زووم
عفواً.. هذه هي الحقيقة يا مورداب...!
ثمة وجه شبه يصل إلى مستوى التطابق بين ناديي الموردة والعباسية، في كثير من التفاصيل التي تشكل التكوين البشري للنطاق الذي يشكل أحياء الموردة، وهي جزء من أحياء أم درمان القديمة، وعلاوة على أن حي العباسية يعتبر من الأحياء التي ينتشر فيها مريدي نادي الموردة، فإن جانباً مهماً يجب أن نتصفحه من أحداث هذه الأيام، حيث يسيطر الحديث عن هبوط الموردة من الدوري الممتاز على مجالس المدينة ونقاشات الرياضيين، وقبل أن أتناول تفاصيل ما يحدث في الموردة وبعض ما فكرت في كتابته ملياً، أذكر أنني حضرت الأسبوع الماضي إجتماعاً عاصفاً لبعض شباب حي العباسية كان يهدف إلى تغيير مؤشر الأحداث المحيطة بالفريق بعد أن تعرض للخسارة في سنترليق الصعود للدرجة الأولى، وكان الحديث إنفعالياً وإقصائياً أهمل فيه الناس تلك التضحيات التي أوصلت الفريق إلى منافسة مهمة كالسنترليق وجعلته منافساً على العودة للأولى، وتحدث الغالبية عن إقصاء عدد من الأسماء بصورة توحي بأن المسألة ليست رياضية وإنما هنالك مخفيات تؤدي إلى تصفية الحسابات الشخصية، ولأنني أعرف العباسية جيداً، شعرت بالغرابة.. فقد كنت معاصراً فيها لمعظم الإداريين الذين صنعوا مجدها وتأريخها حتى شاركت في بطولة العرب، ثم شاركت في المنافسات القومية من دوري السودان وكأس السودان حتى وصلت مرحلة كانت فيها قاب قوسين أو أدنى من بلوغ النسخة الأولى من الدوري العام.. (الممتاز) حالياً، وكانت بحاجة إلى فوز بهدف وحيد أمام العصمة الكاملين لتحقق الإنجاز، ولكن غياب نجومها الأساسيين، والذين أصيبوا بالملاريا في أجواء مدني الخريفية، حال دون فوز كان سهلاً قياساً بسمعة الفريق وإمكانياته الفنية التي أهلته ليكون فاكهة دوري الأولى الخرطومي ذائع الصيت.. المهم أنني شعرت بغرابة تلك التصرفات وشبهتها بما يحدث داخل نادي الموردة، وقلت لصديقي محمد المصري، وهو عضو مجلس إدارة: أن مثل هذه التصرفات كانت السبب في أن تتهادى الموردة في نتائجها وتكون بالتالي أول الهابطين من الممتاز.
ألخص تلك التصرفات في إندفاعيتها وإنفعاليتها، والفكر الإقصائي تجاه الغير، ورغبة الجميع في جعل الإنتماء للموردة أو العباسية حكراً على أبناء الحي بمسماه الجغرافي، مع الإعتراف بمحدودية القدرات المادية لسكان هذه الأحياء، ومع عزوف الشباب منهم عن متابعة كرة القدم ونادي الحي، ومحاولة التقليل من شأنه وشأن من يعمل فيه متطوعاً أو أجيراً.. وكل هذه السلوكيات من وجهة نظري مشتركة بين الفريقين، ولكنني أخصص الحديث فيما تبقى من مساحة عن نادي الموردة، فهو الأعرق والأكبر.
قبل أيام كنت أناقش أحد قدامى لاعبي الموردة في مآلات الأمور في هذا النادي العريق، وحاولت الحصول منه على ملخص لذلك وكيفية وضع الحلول: فقال أن السبب الأساسي لما وصل إليه فريق الموردة الآن، وما يعانيه هم رابطة المشجعين، وعن الحلول قال: أن الموردة لن تعود كما هي إلا بذهاب هذا الجيل الذي يشكل الرابطة وبعض أفكارها التي وصفها بالتقليدية و(الإنغلاقية).. هذا ما قاله أحد قدامى اللاعبين بعد سنوات من الدفاع عن ألوان النادي، ولنا كصحافيين إعتقاد بأن الكتابة عن هذا الفريق يجلب لصاحب القلم الكثير من المتاعب والشتائم من بعضهم، وأنا من الذين يعتقدون ذلك لأنني عايشت مع الراحل محجوب محمد أحمد كيف أنه كان يعاني الأمرين عندما يكتب رأيه في وقائع هذا النادي وينتقد جهة من الجهات، وكذلك محمد عمر الأمين.. زميلي وصديقي.. وقد تعرض قبل أقل من عام لإعتداء لفظي وجسدي، ليس لأنه تسبب في كارثة هددت الموردة وزلزلتها، ولكن بسبب رأي كتبه.. وبالأمس القريب كان بيني وبين الأخ هيثم الحنان صدام عنيف وغريب بسبب رأي كتبته وقلت فيه أن الموردة ظلت مهددة سبع سنوات متتالية، أو على الأقل كانت هي الفترة التي شهدت بداية الإضطرابات قبل أن تنتهي إلى تذيل المنافسة للمرة الأولى في تأريخها. ورغم أن هذه هي الحقيقة، إلا أن ثورة ود الحنان كانت تعكس شيئاً خيالياً مغايراً يعكس عن روح عدوانية تجاه الآخر، وكأنني أهدرت ركلة جزاء كانت ستحدد بقاء الفريق، أو تسببت في هدفين أهدرا فرصة البقاء.. مع أنه محض رأي..!
