة السودانية ستظل محلك سر ولن تتمكن من تحقيق أي بطولة خارجية لأنها متخلفة وعشوائية ولا تملك القدرات الفنية والبدنية لتحقيق هذا الانجاز اللهم الا بالصدفة او الاجتهادات الفردية وليس بالأداء المنظم والمستوى المتطور واقول بكل الصدق ان الكرة السودانية ستظل تدور في فلك الهزائم الخارجية ولن تخرج منها وترتاد آفاق البطولات إلا اذا أوقفنا التهافت والصراع على اللاعب الجاهز واعتمدنا على مدارس الكرة والمراحل السنية التي يتعلم فيها الصغار أساسيات الكرة وفنياتها على أسس سليمة لتخرج لنا هذه المدارس لاعبين قادرين على تحقيق الانتصارات والبطولات التي تشرف السودان في المحافل الخارجية بمهاراتهم العالية وقدراتهم الفنية الكبيرة ومستواهم التنظيمي المتطور.. وبغير هذا ستظل الكرة السودانية على تخلفها ما دام الاداريون يصرفون المليارات على شراء اللاعب الجاهز والمحترفين المضروبين الذين فشلوا في تحقيق أي انجاز للكرة السودانية في الخمسة عشر عاماً الماضية, وما دام الاعلام الرياضي يفجر الصراعات ويثير الفتن ويكرس للعصبية والتطرف بالإشادة والتطبيل لفرق متخلفة وضعيفة فنياً وبدنياً ومهزومة أخلاقياً وسلوكياً.. وما دام الاتحاد العام يدير الكرة برزق اليوم باليوم دون خطط أو برامج لتطوير الكرة.. وما دام الوزارة تعمل لاصدار قانون يضع الرياضة تحت سيطرة الدولة ويتعارض مع أهلية وديمقراطية الحركة الرياضية.. وما دامت بعض القيادات بالأندية تشتري المناصب بالمال عن طريق العضوية المستجلبة وليس بالبرامج والأفكار والكفاءة الادارية.. ولذلك فمشكلة الكرة ليست مشكلة مدرب بقدر ماهي مشكلة لاعب يفتقد للأساسيات واداري بلا كفاءة ويبحث عن الشهرة وحكام يخافون من جماهير الأندية الكبرى واتحاد لا يعرف دوره ومهامه ووزارة وجودها مثل عدمه.. وعليه لن ينصلح حال الكرة التي أصبحت وسيلة لتحقيق المصالح إلا بثورة تقتلع جذور الفاشلين والعاطلين وتضع لها هيكلاً جديداً يعتمد على مدارس الكرة التي تطورت اللعبة في كل انحاء الدنيا عن طريقها, وعلى ديمقراطية نظيفة تحترم فيها ارادة الناخبين في اختيار من يقودون المسيرة, وعلى اعلام موضوعي يحترم عقول الناس بالنقد الهادف والبعد عن المهاترات والانحياز للاندية بالحق والباطل.. وبغير هذا سنظل نتجرع مرارة الهزائم ويبحث الاداريون والاعلاميون عن المبررات التي تحقق مصالحهم على حساب مصلحة الكرة..