(كلام عابر)
مليون تعظيم سلام
كرهت قلمي وكرهت الكتابة وأنا في بعدي المكاني أقف عاجزا لا أملك سوى الأمنيات والدعوات بزوال الظلم والظالمين من على أنفاس عباد الله، والضحايا يتساقطون في محرقة الخرطوم ومحرقات كل السودان لمجرد أنهم قالوا كلمة حق في وجه سلطان جائر. ِصبيان وصبايا في مقتبل العمر، بعضهم تقل أعمارهم عن أعمار أبنائي وهم يتحدون الرصاص بمثل بسالة أجدادهم في كرري، فالطغيان هو الطغيان، لا دين له،سواء كان مستوردا أم نبت من جوف تراب الوطن.في ليلة الأربعاء الحادي والعشرين من أكتوبر من عام 1964م،التي شهدها أبناء جيلي، كان اقتحام الشرطة لداخليات الجامعة أمرا غير مسبوق وجريمة تهز الوجدان ، وكان مقتل الشهيد أحمد قرشي طه سببا كافيا لأن تفقد الحكومة العسكرية شرعيتها التي لم تكن أكثر من انقلاب عسكري. تجاوز طغاة زماننا هذا كل طغيان نظام عبود ونظام نميري بمراحل وأصبح القتل عادة يومية يمارسونها في الرجال والنساء والأطفال، في مساكن الطلاب،وفي داخل بيوت الناس، وفي مراكز التعذيب، وفي الشوارع وفي كل مكان. حتى صغار التلاميذ لم يسلموا من رصاص القتلة.
والدم السوداني برخص التراب. هو ليس كالدم التونسي أو السوري أو الفلسطيني أو العراقي أو الليبي أو حتى الدم اليمني والمصري والكيني، ولهذا لم تجد مجازر الخرطوم إدانة ،أضعف الإيمان، من متحدث إعلامي غربي كما حدث عندما فتحت الشرطة نيرانها على المتظاهرين في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن. لم تتحرك جهة عالمية واحدة حنى الآن لمجرد إدانة قتل المحتجين السلميين في السودان.الدم السوداني رخيص مقارنة بدماء الآخرين سيان سال هذا الدم في دارفور أو في جبال النوية أو في النيل الأزرق أو حتى في شوراع الخرطوم نفسها. نحن نعلم أن الشأن السوداني لم يعد يعني كثيرا للرأي العام العالمي،وأن السودان كله ليس في أهمية هذه البلدان خصوصا بعد قيام دولة جنوب السودان، لكن ذلك لن يثبط من همم البواسل الذين انطلقوا في الشوارع يتحدون الموت ويصارعون المستحيل ويصنعون التاريخ، وقطعا سيجذبون أنظار الدنيا كلها ولو بعد حين.
على الجانب الآخر هناك نظام شرس يملك كل مكونات القوة إلا الشرعية، لن يستكين ولن يتوقف عن ممارسة كل أنواع القتل وسفك الدماء لأن زواله يعني نهاية كل ما هم فيه من سلطة وثراء ونعيم ويفتح الباب واسعا أمام المحاسبة وآليات العدالة، وقد لا يخلو الأمر من عدالة الشارع والثأر الشخصي. الطاغية،كما قال الزعيم الهندي الراحل نهرو، كالراكب على ظهر نمر مسرع،إذا ترجل الطاغية من ظهر النمر لأي سبب، فإن النمر سيلتهمه لا محالة.لا يملك إلا أن يتشبث بظهر النمر حتى الرمق الأخير.
كرهت قلمي الذي يشارك بالكتابة في صحف لا تكتب الحقيقة، أو لا يسمحوا لها بكتابة الحقيقة. كرهت التعاون مع صحف مكبلة تقف عاجزة أمام الحدث، لا تستطيع تغطيته، ولا تستطيع أن تقول كلمة حق حتى لو كانت كلمة الحق هذه مجرد خبر صادق بعدد الشهداء الذي سقطوا في شوارع الخرطوم برصاص القتلة.
لا أملك إلا مليون تعظيم سلام أهديها لأبنائنا البواسل الذين قهروا الخوف وأمسكوا باللحظة التاريخية من خاصرتها وامتلكوا أدواتها وعرفوا كيف يتفاعلون معها. النصر سيكون حليفهم لا محالة، إن لم يكن اليوم فغدا أو بعد غد،فنصر الله قريب، والخلود من صفات الله سبحانه وتعالى وحده، وإرادة الشعوب من إرادة الله عز وجل.
إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور ( 38 ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير ( 39 ) (سورة الحج)
(عبدالله علقم)
Khamma46@yahoo.com
مليون تعظيم سلام
كرهت قلمي وكرهت الكتابة وأنا في بعدي المكاني أقف عاجزا لا أملك سوى الأمنيات والدعوات بزوال الظلم والظالمين من على أنفاس عباد الله، والضحايا يتساقطون في محرقة الخرطوم ومحرقات كل السودان لمجرد أنهم قالوا كلمة حق في وجه سلطان جائر. ِصبيان وصبايا في مقتبل العمر، بعضهم تقل أعمارهم عن أعمار أبنائي وهم يتحدون الرصاص بمثل بسالة أجدادهم في كرري، فالطغيان هو الطغيان، لا دين له،سواء كان مستوردا أم نبت من جوف تراب الوطن.في ليلة الأربعاء الحادي والعشرين من أكتوبر من عام 1964م،التي شهدها أبناء جيلي، كان اقتحام الشرطة لداخليات الجامعة أمرا غير مسبوق وجريمة تهز الوجدان ، وكان مقتل الشهيد أحمد قرشي طه سببا كافيا لأن تفقد الحكومة العسكرية شرعيتها التي لم تكن أكثر من انقلاب عسكري. تجاوز طغاة زماننا هذا كل طغيان نظام عبود ونظام نميري بمراحل وأصبح القتل عادة يومية يمارسونها في الرجال والنساء والأطفال، في مساكن الطلاب،وفي داخل بيوت الناس، وفي مراكز التعذيب، وفي الشوارع وفي كل مكان. حتى صغار التلاميذ لم يسلموا من رصاص القتلة.
والدم السوداني برخص التراب. هو ليس كالدم التونسي أو السوري أو الفلسطيني أو العراقي أو الليبي أو حتى الدم اليمني والمصري والكيني، ولهذا لم تجد مجازر الخرطوم إدانة ،أضعف الإيمان، من متحدث إعلامي غربي كما حدث عندما فتحت الشرطة نيرانها على المتظاهرين في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن. لم تتحرك جهة عالمية واحدة حنى الآن لمجرد إدانة قتل المحتجين السلميين في السودان.الدم السوداني رخيص مقارنة بدماء الآخرين سيان سال هذا الدم في دارفور أو في جبال النوية أو في النيل الأزرق أو حتى في شوراع الخرطوم نفسها. نحن نعلم أن الشأن السوداني لم يعد يعني كثيرا للرأي العام العالمي،وأن السودان كله ليس في أهمية هذه البلدان خصوصا بعد قيام دولة جنوب السودان، لكن ذلك لن يثبط من همم البواسل الذين انطلقوا في الشوارع يتحدون الموت ويصارعون المستحيل ويصنعون التاريخ، وقطعا سيجذبون أنظار الدنيا كلها ولو بعد حين.
على الجانب الآخر هناك نظام شرس يملك كل مكونات القوة إلا الشرعية، لن يستكين ولن يتوقف عن ممارسة كل أنواع القتل وسفك الدماء لأن زواله يعني نهاية كل ما هم فيه من سلطة وثراء ونعيم ويفتح الباب واسعا أمام المحاسبة وآليات العدالة، وقد لا يخلو الأمر من عدالة الشارع والثأر الشخصي. الطاغية،كما قال الزعيم الهندي الراحل نهرو، كالراكب على ظهر نمر مسرع،إذا ترجل الطاغية من ظهر النمر لأي سبب، فإن النمر سيلتهمه لا محالة.لا يملك إلا أن يتشبث بظهر النمر حتى الرمق الأخير.
كرهت قلمي الذي يشارك بالكتابة في صحف لا تكتب الحقيقة، أو لا يسمحوا لها بكتابة الحقيقة. كرهت التعاون مع صحف مكبلة تقف عاجزة أمام الحدث، لا تستطيع تغطيته، ولا تستطيع أن تقول كلمة حق حتى لو كانت كلمة الحق هذه مجرد خبر صادق بعدد الشهداء الذي سقطوا في شوارع الخرطوم برصاص القتلة.
لا أملك إلا مليون تعظيم سلام أهديها لأبنائنا البواسل الذين قهروا الخوف وأمسكوا باللحظة التاريخية من خاصرتها وامتلكوا أدواتها وعرفوا كيف يتفاعلون معها. النصر سيكون حليفهم لا محالة، إن لم يكن اليوم فغدا أو بعد غد،فنصر الله قريب، والخلود من صفات الله سبحانه وتعالى وحده، وإرادة الشعوب من إرادة الله عز وجل.
إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور ( 38 ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير ( 39 ) (سورة الحج)
(عبدالله علقم)
Khamma46@yahoo.com