(( خواطر زول )) عبد الله القاضي
المطعم الثقافي السوداني !!!
بعد الجهد الخارق الذي بذلته اللجنة المكلفة بتسيير أعمال المركز الثقافي السوداني وبث الروح في جسده بعد أن دخل في غرفة الإنعاش لسنوات وأصبح لنا مقر جديد يليق بموروثاتنا إلا أن الحلو ما بيكمل كما يقول المثل !! اعتقد أن الكثير من القراء الأعزاء تابع ما كنا نطالب به منذ سنوات بتكليف مدير للمركز مع موظف في السكرتارية لإدارته بصورة مهنية وقانونية يسهل معه مساءلة المدير والموظفين عن الأداء!! بعد افتتاح المركز تحدثت مع سعادة السفير ياسر خضر وكذلك مع صديقي أحمد عبد المنعم رئيس لجنة التسيير ومن قبلهم أعطيت الفكرة للسفير الدابي وكذلك السفير المحبوب فقيري عن ضرورة عمل مطعم سوداني داخل المركز يوفر للعامة وجبات يومية ويساهم في توفير إيجار المقر والنفقات المطلوبة لتسيير النشاط !!
بالأمس تفاجأت عندما طلب مني الخال صلاح عبد الله أن نذهب ونتناول العشاء في المركز الثقافي السوداني ولم أصدق حتى دخول المركز أن هناك مطعم أقيم في المركز!!
أولا من الناحية القانونية كان يجب على السفارة أن تقوم بعمل مناقصة رسمية مع طباعة كتيب للشروط والمواصفات المطلوبة لإنشاء المطعم حسب شروط البلدية والدفاع المدني في قطر ثم عمل إعلانات مدفوعة الأجر في الصحف اليومية وشريط الإعلانات في الفضائية السودانية والنيل الأزرق مثلا لتقديم العطاءات في مظاريف مختومة ,بعدها يتم فتح المظاريف من قبل لجنة لاختيار أفضل العروض ويمنح هذا الشرف لمن يستحق بإمكانياته المادية والبشرية لتشغيل مطعم يليق بالمركز الثقافي السوداني بدلا من ذلك الإعلان الغريب ( تشغيل كافتيريا وخيمة تراثية) الذي وضع في باحة المركز ولم يراه أو يسمع به إلا المحظوظين أو المقربين !
o بالكو
لكن يبدوا أن العشوائية أصبحت ماركة سودانية حتى لسفاراتنا وللمغتربين في الخارج .. لأن ما شاهدته في حوش المركز يدعوا للأسى وللأسف ... مطعم بلا أدني مقومات النظافة .. مطعم عشوائي بمعنى الكلمة ... لا وجود لإجراءات السلامة من الحريق ولا حتى مروحة شفط الدخان .. مجموعة من البشر من العاملين والعاملات محشورين في غرفة 3 أمتار داخلها أعزكم الله حمام يدخل ويخرج منه الجميع وقدرة فول هنا وحلة كوارع هناك وأمام الغرفة حدث ولا حرج ... صاج الطعمية ناره يهدي الساري والضهبان وعلى يمينه كانون القهوة والشاي بصورة تذكرني بمرطبات السلام ومطعم بلال بالسجانة حيث كنا نأكل ونشرب في مجموعات وقوفاً أو جلوساً!!
مجموعة الكوارع تتخذ من ركن قصي في المركز مقرا لفك وتركيب الكوارع بينما هواة أكل البوش في الصينية (لا وجود لصحن كبير) يعسكرون في الجانب الأيمن وفي أطراف المركز ووسطه طاولات الشية وكبدة الإبل وينتشر البعض من أصحاب الكيف القهوة والشاي وقوفا في ثنائيات ومجموعات هنا وهناك وعلى أنغام الموسيقار الكبير عثمان مصطفى الذي تواجد في تلك الساعة واعتقد أنه هاله ما رأى في دوحة العرب وربما تذكر لحظتها سوق قندهار أو سوق الناقة !!!
والله العظيم هذا أمر محزن ما يحدث لنا .. وأقسم بالله أننا شعب لا نستحق ما تفعلونه بنا .. لماذا هذا الإصرار على أن تجعلوننا نعيش في عشوائية مقيتة وتخلف لا يمكن أن يحدث في القرن الواحد والعشرين وفي دولة تعتبر من أوائل وأسرع الدول في التطور والتقدم ؟!
على سعادة السفير أن يتدخل فوراً ويوقف هذا العبث الذي يحدث في المركز ويغلق المطعم قبل أن يتم إغلاقه من الجهات الرسمية لمخالفته كل قوانين ولوائح البلدية والدفاع المدني!! هذا أولاَ وثانيا يتم تقديم عطاء لبناء كافتيريا تليق بالمركز تكون في مساحة محددة ومغلقة ولا يتخطاها أحد حتى بكوب شاي لداخل المركز الذي يجب أن يظل نظيفاً ولائقاً بالعمل والأنشطة الكبيرة الذي يجب أن يقوم به والذي كافحنا لعقود من أجل قيامه !!
الكافتيريا وعرفناها لكنني لم أفهم ما المقصود في الإعلان بخيمة تراثية إلا إذا كانوا يقصدون الكوارع والفول والطعمية وشية الجمر وكبدة الإبل !! لذا أبلغ واصدق ما يمكن أن أطلقه على الوضع الحالي للمركز هو (( المطعم الثقافي السوداني )) إلى حين أن يتغير الوضع!!
إنمركزكي بالكوي يعني خلو بالكم من مركزكم !!
baaalkooo@hotmail.com