• ×
الجمعة 19 أبريل 2024 | 04-18-2024
ولاء مدني

هِـــــلَالَاب أُحِبُـــــكُم .. المريخ كمبالا سيتي .. حكاية مِنْ شِبا

ولاء مدني

 0  0  6749
ولاء مدني
هِـــــلَالَاب أُحِبُـــــكُم .. المريخ كمبالا سيتي .. حكاية مِنْ شِباكنا
إلى أهل المريخ العظيم كلهم وإلى الرياضيين جميعاً وإلى الأهلة على اختلاف مشاربهم ومنازعهم أسوق تحاياً عطرات، وأمانٍ نضرات، وآمالاً غير عاطلات.
مدخــــــل أول
لست أدري كيف نحسن احتمال المحنة ولا الثبات للخطب، ولا كيف سنتغلب على الخوف الخفي الدائم، الذي يتسرب إلى قلوبنا ووجداننا فتسري له في أجسامنا كُلها رعدة قوية لا يعرفها ولاة أمورنا الرياضيين. وتعلمون أن هذا الخوف يصوَّر لنا ما شاء من الصور حين يغزو قلوبنا ونفوسنا فيصرفها عن درب الأمل ويصرف الأمل عنها. ونشهد الله أنَّا ما رأينا منكم إلا ما يقتل الأمل فينا، وما عرفنا عنكم إلا انحرافاً عن علم الإدارة الرياضية حين يطول السير فيه، وجنوحاً إلى التخبط ورغبةَ في الادعاء حين يثقل عليكم اتصال التعلم، ولم نعرف فيكم سوى إعوجاجاً يمنع اتصالكم بوجدان الجماهير، والتواءاَ يسوقكم إلى جحود حقوقها وحقوق الصرح الكبير الذي تجلسون على سدة كراسيه، وتطرفاً تنفردون فيه بالسعادة والغبطة ويسوقوها إلي التصفيق بغير وعي كما تساق السابلة.
مدخــــــل ثان
.. توقفنا عن الكتابة الراتبة في أمر الرياضة منذ مدة ليست بالقصيرة، دون أن يقلل ذلك مِنْ أمر متابعتنا لما يدور فيها من أحداث، وانتهى الموسم السابق بخيره وشره، واشرأبت طموحاتنا إلى موسم جديد يدار بالحكمة والثراء الفكري وتتراجع فيه الأخطاء إلى حد المعقول والمحتمل .. ولكن يبدوا أن أحلامنا عصية على التحقق .. وآمالنا هي رابع المستحيلات .. فكيف يتأتى النُجح والبيئة هي البيئة والوجوه هي الوجوه .. وكيف يتأتى النُجح ونحن نقدم نفس الأسباب السابقة ونتوقع نتائجاً مختلفة .. إنها علل وأدواء الرياضة السودانية التي لا تنتهي أبداً .. فكرة القدم عندنا يلعبها الإداري مرتدياً جلابية بيضاء مكوية .. متحسساً جيبه المتخم بالدولارات .. وبعض شاي اليانسون .. ويحكمها الإعلام .. بلا إعلام .. أما اللاعب والمدرب فهما دميتان وجدتا خطأ في ملعب المباراة بأمر الاتحاد الدولي .. وأما الجمهور فهو فقط أداة فرجة لا غير .. ندعوه إلى الملعب لنضحك عليه لا ليسعد بفوز فريقه ..
المريخ بايرن ميونخ .. والبداية بالمقلوب
لا يوجد حدث رياضي في الأشهر الستة الماضية أحدث من الأثر على الحالة الرياضية السودانية كما أحدثت هذه المباراة. فبطل أبطال العالم الكروي سيقابل المريخ السوداني في أرض محايدة خارج السودان .. وما أدراك ما البايرن والماكينات الألمانية .. وارتفعت حرارة الجو الرياضي .. حينها سألت نفسي "ماذا أرادت إدارة المريخ بهذه المبارة؟ .. ما الحكمة في قيامها في هذا التوقيت بالذات؟ .. ما الفائدة الفنية المرجوة من المباراة إذا كنت ستلاقي بطل أبطال العالم بخمسة أو ستة تدريبات وفي أول فترة الإعداد وبعض اللاعبين لا يعرف بعضهم؟ .. وأسئلة أخرى كثيرة" .. اقترب موعد المباراة وارتجف الصفوة في دواخلهم وأمل الأهلة في هزيمة تتحدث بها الركبان .. لكني وبما توفر لدي من معلومات لم التفت للمباراة فنياً .. فهذا النوع من المبارايات الاستعراضية لا يمكن أن يكون جزءاً من إعداد الفريق .. لا مقارنة بين المريخ وبايرن ولا الكرة السودانية بهلالها وغيره مجتمعة به .. والفريق البطل أتي للمنطقة للترويح عن لاعبيه وإبعادهم عن موجة البرد القارس في بلاده .. ما كان يشغلني ماذا سيفعل المريخ بعد المباراة؟ .. ببساطة لأنني كنت أجزم بأن المباراة لن تتجاوز نتيجتها أن يتغلب البايرن على المريخ بهدف وحيد .. بل كنت متفائلاً وكتبت في كثير من مواقع التواصل أن المريخ ربما يفوز بهدف أويتعادل بهدف لكلٍ .. لذا لم تشغلني المباراة في ذاتها بل ما بعد المباراة .. وتحديداً كيف سيستثمر الأحمر هذا المبارة إيجاباً لصالح فريقه .. لكن هيهات فمن يديرون الأمر في بلادي كانوا "طفولة في الفكر الرياضي وجهالة بفن الإعداد النفسي"
