(( خواطر زول )) عبد الله القاضي
تصرف غريب وعجيب من إدارتي الهلال والمريخ ؟!!
قبل بضع سنين عندما تم إغلاق ملعب الهلال أيام مجلس الأرباب الهارب لإعادة تجديده وزرعه مرة أخرى بمواصفات الفيفا وما يتطلبه مثل هذا العمل من مهنية وعمل جاد !! كتبت مقالات وبوستات مدعومة بالصور وبآراء خبراء متخصصين في زراعة الملاعب تؤكد بأن ملعب الهلال سوف يعود أسوأ من سابقه لأن العمل لم يكن بالصورة السليمة حسب رأي الخبراء ووصلت الفكرة للجنة تأهيل الإستاد لكن العناد والمكابرة جعلهم يصنفون كتاباتي من ضمن المعارضين لمجلس الأرباب , ويؤكدون أن العمل يتم حسب المواصفات الهندسية المطلوبة وطريقة الزراعة والري ودك الأرض ووضع السماد كلها تسير حسب ما يقوله كتاب ( التربال في زراعة ملعب الهلال) وأن علينا فقط الصبر حتى افتتاح الملعب ...وقد كان .. صبرنا وسكتنا ولم نرى غير ملعب مصفر مليء بالمطبات والحفر !!
ثم جاء مجلس البرير وأعاد التأهيل أكثر من مرة وعملوا عدة معالجات وقتية لكن الحال بقي كما هو عليه لأنه لا يستقيم العود والظل أعوج وما بني من غير أساس علمي لن يصمد كثيرا !!حتى صار ما صار وبات الملعب خصما الفريق بعد أن كان العامل الأساسي في حسم مباريات الهلال في المقبرة وتسبب في كثير من الإصابات للاعبين حتى جاء مجلس التسيير المعين وقرروا غلق الملعب والبدء من الصفر مرة أخرى وكأنه ملعب جديد يقام لأول مرة وهذه كلها نتيجة الفهم الخاطئ والعمل العشوائي في إدارة شئون النادي وقد كلفتنا هذه العشوائية مليارات الجنيهات وكذلك سنوات ضاعت هباءً منثوراً !! هذه المرة سمعنا أن نجيل ملعب الهلال سوف يأتي من قطر وهذا خبر سار لأن ملاعب قطر تعتبر الأفضل عالميا حالياً لكن المشكلة في التشغيل واستمرارية الرعاية والصيانة اليومية!!
وغير بعيد من نادي الهلال هناك ملعب المريخ الذي يفاخر به أهله بأنه درة ملاعب أفريقيا لكن بعيدا عن حقيقة ما يقولون ويؤمنون به فإن الواقع مختلف تماما فهو أسوأ من ملعب الهلال بكثير خاصة في موسم الخريف وبه من الحفر والمطبات ما هو أسوأ من ملعب الحصاحيصا فإن كنا نجد العذر لأهل الحصاحيصا فلا عذر لأهل المريخ الذين يملكون المال والعتاد لكن ينقصهم العمل المؤسسي والمتخصص لذا تجد كل فترة وأخرى قيامهم ببعض الترميمات أو التحسينات لكن كل هذه التلميعات لن تجدي نفعاً لإخفاء عيوب الملعب حتى تم إغلاقه قبل بداية الموسم ليكون الهلال والمريخ بلا ملاعب !!
بالكو ....!!
من لا يعرف السودان وملاعبه من غير أهله لو قيل له أن الهلال والمريخ أغلقا ملعبيهما وهما الآن بدون ملاعب يؤديان فيها مبارياتهما الدورية والإفريقية لاعتقد أننا نملك ملاعب بديلة واستادات أخرى تبرر لإدارتي الناديين هذا الجرم الكبير في حق الناديين وجماهيرهما!!
من هذا العبقري هنا أو هناك الذي قرر ونفذ هذا الجرم وحرم الفريقين من أهم أسلحتهما وهو اللعب في ملعب يعرفونه ويحفظونه عن ظهر قلب , فالصحيح أنه لا فرق لدى اللاعبين بين ملعب الهلال أو المريخ حيث لا يبعدهما عن بعض إلا شارع واحد وبالتالي كان من الطبيعي أن تتفق إدارتي الناديين على إغلاق الملعب الأكثر سوءاً بعد دراسته وترك الآخر ليكون ملعبا للفريقين ويكون ذلك حتى نهاية الدورة الأولى مثلا ليتم بعد ذلك الانتقال للملعب الجديد وإغلاق الملعب الآخر وبدء التأهيل فيه لينتهي في نهاية الموسم وبذا نكون قد ضربنا عدة عصافير بحجر .. !!
اعتقد أن ملعب إستاد الخرطوم الاصطناعي سوف يكون خصما على الفريقين والفرق نسبة لسوء الترتان او العشب الاصطناعي الذي تجاوز عمره الخمسة أعوام ولم أرى فيه يوما صيانة أو تنظيف حيث أن هذه الملاعب الاصطناعية تحتاج لعناية يومية أكثر من النجيل الطبيعي فهو يحتاج للتنظيف من الأتربة وكذلك الغسل كل فترة بمادة معينة مطهرة وإزالة الأتربة التي تسبب الحساسية للاعبين وقد أصبح ملعب الخرطوم بسبب الإهمال أشبه بالبلاط والترتان أصبح خشناً وأي سقوط فيه للاعب كأنما سقط في البلاط !!
حوالي الثلاثين رجل من خيرة رجالات العمل الرياضي والإداري يقودون الناديين الكبيرين ! ألم يفكر فيهم أحد .. أليس فيهم من يعرف التصرف عند الأزمات أو ليس فيهم من يعرف أبجديات العمل الإداري ؟! كيف فات عليهم ذلك أم أن الخصومة في المستطيل الأخضر امتدت حتى مكاتب الإدارتين ليكون هذا التخبط ثمارها ؟!
لو خرج الناديين من التنافس الإفريقي أو خسروا الكثير من النقاط في ملعب الخرطوم فإن المسئولية حتما تقع على مجلسي الهلال والمريخ!
الأخ يوسف حسين يرى أن يلعب الهلال مبارياته في ملعب شندي بدلا من استاد الخرطوم وهذا اقتراح وجيه ليته يجد القبول من مجلس الهلال!!

baaalkooo@hotmail.com