• ×
السبت 20 أبريل 2024 | 04-19-2024
سراج الدين مصطفى

تهويمات

سراج الدين مصطفى

 0  0  2575
سراج الدين مصطفى

تجارب غنائية لم تجد القبول(1)

القلع عبد الحفيظ نموذجاً

· (القبول من الله) جملة تعودنا علي سماعها مراراً وتكراراً وأصبحت تعبير سائد وشائع في الوسط الفني ..وهي حسب ظني جملة تحتشد بالمجاملة السودانية التي نعرف ..جملة مغلفة بورق (السولفان ) أحياناً وفي مرات كثيرة غير ذلك تماماً ..لأننا تعودنا أن نقفذ فوق الواقع والحقائق ..لأن تركيبتنا النفسية تصوب سهامها نحو ظل الفيل ولكن لا تطعنه مطلقاً ..ولكن ثمة تجارب فنية لم تجد القبول أو الحد الأدني منها ولكنها في ذات الوقت تجارب جادة .

· الوسط الغنائي يمتلئ ببعض التجارب الغنائية التي لم تجد القبول من المستمع السوداني وينفر منها حال سماعها ..وهنالك نماذج عديدة ذات تجارب بائرة وخائبة ولم تجد لها زبائن ..لأنها قامت علي فراغ عريض من الموهبة ..ومن أبرز التجارب الغنائية التي لم تجد القبول ولم تحقق أدني حضور ..الفنان القلع عبد الحفيظ ..فهو بتقديري لم يجد حظوة من المستمع السوداني الذي يمتاز بالحصافة والثقافة الغنائية العالية.

· ثمة أسباب جعلت غنائية القلع عبد الحفيظ لا تتخطي حدود (الوجاهة الإجتماعية) وإنس (الشلة والأصحاب) ..لأن القلع أصلاً لم يأتي بتقليعة جديدة في الغناء ..فهو عبارة عن نسخة كربونية من الفنان كمال ترباس ..نفس الجسم ..والعمة ..والعباية وذات الفهم والتعابير ..ولكنه يختلف عنه من ناحية القدرات الصوتية والتطريبية ..وهنا يتفوق ترباس بشكل مطلق..لأن فنانه حقيقي وصاحب تجربة لها روادها وعشاقها.

· وضع كمال ترباس بصمته الغنائية وفرض شخصيته الفنية وهو لا يشابه فنان من الذين سبقوه..ويمكن إعتبار القلع إمتداد لتجربة كمال ترباس ..ومن خلال غناء القلع يمكننا ملاحظة ذلك ..فهو ينحصر كل همه في أن يتابع طريقة ترباس في الغناء علي نسق وقع الحافر علي الحافر ..فهو لم يجد القبول لأنه فنان بلا إضافة أو تأثير ..وبالنظر لمجمل أغنياته لا نجد لها أثر في الوجدان السوداني.

· غنائية القلع عبد الحفيظ يمكن وصفها بأنه قامت علي فكرة (المحاكاة) ولاحقاً أصبحت تقوم علي فكرة (المكاواة)..وحرب التصريحات التي دارت بينهما في وقت سابق تؤكد بأن القلع لا يتورع في أن يؤكد ودون أن يعي بأنه نسخة كربونية مشوهة من كمال ترباس ..فنان بلا شخصية فنية واضحة وبلا مشروع ..غناء سنده الأساسي هو العلاقات الإجتماعية.

· المستمع السوداني الحصيف لا يمكن (الإستهبال) عليه ..فهو مستمع ذكي يعرف الصالح من الطالح ..ويعرف الفنان الجاد ..صاحب الفكرة والرسالة والمشروع ..لذلك فهو يقدر ويحترم تجارب ذات قيمة ومضمون مثل محمد رودي ومحمد الأمين والكابلي وغيرهم من مبدعينا الكبار الذين رسموا الدهشة ذات الطعم غير المكرور..

· مجمل تلك الأسباب وغيرها يعلمها القلع عبدالحفيظ ولا نستطيع كتابتها جعلت تجربته في مهب الريح تتناوشها وتقذف بها حيث أرادت.

· ذلك هو القلع عبد الحفيظ ..فنان بلا ملامح ..يفقتد لأدني مقومات الجدية والوعي بماهية الغناء ومدي قدرته علي تشكيل وجدان الشعوب ..الغناء ليس مجرد (عمة كبيرة ذات أمتار طويلة وخامة جيدة..ولن يتحقق عن طريق مجاملة الأصحاب والأهل و(ناس الحلة).

· مجمل تلك المفاهيم جعلت القلع عبد الحفيظ بعيد جداً عن وجدان المستمع السوداني ولم يترك أي بصمة أو تاثير واضح وحقيقي ..وفي ظل هذه الوضعية من البديهي أن نصف تجربته بأنها تجربة(نص كم) لم تحقق الإنتشار ولم تجد القبول.

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : سراج الدين مصطفى
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019