السقوط من العالمية
انتهت فترة الإعداد بأربع هزائم جعلت من المريخ فريق عالمي لا تكلمني، ولم يستفد المريخ من أي من مبارياته، لأن الناحية الفنية كانت "أحابيلاً اندغامية"، فالمريخ خاض ثلاث مباريات من مبارياته الأربعة ضد فرق استعراضية اتت للترويح عن لاعبيها وأداء مباريات أشبه بمباريات هارلم في السلة الأمريكية الاستعراضية، وفريق بينه والمريخ "تار بايت" زاد طينته بِلة أن لعب بلاعبي الصف الثاني وخسر المريخ الجانب الفني بعدم اللعب مع الصف الأول والجانب النفسي بالهزيمة من لاعبي الصف الثاني.
هل كان الإعداد حقيقياً أم لمآرب أخرى؟
فعلت إدارة المريخ غير الموفقة كل هذا وصرفت كل هذا المال، سافروا بقضهم وقضيضهم إلى الدوحة ونسوا كرة القدم الحقيقية في دولاب مركون في إهمال مخزن قصي يعلوه التراب، لم ترسل إدارة المريخ مدربها النابه فاروق جبرة أو مدربها الصنديد جمال أبي عنجة أحدهما أو كلاهما إلى زنزبار لمشاهدة فريق كمبالا سيتي الذي يلعب في بطولة هناك وقد حاز البطولة وذلك لكتابة تقرير فني عنه حتى يساعد به الجهاز الفني. نفس هذه الإدارة التي دفعت لبايرن ميونخ في الدوحة عجزت عن تجهيز فريق أفريقي يعد المريخ حقيقة لكمبالا سيتي .. كما عجزت عن السيطرة النفسية للاعبين الذين أعجزوا أبطال العالم فكيف بأبطال أوغندا ولم تكبح الإعلام الأحمر بنظرته الاستعلائية للجميع وهو يدرك مقاصده ويدير الرأي العام الأحمر كيف شاء .. وانتفخت أوداج الجميع وأصيبوا "بمتلازمة عالمي لا تكلمني" .. عجبي!
يا مريخاب لا ترموا المنديل
المريخ الذي عرفناه وعرفنا أهله منذ زمن بعيد .. لن يرمي أبناؤه المنديل لأجل هزيمة عابرة .. عليكم الآن لملمة الفريق وطلب تأجيل جميع مباريات هذا الأسبوع .. وامتصاص الصدمة الأولى والاستعداد للقاء المصيري وبالتوفيق للأحمر الوهاج ..
يا هلالاب ويا أهلاوية بِلوا راسكم
يقول أهلنا الطيبون "لو أخوك حلقو ليه بِل راسك" .. نحن في حاجة للاستعداد للقادم .. ما يحدث الآن عبث .. وحكاية غلبنا الاتحاد مدني ما بتأكل عيش .. معسكر الدوحة لم يكسب منه سوى الخندقاوي .. والهلال والأهليان بعيدان عن التنافس الأفريقي .. والجميع يحتاج للتفكير والتخطيط العلمي الجيد والممتاز والسريع غير المتخبط.
لاحقة مهمة
ما كتبناه في هذا الخيط هو رأي خاص لا نريد له أن يقع عند مخالفيه موقعاً لم نقصده ولم نسعْ إليه، وهذا الرأي وإن كان خاصاً نأمل أن ينال حظه من التمحيص والتدقيق والتدارس، وأن يعمل فيه المبضع عمل النطاسي البارع، فالأمرلا يخضع لما تكنه الألوان والأنوال لبعضها بعضا حباً كان ذلك أو بغضا. ولا نأمل إلا نُصحاً فقد يستبان النُصح قبل ضحى الغد. وعليه فإننا نؤكد أنَّ سيكون منهجنا في الإقتراب من هذا الأمر منهجاً عقلانياً لأن العقل لا الهوى هو الذي يعطي لقيمنا الهلالية ثباتها مع تبدل الأحوال.
أما وقد بلغنا ما أردناه فالحمد لله، اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد.
مع خالص تحياتي
صلاح البشير
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : ولاء مدني
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019