سنعود
عفواً.. هذه هي الحقيقة يا مورداب...!
ثمة وجه شبه يصل إلى مستوى التطابق بين ناديي الموردة والعباسية، في كثير من التفاصيل التي تشكل التكوين البشري للنطاق الذي يشكل أحياء الموردة، وهي جزء من أحياء أم درمان القديمة، وعلاوة على أن حي العباسية يعتبر من الأحياء التي ينتشر فيها مريدي نادي الموردة، فإن جانباً مهماً يجب أن نتصفحه من أحداث هذه الأيام، حيث يسيطر الحديث عن هبوط الموردة من الدوري الممتاز على مجالس المدينة ونقاشات الرياضيين، وقبل أن أتناول تفاصيل ما يحدث في الموردة وبعض ما فكرت في كتابته ملياً، أذكر أنني حضرت الأسبوع الماضي إجتماعاً عاصفاً لبعض شباب حي العباسية كان يهدف إلى تغيير مؤشر الأحداث المحيطة بالفريق بعد أن تعرض للخسارة في سنترليق الصعود للدرجة الأولى، وكان الحديث إنفعالياً وإقصائياً أهمل فيه الناس تلك التضحيات التي أوصلت الفريق إلى منافسة مهمة كالسنترليق وجعلته منافساً على العودة للأولى، وتحدث الغالبية عن إقصاء عدد من الأسماء بصورة توحي بأن المسألة ليست رياضية وإنما هنالك مخفيات تؤدي إلى تصفية الحسابات الشخصية، ولأنني أعرف العباسية جيداً، شعرت بالغرابة.. فقد كنت معاصراً فيها لمعظم الإداريين الذين صنعوا مجدها وتأريخها حتى شاركت في بطولة العرب، ثم شاركت في المنافسات القومية من دوري السودان وكأس السودان حتى وصلت مرحلة كانت فيها قاب قوسين أو أدنى من بلوغ النسخة الأولى من الدوري العام.. (الممتاز) حالياً، وكانت بحاجة إلى فوز بهدف وحيد أمام العصمة الكاملين لتحقق الإنجاز، ولكن غياب نجومها الأساسيين، والذين أصيبوا بالملاريا في أجواء مدني الخريفية، حال دون فوز كان سهلاً قياساً بسمعة الفريق وإمكانياته الفنية التي أهلته ليكون فاكهة دوري الأولى الخرطومي ذائع الصيت.. المهم أنني شعرت بغرابة تلك التصرفات وشبهتها بما يحدث داخل نادي الموردة، وقلت لصديقي محمد المصري، وهو عضو مجلس إدارة: أن مثل هذه التصرفات كانت السبب في أن تتهادى الموردة في نتائجها وتكون بالتالي أول الهابطين من الممتاز.
ألخص تلك التصرفات في إندفاعيتها وإنفعاليتها، والفكر الإقصائي تجاه الغير، ورغبة الجميع في جعل الإنتماء للموردة أو العباسية حكراً على أبناء الحي بمسماه الجغرافي، مع الإعتراف بمحدودية القدرات المادية لسكان هذه الأحياء، ومع عزوف الشباب منهم عن متابعة كرة القدم ونادي الحي، ومحاولة التقليل من شأنه وشأن من يعمل فيه متطوعاً أو أجيراً.. وكل هذه السلوكيات من وجهة نظري مشتركة بين الفريقين، ولكنني أخصص الحديث فيما تبقى من مساحة عن نادي الموردة، فهو الأعرق والأكبر.
قبل أيام كنت أناقش أحد قدامى لاعبي الموردة في مآلات الأمور في هذا النادي العريق، وحاولت الحصول منه على ملخص لذلك وكيفية وضع الحلول: فقال أن السبب الأساسي لما وصل إليه فريق الموردة الآن، وما يعانيه هم رابطة المشجعين، وعن الحلول قال: أن الموردة لن تعود كما هي إلا بذهاب هذا الجيل الذي يشكل الرابطة وبعض أفكارها التي وصفها بالتقليدية و(الإنغلاقية).. هذا ما قاله أحد قدامى اللاعبين بعد سنوات من الدفاع عن ألوان النادي، ولنا كصحافيين إعتقاد بأن الكتابة عن هذا الفريق يجلب لصاحب القلم الكثير من المتاعب والشتائم من بعضهم، وأنا من الذين يعتقدون ذلك لأنني عايشت مع الراحل محجوب محمد أحمد كيف أنه كان يعاني الأمرين عندما يكتب رأيه في وقائع هذا النادي وينتقد جهة من الجهات، وكذلك محمد عمر الأمين.. زميلي وصديقي.. وقد تعرض قبل أقل من عام لإعتداء لفظي وجسدي، ليس لأنه تسبب في كارثة هددت الموردة وزلزلتها، ولكن بسبب رأي كتبه.. وبالأمس القريب كان بيني وبين الأخ هيثم الحنان صدام عنيف وغريب بسبب رأي كتبته وقلت فيه أن الموردة ظلت مهددة سبع سنوات متتالية، أو على الأقل كانت هي الفترة التي شهدت بداية الإضطرابات قبل أن تنتهي إلى تذيل المنافسة للمرة الأولى في تأريخها. ورغم أن هذه هي الحقيقة، إلا أن ثورة ود الحنان كانت تعكس شيئاً خيالياً مغايراً يعكس عن روح عدوانية تجاه الآخر، وكأنني أهدرت ركلة جزاء كانت ستحدد بقاء الفريق، أو تسببت في هدفين أهدرا فرصة البقاء.. مع أنه محض رأي..!
سنعود